• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في الطريق اليهم

نجاح الجيزاني / الثلاثاء 14 آب 2018 / منوعات / 2643
شارك الموضوع :

ها انا اليوم ألملم شتات نفسي المبعثرة، استجمع بقايا شجاعتي، امشي بتؤدة نحو ذاك المكان الذي ضمّ ذكريات من رحلوا، وخلّفوا في سويداء قلوب احبت

ها انا اليوم ألملم شتات نفسي المبعثرة، استجمع بقايا شجاعتي، امشي بتؤدة نحو ذاك المكان الذي ضمّ ذكريات من رحلوا، وخلّفوا في سويداء قلوب احبتهم حزنا مقيما، لن يبرحوا عليه عاكفين.. حتى تزول لواعجهم، وحرقة كانت تنغّص عليهم عيشهم، من يدري لعل الزمن يتكفل بمحو الاثار، ويبلسم جراحاتهم المثخنة.

في الطريق اليهم اسعى لان اكون دافئة ورصينة ومتعاطفة، لم ادخل هذا المعترك من قبل، ولم اجرّب حظي لمواجهة كهذه، ها انا الان سمحت بسيل من الاسئلة تقترب من رأسي.. انها تبدو كسكاكين لو اطلقتها هكذا بلا معرفة بما ستتركه من انطباع عند من يسمعها، لكنني لن أسمح لنفسي بطرقها طالما انني لم ارتبها داخل رأسي، ماذا سيقولون عني لو اطلقتها دون مراعاة  لمشاعر ام او اب او اخت او ابن؟! ياالهي كيف الخروج من هذا المأزق الذي اوقعت نفسي فيه؟! ولماذا أبديت اصرارا غبيا للذهاب معها لمقابلة ذوي الشهيد؟ لماذا حشرت انفي في ما لا يعنيني؟  واعلم كم انني افتقد لرباطة الجأش التي ينبغي التحلّي بها في هذه المواقف؟ يا الهي هل اتراجع الان ام اكمل المسير ياترى؟.

سمعتها تقول لي: لقد اوشكنا على الوصول يااختاه.

لقد أُسقط في يدي، وليس هناك متسع من الوقت للهروب او حتى الاختباء.. يا الهي كيف استطيع الصمود في محنة مفجعة الى حد التشظي؟! وماذا يبدو موقفي وانا اوجه اول رصاصة نحو قلب والدة مفجوعة بابنها؟ ياالهي؟! هل سأقول لها: كيف وصلكِ خبر استشهاد ولدك؟ وكيف تلقيتِ خبر ذبحه بدم بارد من يد داعشية آثمة؟ ام اقول لها: ماذا كانت ردة فعلك كأم وانت تستلمين رأس ولدك بلا جسد؟

انني الان في موقف لا أُحسد عليه.

طرقنا الباب، واذا بنا امام رجل كبير.. الوقار سمته والحزن سحنته والدمعة تترقرق في مآقيه.. رحبّ بنا بعد ان سألنا ان كنا نحن المعنيين باجراء اللقاء بشأن الشهيد، اجبناه بالايجاب.. دخلنا وليتنا لم ندخل.

طلب منا ابو الشهيد ان لا نلتقي زوجته، فهي قد اقامت في غرفة الشهيد في الطابق الثاني منذ ان وصل خبر استشهاده، لا تغادر غرفته منذ ذلك الوقت.. انها تنتظر عودته..  فهي لا تصدق انه استشهد، بل هي لا تعرف اننا لم نستلم سوى رأسه!.

هنا فقط توقف الزمن بنا.. دارت عيوننا في افق مكفهر، غصت افواهنا بالكلمات، حتى اننا لم نحسن استخدام اي كلمة تضامنية لهذا المشهد المأساوي الذي وضعنا انفسنا فيه.. ربّاه رحماك اي الهي.. ايّ قلب يتحمّل هول هذا المشهد؟! ايّ لوعةٍ انطوت عليها جوانح أب مهيض الجناح؟ وايّ فاجعةٍ كبيرة حلّت بهذا البيت الصغير؟!

انصرفنا بعد ان نالت عيوننا قسطا من البكاء، في حضرة والد رُزء من دنياه بأثنتين.

الشهيد
العراق
قصة
الحزن
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    سن الشباب يمتد إلى 65 سنة

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عملية القيادة و مسار تنفيذ الأهداف

    النشر : السبت 17 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    من قيم الغدير

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ليس هكذا يكون النجاح!

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    فاز مَن جدّ وَجد في نصرة أم الحسنين

    النشر : الأحد 11 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    ماهي أسباب الولادات المبكرة ؟!

    النشر : الأثنين 11 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 591 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 9 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة