• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ورود حمراء على أسرة الاحتضار

جنان الهلالي / الخميس 24 آيار 2018 / منوعات / 7427
شارك الموضوع :

دخلت تقترب شيئاً فشيئاً فتاة عشرينية تحمل بين يديها أوراقها، كانت تُحضر لمادة الامتحان، عيناها ذابلتان من السهر أو قد يكون ذلك بسبب أنين ال

دخلت تقترب شيئاً فشيئاً فتاة عشرينية تحمل بين يديها أوراقها، كانت تُحضر لمادة الامتحان، عيناها ذابلتان من السهر أو قد يكون ذلك بسبب أنين المرضى الراقدين في المشفى، بدأت تقترب مني رويداً رويداً فدنت مني وقالت: من أنت؟ اه قصدي ماذا تقربين لهذه المريضة؟ فقلت لها: انها والدتي.

فقالت: بتعجب!! ياالله يبدو عليك الكبر، اكيد بسبب مرض والدتك، هل هي مريضة بسرطان الرئة؟ أعانك الله، ثم تبسمت وقالت: هذا كله لك فيه أجر وثواب، وأن المؤمن مُبتلى وهي ترسم على شفتيها ابتسامة عريضة.
ثم قالت: أنا طالبة في كلية الطب وعندي بحث واذا سمحتي لي أريد ان اتكلم مع والدتك عن مرضها، إذا كانت تستطيع .
فقالت لها والدتي: اقتربي يابنيتي ماذا تريدين أن تعرفي؟ .
فقالت: كل شيء عن مرضك وما عانيتيه، فبدأت امي تروي لها قصتها مع مرض السرطان .
أخرجت الطالبة قلمها من جيب الصدرية وبدأت تكتب وأمي تملي لها.
قالت والدتي: وكانت بداية مرضي عندما بدأت أسعل وخرج بعض الدم من فمي، فقرر الطبيب عندئذ أن يجري لي فحصاً .
ولم أتوقع اني أُصبت بهذا المرض، فكانت الصدمة الاولى لي عندما عرفت أني مصابة بالسرطان وبدأ اولادي يقنعونني بالعلاج الكيمياوي، لأنه لا علاج غيره ليحد من انتشار المرض. كنت رافضة في بادئ الأمر ولكن استسلمت في آخره، وكان علي في بادىء الأمر أن آخذ جُرعة من الاشعاع قبل علاج الكيمياوي، وكان جهاز الاشعاع فقط في محافظة بغداد، ورغم معاناة السفر لأننا من محافظات الجنوب، وصلنا الى المستشفى وإذا بي أرى تلك الشباب والاطفال والنساء كبارا وصغاراً يفترشون الارض ليأخذوا دورهم في العلاج، فأخذت دموعي تنهمر على ما وصل حالنا إليه نحن العراقيون بلاد الخير بلدنا، هذا ماقلته في نفسي، ثم قدمت أوراقي للطبيب وإذا به يقول أنت لاتحتاجين الاشعاع لقد شُفيتي، لم تتمالكني الفرحة وأخذت أجهش بالبكاء وشكرت الله على هذه النعمة، ثم عُدت الى منزلي، ولكن كنت في شك من كلام ذلك الطبيب، مع العلم إن مرض السرطان سمي بالخبيث لأن الخلايا تنقسم بسرعة وتنتشر
فيجب به أن تنحسب كل ثانية من عمر المرض، وبعد فترة بالأحرى بعد شهر ذهبت لطبيب آخر وقصصت عليه ماقال لي الطبيب السابق عن ان لاحاجة لي بالاشعاع واذا به يضرب بالقلم على طاولته!!
ويصرخ هذا مستحيل يكون انسان، كيف يقول لكِ لاتحتاجين الاشعاع، أما لحياة الإنسان قيمة لديه!!
ثم قال لي: حاولي أن تجمعي ما لديك من مال وأنا ايضاً سأساعدك عن طريق مؤسسة خيرية وسافري لتتلقي العلاج. 
والحمد لله تمكنت من جمع المبلغ الكبير، ثم سافرت إلى بلد آخر وبدأت بأخذ العلاج وكنت كُلي أمل أن لايعود إلي المرض من جديد، ولكن شاء الله أن يعود وبشكل أقوى من ذي قبل، وها أنا أعاني من انتشار المرض حتى اني أشعر بأن أولادي أصابهم الملل مني.    
لكن أحبائي لم يقولوا هذا لي، لكني متخوفة فيوم بعد يوم تزداد حالتي سوءاً.
فقبلتها وقلت لها: حفظك الله لنا، لا تقولي هذا الكلام، انت فقط من تشعرين هكذا .
ثم قالت لها الطالبة لاتقولي هكذا لنا رب اسمه الكريم.
فتبسمت وبدأت تكمل - ولكن كُلي يقين ان تأخيري عن أخذ علاج الاشعاع هو السبب في انتشار المرض، ثم قالت لها: اكتبي كي تعرف الناس إن الاهمال قد يتسبب  يوماً بموت انسان ولأن أخذ جرعة كل احدى وعشرون يوماً متعب، وكلما يأتي موعد الجرعة وأذهب الى مستشفى الاورام أموت الف مرة في ذلك اليوم بسبب ماتشاهده عيني من آلام المرضى من جهة وعدم توفر العلاج من جهة اخرى، بنيتي انظري الى تلك الطفلة لقد أكل كبدها، وهذه المرأة انه في أمعائها وهذه وهذه انه هنا في أحشائي، واراقب سرير تلو السرير يفرغ من صاحبه وعويل احبائه .
عزيزتي أنا لا أخاف على نفسي ولكن أخاف على عيالي من ألم الفراق .
ثم بكت لوهلة ومسحت عينيها واصطنعت البسمة على شفاهها مرة اخرى كي لا اتألم عليها.
فقالت الطالبة خالتي اذكري الله كل يوم يتطور الزمن وسيأتي علاج جديد خالتي فعلاً هذا المرض انتشر كثيراً في الآونة الأخيرة وخاصة عندنا في العراق بسبب الحروب والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المواطن، ولكن الله معنا وأخذت تبكي، بشهقة وغصة وهي تقول لقد أخذ هذا المرض اللعين خطيبي وحبيبي مني قبل شهور!
ثم تركتنا وذهبت ..
وأخذت امي تبكي وتقول يالشبابنا انهم مظلومين .
فقلت: في نفسي لم يسلم من هذا المرض لا الصغير ولاالكبير.
وقبل انتهاء دوام المشفى جاءت الطالبة وهي تحمل معها باقة من ورود حمراء وبدأت بتوزيعها على كل الأسرّة، لتُضيف ابتسامة على شفاه كل المرضى الذين يعيشون لحظة ألم واحتضار. 
وهي تقول الله لنا لاتفكروا في الموت، فكلنا على هذا الطريق، ولكن فكروا في كيفية تخفيف آلامكم
وقد قال الله سبحانه وتعالى "وإذا مرضت فهو يشفين" .
جميلة تلك الورود التي نثرتها على أسرّة المرضى، أرادت أن تبعث الامل في نفوس المرضى بالرغم
من الألم الذي كان يلازمها، هذه هي الاخلاق الانسانية الطبية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما بعُثت لأُتمم مكارم الاخلاق"

الانسان
امراض
الحزن
الانسانية
قصة
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    رمضان والخوف المقدّس: ماذا لو كنا نتقيّد بالأخلاق طوال العام؟

    النشر : الأربعاء 05 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    تصوير الصدر بالأشعة السينية: ما حدود التصوير الإشعاعي للمريض؟

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    النظافة الشخصية... ثقافة تعكس التربية الأسرية

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    بين الزواج والطلاق.. مسافات من الألم والحرمان

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 459 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 346 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 11 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة