• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عودة غائب

زهراء جبار الكناني / الخميس 06 تموز 2017 / منوعات / 1859
شارك الموضوع :

كانا يجلسان أمام منزلهما بعد مضي 50 عاما وهما يزاولان المكوث فيه، ينظران إلى الرمال المنبسطة إلى ما وراء الأفق وقد راحت صور الماضي والحاضر وا

كانا يجلسان أمام منزلهما بعد مضي 50 عاما وهما يزاولان المكوث فيه، ينظران إلى الرمال المنبسطة إلى ما وراء الأفق وقد راحت صور الماضي والحاضر والمستقبل أيضا تتبدى لخيالهما على تلك الحبات الذهبية اللامعة وراحا في دهشة يتساءلان: كيف مضى هذا العمر وكأنه لحظات وهما مازالا مع بعضهما!، وعلى ضوء الحاضر راحا يستعرضان الماضي بعد 50 عاما من زواجهما..

 ها هما يقفان أمام ناصية الذكريات بعد تلك الليالي الخالدة وانقضاء أجمل وأحلى سني العمر معا، ها هي المحطة الأخيرة ليروا حصاد ماجنوه فقد تحدوا معا وعكات الحياة ليروا حلمهم الصغير قد عاد لينبض بالحياة.

انها امنة التي أحبت بساطة الحياة مع زوجها فكانا متعاونان بكل شيء بتربية الأبناء وفي زراعة أرضهم وحصادها فقد كانت مصدر رزقهما الوحيد، حتى أشيع خبر الحرب على إيران آنذاك، وراحت تتفتت ذرات حلمها خوفا من ان تحصد الحرب أرواح من تحب، لم تكن مخاوفها عبثا فقد حصل ما كانت تخشاه ووقع زوجها أسيرا في الحرب التي دامت ثمانية سنوات، امتلأت البيوت بالارامل وزخت المقابر بصور الشهداء وبقيت وحيدة تصارع الحياة بقساوتها، كانت لا تمل من النظر الى ذلك الطريق المؤدي بين بيتها والشارع الفرعي لعلها ترى غائبها قد وطأت قدماه ارضه.

وفي زحمة الحياة وصخبها ومتطلبات المعيشة المضنية تسرب اليأس لقلبها وشعرت بانكسار داخلها قد سرى لكنه اخفته بين ثنايا قلبها المهشم، وكانت تواري حبات الدمع عمن حولها.

وفي صباح ذات يوم وككل الصباحات جلست في فناء البيت تتأمل تلك النخلة التي غرسها ورحل والتي كبرت حتى اصبحت ظلالها تملأ حديقة البيت، وبينما كانت غارقة بتأملاتها سمعت بخطى تتجه صوب الباب لتطرقه همت لفتحه وما ان دلف الطارق حتى تهاوت على الارض مغشيا عليها.

فرحت بعودة غائبها بعد غياب دام ستة عشر عام لتشهد معه رؤية احفادها، كادت تنسى هذا اليوم ولم تصدق عيناها وهي تراهم يقتحمون بيتها الذي لفه الهدوء لقد جاؤوا كلهم.. ابناؤها واحفادها لاحياء الذكرى التي انقضى عليها خمسون عاما، انها ذكرى زواجهما، وتحول بيتها الصغير الى مكان صاخب امتلأ بالحياة لتقف هي وزوجها العجوز مادين ذراعيهما ليستقبلوا فلذات اكبادهم بالأحضان والقبلات، انه حلم قد تحقق، ليروا ما زرعوا منذ بداية حياتهم ليومهم هذا، انها الذكرى الباقية بعد ذهابهم، انهم الفروع النابضة للشجرة التي اصابها الذبول واوشكت على الجفاف، انهم حياتهم الجديدة على الارض.

ترى كيف وصلت الى ما عليه هي الان، هل الارادة ام القوة ام الاستسلام لقدرها، ام هو الصبر الذي غمسته بحلاوة الايمان.. اجل انه الصبر الذي زرعه الله في قلب حواء، جعل منها جبلا يحمل في طياته يقينا بأن ما كتبه الله للمرء لن يكون لغيره والقادم سوف يأتي مهما طال الانتظار وتعسر في طريق الوصول.

فالصبر الذي طرزته بالايمان هو من جعلها تنتظر قدرها لا غائبها فقد كان هو قدرها الذي اختاره الله لها منذ البداية.

الصبر
الأمل
العاطفة
الحياة
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    أبو كوثر الحمداني
    2017-07-19
    الحمد لله على إن تنوع اتجاهات قلمك لم تفقدك التميز بحيث إنك نجحت في هذه الألوان بجداره.
    نتمنى لك دوام التوفيق والنجاح. .

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    الإمام العسكري ومنهاج قيادة الأمة

    النشر : الأحد 24 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    رداء لايناسبك مهما كان مقاسك!

    النشر : الخميس 13 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    أجنُّ من مجنون ليلى

    النشر : الثلاثاء 30 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    على الكبار التعلم من براعة الصغار في تكنولوجيا العصر الرقمي

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    اذكريني في صلاة الليل

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    المرأة الخارقة

    النشر : الأثنين 05 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 18 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 18 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 18 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة