• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذكرى أراها بعد سنين لتخبرني كم كبرت!

حنان حازم / الثلاثاء 11 تموز 2017 / منوعات / 2561
شارك الموضوع :

لا زالت هناك بعض الاماكن باقية على حالها كأنها المتاحف، قد تُرك ما فيها من بعض الابنية القديمة والاشجار العالية كما هي وشُيدت بقربها بيوت اش

لا زالت هناك بعض الاماكن باقية على حالها كأنها المتاحف، قد تُرك ما فيها من بعض الابنية القديمة والاشجار العالية كما هي وشُيدت بقربها بيوت اشبه بالقصور لان من يملكها قد اورثها لأبنائه والابناء كذلك وهكذا..

حدثتني قائلة: منذ طفولتي اعتدت الذهاب مع امي وابي لزيارة جدي رحمه الله ما ان تبدأ العطلة الصيفية من كل عام، كنت اعد الايام والشهور بشوق واجتهاد على ان انهي العام الدراسي بتفوق واسافر الى الريف البديع كالطائر المحلق في سماء الربيع حيث بيت جدي، تغمرني السعادة الوافرة وانا اتمتع بنشاط عظيم يقوده الفضول لاستكشاف تلك المساحات الشاسعة الخضراء المزينة بأنواع والوان متعددة من الزهور الصغيرة واشجار النخيل الشاهقة الجميلة وكل انواع الخضر والفواكه.. واجمل ما في الامر ذاك النهر الكبير الجاري في المنتصف بماء سلسال حيث تستمتع الاوزات البيضاء مع صغارها بالسباحة كل صباح ويعلو صياح الديكة، وصوت طائر الكناري الذي يشبه الموسيقى مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير وأصوات كثيرة تُخبر النائمين بشروق الشمس وبداية يوم جديد حافل بشتى الاحداث والنشاطات المتجددة كل يوم..

أستيقضُ باكراً كي ألهو باللعب والركض خلف الفراشات انا ومن معي من ابناء اقاربنا تصدح حناجرنا بالاناشيد ونأكل ونمارس رياضة كرة القدم والكثير الكثير ولا نضيع ثانية واحدة منذ الصباح الباكر وحتى زوال الشمس..

وفي كل عام كنت اتفاجأ حين وصولي، أصدقائي واقاربي قد تغيروا كثيرا في الشكل وطول القامة وفي بعض الاحيان اتعرف على بعضهم بصعوبة بالغة متجنبة احراج نفسي فبالتالي كل من يراني يقول: لازلتِ كما انتِ الصغيرة المدللة ولم يتغير فيكِ شيء وفي الحقيقة كان هذا صحيحاً!.  

 وبمرور السنين اصبح جدي رجلا كهلا ومرض حتى وافاه الاجل، بقينا نزور جدتي ولكن ليس كل عام فهي اصبحت تأتي لزيارتنا ايضاً ..

مرت الايام والسنين وأصبحتُ زوجة لرجل نبيل وأم لأربعة أولاد ولم انقطع عن الذهاب لزيارة بيت جدي حتى بعد وفاة جدتي رحمها الله، وثاني يوم عيد الفطر المبارك من هذا العام ذهبنا مع امي لزيارتهم كالعادة ولا زلت ارى نفسي تلك الفتاة الصغيرة، والغريب في الامر اني أشعر بذلك فعلا!! ولم يتغير فيَّ شيء سوى ان رحيل ابي الذي احرق قلبي وسلبني صفة الصبر وكظم الغيظ طويلا، يوجه الي نفس هذا الكلام ويُعاد بكثرة ودائماً ما أُتهم بعدم استيعاب اني اصبحت كبيرة ولا زِلتُ كما انا واعترف بذلك!.

حتى ذهبت لاتجول بين زهور عباد الشمس الكبيرة واستمتع بالنظر الى الارض الخضراء الزاهية، انتبهت لأرى نفسي واقفة أمام شجرة السِدر تلك الشجرة التي لطالما أكلت من ثمرها الحلو المذاق وتأرجحت عليها وجلست تحت ظلها، كانت اقدم شجرة في البُستان، تمعنت النظر فيها لأجدها اصبحت اكبر من ما كانت عليه بكثير وقد تفرعت الى ثلاث لتصبح شجرة عملاقة غطت سطح ذاك الدار القديم..

التففت حولها لأصعق بوجود أثر ذلك الحريق مازال كما هو! ذاك الحريق الذي نشب ذات يوم  قبل انتهاء زيارتنا والعودة الى المدينة، كالعادة اجتمعنا صبيان وفتيات لنلعب ونتسلى ثم اسرتنا رائحة الخبز وهي تنبعث من مكان قريب، ذهبنا خلفها نعدوا مسرعين حتى وصلنا لنجد خالتي تقوم باستخراج الخبز من التنور الذي صُنع من الطين، اعطت كل واحد منا رغيف كبير، لم نصبر على التهامه حتى يبرد اكلناه وهو حار مُقرمش، لذيذ جدا لا زِلتُ اتذكر طعمه، وبعدها اتفقنا على ان نلعب لعبة الاختباء وفعلا بدأنا باللعب وما مضت سوى دقائق قليلة حتى شممت رائحة حريق خنقتني وقد تصاعد دخان كثيف خلف الدار حيث شجرة السِدر العالية..

اسرعت لأرى ما الامر فوجدت النار قد اُضرمت بكمية من الحطب المكوم وأخذت السنتها تلتهم  العشب والاشجار اليابسة شيئاً فشيء، صَرخت بأعلى صوتي ودلفت مسرعةً الى الدار كي اخبرهم بالحريق الذي نشب فجأة!  هرع الجميع نحو الحريق وتداركوه بسرعة واخمدت النيران دون ان يتأذى احد سوى جذع شجرة السِدر فقد احترق جزء منه واصبح لونه اسودا، حمدنا الله كثيرا ذلك اليوم على سلامة الجميع وقد تبين ان سبب اندلاع الحريق كان مفتعلا حيث شُوهد احد الاولاد وهو يعبث بأعواد الثقاب ..

كان هذا الحدث المرعب هو الحدث الوحيد الذي رسخ في ذاكرتي، حاولت ان اتذكر شيء آخر فلم استطع!

ذاك الجزء الاسود من جذع الشجرة استوقفني طويلاً ليُخبرني كم كَبِرت!! أعادني  بالذاكرة حيث كُنت فتاة صغيرة ابلغ التاسعة من عمري وها قد بلغت الثمانية والعشرون وانا لازلت بطباع تلك الفتاة! رِحت اقص تفاصيل الحادثة على مسامع خالتي العزيزة واتأكد، فنظرت الي متفاجئة وابتسمت وقالت: ألا زلتِ تَتذكُرين ذلك اليوم؟ بالفعل هذا ما حدث و قد مرَّ عليه ما يُقارب التسعة عشر عاماً! كُنتِ صغيرة انذاك ولا زِلتِ كذلك ثم ضَحِكَت بصوت عالٍ ساخرةً مني وقَبلَتني بعطف وحُب، جَعلت مشاعري تختلط ببعضها، اغتَظتُ من كلامها في بادئ الامر فلطالما كنت اصدق هذا الكلام واسعد به، فأنا اعترف بأني اخاف فكرة ان اكبر الى ان اُصبح عجوزٌ هرمة! ولكن كأن تلك الشجرة انتظرت هذا اليوم لتُخبرني كم كَبرت فصدقتها!.

 وعُدت انظر اليها واتكلم معها فقالت لي: سأخبرك سراً؛ انتِ تُشبيهنني كثيرا الآن، فقد كبرتِ ونَجحتِ في ذلك رغم الحريق الذي نشب في قلبُكِ، ليبقى ذكرى تنتفضين وتقاومين لأجل صاحبه كما الذكرى التي بقيَّت على جذعي من عملكم انتم الصغار فلا زلت قوية واعطيكم احلى الثمار!.

الطفولة
الحياة
الانسان
قصة
الحب
السعادة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    أبو كوثر الحمداني
    2017-07-19
    بوركت اناملك حيث استطاعت أن ترسم أحاسيس الطفولة وكأنها شاشة عرض حي يستدرج المتلقي لمراجعة شريط الطفوله. ..

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    تأثير الورود على نفسية حواء

    النشر : الأثنين 02 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    امرأة بقالب صحي!

    النشر : الأثنين 28 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    استطلاع رأي: هل تربية الاطفال تعتمد على ثقافة ومستوى تعليم الأُم؟

    النشر : الأثنين 13 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حواء.. ثقي بنفسك

    النشر : الأحد 21 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف ستؤثر التكنلوجيا في مستقبل الطبخ وإعداد الوجبات السريعة؟

    النشر : الأحد 28 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات

    النشر : الخميس 22 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1083 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1006 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة