• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلامٌ في واديه

ضمياء العوادي / الأحد 06 آيار 2018 / منوعات / 4113
شارك الموضوع :

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن،

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.

في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن، يطيلون الوقوف، وتحتضنهم الدمعة، ثم تحكي صدورهم هموما لدنياهم واخرى للآخرة، ثم يخرجوا بقلوب مطمئنة بعد أن يمسح عليها بكفه الحاني، وأي كف ذاك الذي احتضن اليتم من خلق الخلق الى نهايته، بزيارته تُفَرّغ كل تلك الشحنات السلبية التي رمتها عليك الايام فتشعر بسكنية تجتاحك ونقاء يملؤك تخرج من هناك وروحك متعلقة بذاك المرقد الآمن، ثم يتجه أغلب الناس نحو وادٍ ضخم ضم العديد من اجساد البشر الفانية ناقلهم الى المحطة الاخرى من حياتهم، كلما تقترب منه يقل ضجيج الاحياء ويقترب صوت صمت الاموات، هناك تستصغر همومك، وتضحك بحسرة على كل دمعة ذرفتها لهذه الدنيا، وتشعر برحلة الفناء والبقاء كم هي قصيرة وكم نجعل لها مقاما كبيرا.

وبينما نتنقل بين القبور لنصل الى قبور اجدادي، أرى صورا لشباب واخرى لأطفال وغيرها لشيوخ، رسالة واضحة من الموت لنا لا تحتاج الى تفسير، ترى أنواع من القبور منها مايعرف بالقبر وهو أن يدفن الميت مباشرة في الأرض وآخر ما يسمى سرداب ويضم على عدد من اللحود بداخله وهناك من يضع فوق سردابه غرف كبيرة، انتابني الفضول لمعرفة سببها وظننتْ بداية إنها تفرقة!، ترى هناك من زرع السدر فوق قبور موتاه كونها شجرة مباركة، واخر وضع سبيلا للماء وعليه اسم موتاه، ترى قبور عليها الزهور تلك التي تحمل صور لأبطال العراق ممن دافعوا من أجل الوطن..

تقربنا من سرداب اجدادي، ووقفنا عند البوابة نقرأ ماتسير لنا من سور القرآن الكريم ثم فتحنا باب السرداب واسمعناهم زيارة عاشوراء ليأنسوا بها _هذه عادة خالتي_ ولم أسالها عن السبب سوى إني على يقين أنها زيارة الأمان للحي والميت، ثم نزلنا بعد ذلك الى داخل السرداب، لحودٌ أطبقتْ على أهلها وأخرى تنتظر بشوق من لم يأتْ يومه بعد، رغم الصمت المخيف وظلامه لا أعلم لما شعرتُ بالراحة هناك حيث تقترب من اجدادك الذين لم ترهم يوما، خرجتُ بعد ذلك لأمازح من معي ممن دموعهم راحتْ تغزو خدودهم، لأخبرهم بأني عندما أموت سأصاب بالكآبة من الصمت وأريد ان يسمعوني قصائد الرادود باسم الكربلائي التي احبها.

خرجنا من هناك، باتجاه قبور لنا اخرى سمعنا صوت بكاء وناعية كأنه مجلس عزاء سألتُ خالتي عنه قالتْ هذا أربعين لأحد الموتى يقام هنا، لذلك تقام هذه الغرف الكبيرة لأن النساء يأتين لإقامة مجلس اربعين الميت في قبره، أو يقام في مقام الامام المهدي (عج) الموجود بين القبور، هنا رددتُ (إن بعض الظن أثم) لظني السابق، حقا لا اعلم لما لم ترق لي فكرة البكاء عند  القبر لأني لو زرتْ احدهم واستقبلته بالبكاء سيتألم حتما، ثم خرجنا من هناك نظرت الى هذا التجمع المهول من البشر وانا أردد أبيات للامام الهادي عليه السلام:

أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً

 من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ

فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم

 تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ

قد طالما أكلوا دهراً وما شربـوا

 فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا

وطالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم

ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلوا

وطالما كنزوا الأموال وادّخروا

 فخلّفوها على الأعـداء وانتقلـوا

أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً  

 وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا..

الانسان
الموت
الحياة
العمل
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    آخر القراءات

    رسالة الى تلك الروح البائسة

    النشر : الأربعاء 03 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تعرف على زينة عكر.. أول وزيرة دفاع في الوطن العربي

    النشر : الأربعاء 29 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

     العلاج السلوكي للطفل 

    النشر : الأثنين 18 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مسؤولية الكلمة في عصر الظهور

    النشر : الخميس 09 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    تطبيق قانون الإنسانية في الشريعة الإسلامية

    النشر : الخميس 04 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    لم تجد من دون الدمعة ملتحدا

    النشر : الثلاثاء 23 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 21 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 21 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 21 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة