• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الطبيب محمد

امنة عباس / الأحد 11 حزيران 2017 / منوعات / 2962
شارك الموضوع :

لماذا يا امي؟! نزلت دمعاتها على عينيها كلؤلؤ ابيض يلمع تحت اشعة الشمس... كان سؤال محمد هذا الطفل البريء الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشر كفيل ب

لماذا يا امي؟! نزلت دمعاتها على عينيها كلؤلؤ ابيض يلمع تحت اشعة الشمس... كان سؤال محمد هذا الطفل البريء الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشر كفيل بإثارة الشجون شجن ابكى كل من في الغرفة البسيطة، كان جداه حاضرين وخالاته وعمّاته وكلّهن ارتدين السّواد حزنا على والده الشهيد.

لم يكن سؤال محمد عن سبب شهادة والده فهو يعلم انه رحل الى الجنان حيث رحمة الله الواسعة، يشعر بالفرح والسرور وينتظره ان يكبر ليحمل السلاح ويلتحق به بعد سنوات من الكفاح والايمان.

لماذا يا امي؟! عن اي شيء يسأل محمد... كان يسأل... لماذا رأس والده فقط هو ما يأخذه قبره بل روضته ومكان اقامته قصره وفردوسه!.

مسحت الام دمعات عينيها: اباك يا بني كان يحب الامام الحسين عليه السلام كثيرا لذا فواساه  كما واسى يحيى بن زكريا نبي الرحمة... قصة الرؤوس المقطوعة اسرار بقاء الامم وانتصار الدم قصص المظلوميات والشهادة... كان نبي الله يحيى ثائرا على السلطة الكافرة فأمر بقطع رأسه ولكنه بقي حيّا في النفوس واسمه دليل بقاءه، صحيح اننا نجونا من الطاغوت في زماننا ولكن اثر ظلمه بقي ومن ظلمه ياولدي اننا ابتلينا بمن لا يفهمون سماحة الاسلام ولا حب الحياة... الحياة يا ولدي التي كان يحبها اباك... الحياة التي نضحي بها من اجل الاخرين، كم عزيزة هذه الحياة.

انصت محمد لكلمات والدته وسط عائلته ثم قام بعد ان مسح دمعاته هو الاخر.

-اعلم يا امي ان ابي بطل لم يرضَ ان يموت الاخرين بلا سبب، يذهبون مظلومين بالتفجيرات دون اي ذنب، لقد اراد من هذه القضية ان تكون قضيته يوم القيامة.

قبّل الجد حفيده بين عينيه .

- كم كبرت ياولدي وانت الكبير ابن الكبير... كبير لأنك ستعتني بامك واخوتك وابن كبير لان والدك اعتنى بالامة وابناءها.

بدا الارتياح على وجه الجميع.. ووضعت المائدة، كانت مائدة جميلة بها مختلف الفاكهة، اذ توسطت المائدة دجاجة مشويّة ووضع الشاي على طرفها فأصبحت الجلسة جلسة سمر بين العائلتين عائلة ابو محمد وام محمد وكأن المائدة مائدة إلتقاء وليست مائدة فراق... نعم فقد التقى ابو محمد باخوانه الذين سبقوه في ساحة الجهاد.. والتقى الائمة عليهم السلام والتقى حبيبه الحسين عليه السلام فما اجمله من لقاء!...

كانت ام محمد تتساءل في نفسها ان كان طفلها الصغير يستوعب القيم التي استشهد من اجلها والده، وكانت عيون فاطمة وزينب الصغيرتين تراقبان ما يدور.. لكن هل كن يفهمن ما يدور؟

لا احد يدري فهما وان كانتا صغيرتان كن يساعدن والدتهن بحمل اطباق الطعام  وتنظيف الدار .

مرت سنوات على هذه الحادثة، كبر خلالها محمد الصغير واكمل سنواته الجامعية واخذ شهادتها وادخل الفرح على قلب والدته الحزين، وكبرت اختاه احداهما في السنة الاخيرة من الدراسة المدرسية والاخرى في السنة الاولى من الجامعة .

اصبح محمد طبيبا لانه اراد ان يطبب الناس المرضى وان كان يعتقد ان المرضى ليس من في اجسادهم المرض، انما في عقولهم فالذين يحملون البغض والشحناء والافكار الخاطئة هم المرضى الحقيقيون الذين تسعى اخته فاطمة معالجتهم ريثما تصبح مّدرسة تدرس العلم الحقيقي الذي تقوّم به النفوس وتصحّح به المبادئ والقيم.

اما زينب الصغيرة فهي لا تبارح امها فهي حبيبتها ورفيقتها، تشاركها الاحاديث وتتلو عليها ما يحدث معها وصديقات المدرسة.

وهو جالس في احد الايام في عيادته دخل عليه صديق لوالده يدعى ابا ليث .

- دكتور محمد

 -اهلا اهلا ابا ليث .

- دكتورنا الغالي سمعت انك خطبت، مبارك والف مبارك.

-شكرا  وسأتزوج الشهر القادم ان شاء الله .

-على الخير بالرفاه والبنين لقد فرحنا لك وسعدنا بسعادتك، عسى الله ان يوفقك ويكتب لك اياما كلها مسرة وحبورا....

وهكذا تستمر الحياة ...

قصة
العراق
الحشد الشعبي
الشهيد
الارهاب
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    لكي تكون صحفيا استقصائيا.. إحفر عميقاً

    النشر : الأثنين 15 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    على ظهر فرس

    النشر : الأحد 21 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    أرواح هادئة

    النشر : الخميس 27 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    مرضٌ عُضال

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    اليوم العالمي للسعادة في شهر التحلية الروحية

    النشر : الأربعاء 20 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 544 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 367 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 331 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1102 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 21 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 21 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة