• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إفطار الدم وعيد الدموع..

فهيمة رضا / الأربعاء 06 تموز 2016 / منوعات / 3486
شارك الموضوع :

بينما الحرارة الجوية في العراق تفوق الخمسين، ولكن الشمس قد غابت من ارضها وبدا الظلام يغلّف المكان واصبح الجليد يكسو سطح هذه الارض المتعط

بينما الحرارة الجوية في العراق تفوق الخمسين،  

ولكن الشمس قد غابت من ارضها وبدا الظلام يغلّف المكان واصبح الجليد يكسو سطح  هذه الارض المتعطشة بالدم.. 
أصيب المواطنين من كثرة البرد بمرض ( سكتة الضمير)،
اصبح العبور من بين الموتى هيّن على مواطني ارض الموت !
خَفت صوت الحياة وارتفع صوت الموت عاليا فوق كل مأذنة في ارجاء البلد وارتفع صوت الفناء مجللا فوق كل الأصوات.. 

وبينما يسعى القادة في اكثر البلاد  بمحاولات اهداء أفضل سبل الراحة للمواطنين،  يسعى الفرد العراقي ان يفر من الموت بشتى الطرق المختلفة.
لا احد يعرف معنى القلق الا تلك المرأة التي تودع زوجها عند بزوغ الفجر ولم تعرف كيف تودعه هل يرجع ام لا؟
لا احد يعرف معنى القلق الا تلك المرأة التي تضع الحقيبة  المدرسية على اكتاف ولدها وتودعه وهي تتمتم بكلاويش وتعويذات، ليس باستطاعتها ان تعيش يومها بسلام الا بعد رجوع صغيرها
  لا يوجد احد يعرف معنى قلق المرأة...
انها رقيقة تنكسر بسهولة ماذا باستطاعتها ان تقدم للآخرين بعد كل هذا القلق ؟
تكسر جناحها، تصاب بالهلوسة وتفقد جمالها تصاب بعجز مبكّر.. 
من يعرف معنى الصبر سوى المرأة العراقية؟
من يعرف معنى القلق سواها؟
من ينزف قلبها مثلها؟
بينما النسوة في باقي أنحاء العالم تمضي معظم وقتها في الراحة، في المسابح والصالونات وووو..
المرأة العراقية تبحث عن عِش آمن لتخبئ ارواح احبتها من مخالب الموت !
لم اصدق يوما ان الحياة تصبح رخيصة هكذا.. 
ليتني لم اكبر.. 
في الصغر كان كل شيء جميلا، كل اهتمامي كان يختصر في الاهتمام بدميتي ولكن الان ادركت ان فوق هذه الكرة الارضية لم يعد اي شيء كما كان، وكل ذلك بدأ من تلك الحظة  عندما غدر الباطل بالحق وبألف حيلة اجبره على نزع ردائه، وبعد ذلك سرق رداء الحق ومضى وأصبح الناس يظنون ان الباطل حق ولكن لم يعرفوا انه الباطل، الشيء الوحيد الذي تغير انه غير ردائه..
غير ردائه ليسرق بسهولة آمال الشباب.. 
غير ردائه ليسرق اكسير الحياة.. 
غير ردائه ليسرق امنيات الأمهات.. 
غير ردائه ليسرق فرحة العيد..
صمنا ولكن  كان إفطارنا الدم ! 
لا اعرف ماذا اسميها.. أفطرنا بدم احبتنا ام أفطرنا باللامبالاة ام أفطرنا بالدموع.. 
ملّت الاقلام من الكتابة..
كم باستطاعته ان يكتب عن جرح العراق؟
ملت الأوراق من تحمل ثقل كلمات الحزن عن تلك البراعم المذبوحة تحت النخيل..  
ملت القلوب عن ضخ الدم، اصبحت قلوبنا طاعنة في السن في عز الشباب فيعمل كعجوز ستيني.. 
أصيبت العروق بالجفاف لما نزفت عند رؤية بني جلدتها. 
كل هذا الكلام نبع منذ  رحيل تلك الملاك الصغير عندما كانت تجر عباءة أمها وتبكي لتشتري لها ملابس العيد في المجمع. 
او ذاك الملاك الصغير الذي اختبىء قهرا وراء باب غرفة الملابس في المجمع ليبحث عن والده،  ويشتري له ما يريد ولكن لم يعرف انهما يفقدان بعضهما البعض بعد لحظات ويلاقي  كل منهم الاخر في الجنة. 
او ذاك الشاب الذي كان يبحث عن ملابس لحفلة إكمال دراسته عندما كان بريق عينيه يبعث السعادة لقلب أمه ويسألها عن اي واحد يختار ليكون الاجمل، ولكن لم يعرفا ان ملابس الارض لم تليق بهم بل اختير لهما حلية من الجنة. 
او تلك الجدة التي خرجت لإحضار هدايا العيد ورحلت لتقدم لهم أفضل الهدايا من نعيم الجنة، 
كل هذا الكلام نابع من القلب، لا يمكن اخراس الحروف ولا إلجام الكلمات انها تدق الرأس وتمعن حفرا في أخاديد الضمير.
كم علينا ان نخسر من نفوس لنحظى بالامان؟
أيها العراق كم مرة احرقت قلبنا عليك.. اما كفاك ضحايا؟
اما كفاك تطيبا بدخان قلوب المواطنين.. أتود الاختناق بهم ؟
ايتها العراقية انتِ ثمرة ارض النخيل..
يجري في عروقك الشرف والشموخ والعلو لا تعرفين الانحناء ابدا.. 
انتِ كالنخلة شامخة الى اخر لحظات...
كوني معطاءة كالنخلة.. فانتي من باستطاعتك ان تساعدي  بلدك بالنهوض..  
أثمري.. أنجبي أطفالا صلحاء.. لتسدي الفراغ الموجود لكيلا يخرج من تلك الحفر الفارغة خونة !
أنجبي فخرا، فنحن بحاجة الى جيل صالح كي نبني العراق من جديد..

العراق
الارهاب
عيد الفطر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    المرأة من نعيم الإسلام الى جحيم الغرب!

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    من الظلام إلى السما

    النشر : الأثنين 09 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    أنا المسؤول

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    قراءة في كتاب: إحياء عاشوراء

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    الأمومة السامة وكيف تدمر نفسية أبنائها

    النشر : السبت 11 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 537 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 351 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1095 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 9 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 9 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 9 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة