• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أنثى الشرق.. عطاء لا ينضب

مريم حسين العبودي / الخميس 16 آذار 2023 / حقوق / 1586
شارك الموضوع :

لا تتوقف هذه العملية المجتمعية التي لا تمت للعدالة بصلة بمجرد انتقادها أو الكتابة عنها

تُجبل الأنثى في المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص من خلال تربية الأسرة الصغيرة والكبيرة والأقارب والأباعد والمجتمع بشكل عام على تأطير أنوثتها وفق معايير مُقررة من قِبل المجتمع. وخلال مسيرة حياتها الكاملة يجب أن تكون في سعي دائم لوضع إشارة (تم) أمام كل نقطة من هذه المقاييس لكي تحصل على الرِضا لمباركة تمام أنوثتها ليس بنظرها بل بنظر هذا المجتمع ومن فيه من كبيرهم حتى صغيرهم.

البشرة البيضاء الناصعة، الشعر الكثيف بالطول الفلاني، الوزن الذي لا تكون فيه نحيفة جداً ولا بدينة جداً، بل القوام الذي يجعلها محل إعجاب وإبهار للجنس الآخر مما يحقق لها الفرص الأكبر والأفضل للاقتران. إضافةً لشكل العين وكثافة الحواجب والرموش واكتناز الشفتين والوجه المشدود والشباب الدائم والبشرة الصحية اليانعة والنظافة الدائمة والمزاج البنفسجي المستمر واليد الحريرية والأظافر اللامعة والقدمين الناعمتين مثل أقدام الأطفال. ناهيك عن مثالية السلوك والحفاظ على مستوى واحد للصوت واعتماد ابتسامة خفيفة لا هي بالضحك الذي يُفقدها وقارها ولا هي معدومة تجعل من ملامحها تميل للكآبة، والخجل والحياء الذي لا يرافقه ضعف شخصية، بل خجلٌ مع مستوى من الثقافة والجرأة (المهذبة) وقول كلمة الحق والدفاع عن النفس وأن تكون واعية قارئة تفقه في السياسة والاقتصاد وآخر أخبار الكوكب شريطة أن لا تخوض نقاشات تُدخلها في أمور (تخص الرجال)، عليها الحفاظ على محدودية في الفهم بحيث يمكنها دائماً أن تعود للحديث عن طريقة سلق البقوليات وكيف ينتفخ الكيك بطريقة مثالية.

ورغم كل ما هي عليه من شخصية واثقة، يجب أن تكون شديدة الحذر كيلا يُقال أنها سليطة لسان ووقحة (وفي كل الأحوال سيُقال عنها ذلك، وسنجد جماعة تصفق لها وجماعة تذمها). ومع توفر كل هذه المواصفات الذهبية يجب أن تتعلم متى توقف هذه المزايا وتفعّل ميزة الرضوخ والاستسلام والطاعة، وأن تعرف مع من تكون لبوة صُلبة ومع من تعودُ قِطة صغيرة وديعة ترعبها إشارة صغيرة باليد!.

وعلى الجانب الآخر، الجانب الرجوليّ الشهم، نجدُ الرجل يتربى منذُ سنته الأولى على أنه لا (يُعيبه شيء) وهذه القاعدة سوف تستمر معه طوال عمره اللاحق، وهي القاعدة التي سيؤسس عليها حياته كلها، ليصل لمرحلة أن يعتبر حتى الدمع الذي هو ماءٌ يخرج بشكل فطري من العين وقتما يحزن أو يفرح أو لأي سبب آخر، نقيصة وتقليل من رجولته.

يتعلم الرجل القوة والبأس، وأنه مهما توافرت فيه أمور مُعيبة أو نقائص فهو كاملٌ بذكوريته، لا شيء يمكن أن ينتقصُ منه أو يُغير حقيقة كونه ذكر له الأولوية في العيش بالطريقة التي يُحبها. لا يُعاب الرجل على شكل جسده أو وجهه، لا يُطالب بمعايير دقيقة من النظافة والعناية بالذات، مهما كان جسده غير صحي ويجر معه أرطالاً من الشحوم فلا يضيره ذلك، فهو لديه القدرة على اختيار الفتاة التي تعجبه والتي بدورها سترضى به كما هو، لأن أمها علمتها أن الرجل يمكن أن تربيه الأنثى من جديد! يمكن أن تعلمه كيف يعتني بنفسه وتهيأ له البيئة والأجواء ليعود طفلاً من جديد ويتربى من قِبل امرأة جديدة على قواعد النظافة والترتيب!

(ابنك كما تربيه وزوجك كما تعوديه) المثل الشعبي الذي يؤسس عوائل ومجتمعات وتقوم عليه أمم كاملة، حيث تستمر عملية عطاء المرأة منذ سنين وعيها في منزل العائلة وحتى الزواج ثم الإنجاب، عملية تربية مستمرة، عطاءٌ مغري يجعل الرجل يتوقف عن تنشئة نفسه كإنسان سوي بدعوى أنه سيتزوج ويجدُ من تعتني بأدق تفاصيله.

لا تتوقف هذه العملية المجتمعية التي لا تمت للعدالة بصلة بمجرد انتقادها أو الكتابة عنها، بل ينبغي إحداث تغييرات جذرية تستمر للأجيال والقرون القادمة، فمن يدري كم جيل سيأتي بعدنا وكم عادة مجتمعية ظالمة ستوّرث! أمهات ونساء اليوم هم الأشد تأثيراً في الجيل الحالي ممن يربون ويُدرسون، ويا لها من مفارقة، مرةٌ أخرى حين نتحدث عن أحداث التغيير نعود للقول إن القادر على التغيير هو المرأة، حيث عُرف عنها على مر الأزمان أنها (مدرسة).

 والتساؤل الجوهريّ هنا، متى سيكون للرجل دورٌ فعّال في تربية نفسه؟ بل متى سيتبرع الرجل لأخذ بعض الصفوف من هذه المدرسة ليُعِد فيها شعباً طيب الأعراقِ؟!

المرأة
الرجل
العادات والتقاليد
الفكر
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    النساء من ذوات الإحتياجات الخاصة: ما هو مصيرهن في العراق؟

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصداقة.. صدفة ام اختيار؟

    النشر : السبت 16 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    القمر الأزرق.. ظاهرة نادرة تطل على الأرض

    النشر : الخميس 22 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    علماء ينهون تجربة طويلة لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ

    النشر : الخميس 11 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    أم وهب: قمرى النصرانية

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الامام علي وكاريزما القيادة

    النشر : السبت 25 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 471 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 360 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 350 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3451 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1072 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 16 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 16 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 16 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة