• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صورة ترسم كل أربعين

الاء طاهر / الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018 / منوعات / 1634
شارك الموضوع :

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة

رغم كل الظمأ المرتجف له كبد السنين، ورغم فخاخ الموت التي نصبت على عقبات الزمن، رأيناه ينهض من جديد، ليبعث في الأمة ويبث فيها من روحه المقدسة فتطهر الأرواح وتنتزع بالي ثيابها.

لم أعلم أيهم يتباهى بدره المنثور؟ هل السماء بما تلألأت ام الارض بنجومها السائرة على نعيم صراطه.

لم يسبت على طريقه ليل ولم ينتزع من سواده سكون ولم تتغشى الأبصار غفلة الراقدين، سارت الأقدام بخطوات الثابتين على زحاليف الطفوف، كل شبر من هذه الأرض تروي ملايين الحكايا.. حتى أنني لم استغرب حينما اخبرتني السيدة المؤتزرة انها تقطع الحد الفاصل بين الغري ونينوى بعشرة ايام! لعلها تغترف أكثر وتتزود بما يثبت الفؤاد ويسكن الروح ويصل بها إلى يقين  الناظرين.

لهجت الروح بمناجاة الذبيح.. واستنشقت عبق التراب.. فهو الدرب الذي لثم خطوات صغيرات الاسارى.. وأبت بعض ذراته النزول من أقدامهن بل راحت تغطي شخوصهن بهالة طينية لعلها تسدي لهن معروف ما..

صدى صوت المرأة يتردد (ها انا أسير قبيل منتصف الليل لا حامي لفتياتي.. ولا كفيل.. ماذا عساي أن اجيب إذا ما داهمهن غريب.. أو نظرت لهن عين.. اه يا سيدة الدرب والمحن.. ها انا اتذوق بعض لظاك.. واكتوي ببعض لهيب آهتك الحيرى..).

رغم اشتداد الريح التي تنكهت بعطر أصوات تحرس الطريق بكل ما أوتيت من غيرة وأباء وتجود  بكرم وعطاء.. فتتداخل رائحة الشاي.. مع الأرز المدخن وتفوح القدور بأطعمة الملوك وفواكه الأمراء لتسقى الحرائر بأكواب ممزوجة بشراب عفيف فتروى الضمائر قبل المهج.

تعانق الروح والجسد.. فنبض القلب بنبض عاشوراء.. كل تلك الصور جعلت السيدة المؤتزرة تنصهر بحنين كرب وبلاء.. دارت بها الأرض.. دوار يتبعه وصول..

لم يكن أمام فتياتها إلا البحث عن أقرب حسينية على جانب الطريق لعلها تستريح من تقاطع الأنفاس ويرعوي خفقان قلبها عن الهروب..

تمددت وسط مخيم باسم الامام الرضا عليه السلام.. مرت اللحظة ثقيلة بثقل لامت حرب وحادة مثلمة كسيف كسر شبى حده.. ركضت إليها النسوة.. بكف سقيى وكف الحنان..

ارتجفت الشفاه ومعها بقية الأعضاء.. غارت العينان.. حتى الدماء تتثاقل بسيرها في الأوعية المثخنة بتجلطات الهموم..

تلاغطت الأصوات واحتارت الأفكار.. ما الذي يحصل الآن.. مدت السيدة يديها.. واسبلت قدميها.. لكن لسانها بقي يصدح (يا حسين.. بأمك الزهراء تقبلني).. وصل طبيب المخيم الحسيني.. أجرى بعض الفحوصات.. لم يتوصل إلى شيء.. أخذ الجسم الهزيل يرتجف بقوة.. كورقة خريفية تقلبها الرياح.

لم تعد تستشعر باقدامها.. ها هي الروح تسحب من الأحداث.. تزحف ببطئ نحو الجزء الأعلى من الجسد..

_ هل ستنال مناها؟. هل تم اللقاء؟. هل ستطبع الروح آخر بصماتها على درب سرمدي؟.

لم يغادر السرور بصيرتها.. رغم ضجيج الهواء الذي يخترق المخيم كانت مطمئنة وهي تلوذ بسيدها فتحصد ثورة البركان بترديد (اشهد ان لا الله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله)، لتقطف مزيدا من الأماني مع (وأشهد أن علي ولي الله)، كيف لا وهي جائتك تسعى من فجاج الظلمات لتنسج من نورك رداء ضيائها فتسافر نحو السماء بألق الشفاعة، ولتغمر الأرواح بنظرتك الحانية..

نعم كما تعودناك بحر للندى تأبى إلا ان تكون عنوانا للحياة.. ومع اول زخات مطر.. وفي أول لحظات السحر طبعت خطواتها على رأس الطريق.. بعد أن قامت واستوت واقفة كنخلة تحتضن فسائلها الأربعة وهي تقول: (سأنتظر من جديد أربعين آخر للقاء أتم واكمل).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    قراءة في كتاب: يأتينك سعياً

    النشر : السبت 19 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في الحياة كيف نواجه التحديات؟

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    ما هو المجال الممنوع استخدامه في الذكاء الاصطناعي؟

    النشر : السبت 11 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    دور الحب في انتظام المجتمع

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    قواعد النصرة المهدوية وايدولوجية الاسلام العالمي وفق منهج عاشوراء

    النشر : الأثنين 08 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    يقضي على الكالسيوم ويتسبب في 5 مشكلات صحية.. هل ستسمحين لطفلك بشرب حليب الشوكولا بعد اليوم؟

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 366 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 330 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1035 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 3 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 3 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 3 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة