• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماذا يحصل لو كسرت كوب الشاي خاصّتك!

بنين قاسم / الخميس 14 ايلول 2017 / منوعات / 2521
شارك الموضوع :

استفقت في الساعة الثالثة فجرا من النوم على غير عادتي، ترجّلت من الفراش بخوف مهرولة نحو المطبخ أُقبّل كوب الشاي خاصّتي بحرقة لانني حلمت بأنه

استفقت في الساعة الثالثة فجرا من النوم على غير عادتي، ترجّلت من الفراش بخوف مهرولة نحو المطبخ أُقبّل كوب الشاي خاصّتي بحرقة لانني حلمت بأنه وقع من يدي اليسرى!.

هو عبارة عن كوب زجاجي اسمر يزركشه نقش خفيف على شكل دمية ناعمة الوجه رقيقة الملامح، يخيّل لي حين اشرب به شايّا متوسطا بسكر قليل جدا وكأني ارى عالم اخر يشبه حلقة من برنامج عالمي يثير التساؤلات حول شبهة اصبحت قضية رأي عام.. وهكذا كان حال حلمي المخيف قضية رأي عام للمطبخ..

وما ان اطمئننت على رفيق صباحي ومؤنس وحدتي الليلي تراجعت خطوات فزعي وهدئت ثم على غفلة تذكرت فلسطين، فلسطين تلك الملقبة ببلاد الزيتون واضاف الزمن لها القاب مميزة مثل ارض الجثث واروقة الدماء وبلاد التعاسة..

اما عني اُلقبها بفلسطين المغتصبة.. فتفاقم الحروب الاسرائيلية عليها جعلها ارض محظورة عن العالم حيث الخطط التي تنفذت ضدها كانت لئيمة لدرجة تعدت كل الحدود والاعراف الانسانية قبل الدينية، فتلك البلاد العروسة التي تزيّنت بتأريخ مؤلم لا بدّ لها ان تلد النصر ذات يوم وتشيّد به ما هدم على يد الحروب الوضيعة ولو بعد دهر.. 

اتذكر حديثا مع امرأة فلسطينية اخبرتني عن كم ضئيل من معاناتهم في حياتهم داخل وطنهم الموقر لكن اكثر ماجذبني انها قالت حين تصادف مناسبة ما تحتاج الى احتفال وابتهاج يقومون بالتحضيرات لها سرا كي لا يعرف العدو بذلك فيتم القصف عليهم عشوائيا!.

بدون ايّة مقدمات صفعت ذاكرتي بكف من النسيان لحديثها المريب محاولة بذلك ان لا اجعله يؤثر في امجاد وطنيتي او يجعلني استصغر خوفي بعلاقتي مع كوبي المفضل  امام مواجع القُدس، بينما انا في اعماق نفسي قد استصغرته وانتهى الامر لكنني لم أعترف بذلك ربما تكبرا وربما نكرانا للواقع!.

لذا عُدت بهدوء الى فراشي الزهري ارى ماعليه من بقايا كتب دراسية وتأريخية ومنها كتب لكُتّاب وروايات، ففكرت ان هذه الكتب والاوراق والاقلام قد سببت لي ارهاقا فكريا، عليَّ ان اتركها كي أعاود نشاطي المعتاد..

رحتُ الملمها حتى ظننت ان علاقة الغرام بيننا بحاجة الى وجهة اخرى بعيدة عن الاطلاع والمعرفة وجهة تأخذني لأعيش تجربة كوبي الذي وقع في الحلم!.

ماذا ان كسرته، ماذا ان لم اعد اشرب به الشايّ ولم ارَ فيه العالم الذي طالما احببته بسبب جماليته؟!

تراجعت خطوات قدمي للخلف واخذ عقلي يتقدم بافكاره خطوات الى الامام..

دخلت الى المطبخ الملون بالصمت.. انتشلت من احدى زواياه كوب الشاي خاصتي، خرجت الى ساحة المنزل فكسرته!، اردت ان اعرف ماذا سيحصل بي، فأكتشفت انني متعلقة به جدا اكثر مما ظننت، الى درجة جعلتني افكر بالانتحار، ولكن كيف لفتاة شرقية تعيش في مجتمع عربي ان تفكر بهكذا امر خطير على سمعة عائلتها قبل سمعتها، امر قد يستحقر الناس على اثره كل افراد العائلة دون ذنب!، إضافة الى انه من الامور المحرمة على البشر.

لا اعرف من اين اتيت بهذه القوة لأكسره ربما لانني وضعت رحمة الله في طريقي.. وبعد عدة اشهر من الغضب، الخوف، العصبية وحتى الدموع.. اعتدت فراقه و وراء سنة أو اكثر بقليل بقيَ الكوب فقط كذكرى وموقف مررت به حزينة وعشت خلالها تعاسة غير معقولة وبعد فترة رغم طول زمنها استطعت العيش من جديد..

وادركت انني لست فلسطين الحزينة التي مهما مرَّ عليها الزمن لن تشفى من جراحها المكشوفة...

وكذلك ادركت فعليا ان الامور او الاشخاص الذين تكون علاقتنا معهم وقتية او هي علاقة فاشلة اساسا او الذين نخاف فقدهم مستقبلا، علينا ان نفقدهم كي نحظى بالسلام، فإن عادوا الينا سيكون حالنا كالموصل حين دحروا الارهاب منها وعادوا لها اهلها بعد حريتها المطلقة وان لم يعودوا سيكون الحال ككوب الشاي الذي تقصدنا كسره فانقذنا انفسنا من الخراب النفسي.

الانسان
الحياة
التفكير
قصة
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    هل السفسطائية والتفاهة وجهان لعملة واحدة؟

    النشر : الأربعاء 09 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تكتك الغيرة.. ودورها الفعال في إسناد المتظاهرين

    النشر : السبت 02 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    في أي سن تبدأ التربية؟ وعلى من عاتقها؟

    النشر : الأحد 29 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كيف نتخلص من الأشخاص السلبيين في حياتنا؟

    النشر : الأحد 07 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    تدور كرحى أمي

    النشر : الأثنين 08 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ابدأ بأخطائك أولا قبل الانتقاد!

    النشر : السبت 13 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 376 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 336 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 331 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1038 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 5 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 5 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 5 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة