• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خُبزٌ برائحةِ الفَجر

زينب علي عمران / الأحد 31 آذار 2019 / منوعات / 2188
شارك الموضوع :

مع إشراقة شمس الصباح ومن إحدى بيوتات قرى المحافظات الجنوبية، يتصاعد دخان حطب محترق من تنور؛ استعدادا للخبز، فهي أم تحب أن يتناول ولدها الوح

مع إشراقة شمس الصباح ومن إحدى بيوتات قرى المحافظات الجنوبية، يتصاعد دخان حطب محترق من تنور؛ استعدادا للخبز، فهي أم تحب أن يتناول ولدها الوحيد الخبز الساخن مع الفطور، عملت كثيرا لتوفر له حياة كريمة، امرأة وحيدة بعطاء لا ينضب كالنبع الرقراق.

مرت السنين، وتغير معترك الحياة، ورغم الأـحداث الشائكة أكمل ولدها دراسته الجامعية، ليفتتح محل بقالة صغير في قريته؛ لأنه لم يحظَ بالعمل في اختصاصه.  

وفي أحد الأيام، أطرقت مسامعه فتوى الجهاد الكفائي لقتال عدو شرس، تشكلت على ضوءها فصائل عُرفت بالحشد الشعبي، لبّى العديد من اصدقاءه ذاك النداء، ودّعهم وحلمه اللحاق بهم، لكن كيف يفعل ذلك مع أم تخشى عليه نسيم الربيع؟.

عاش صراعا نفسيا، بين عشقين غُرسا في قلبه منذ نعومة أظفاره (أمه ووطنه)، أي نداء منهما يلبي؟ تساؤلات كثيرة تعج في رأسه، جلس مع أمه يتناول طعامه شارد الذهن، لاحظت ذلك فسألته:

"سالم! يمه شبيك مريض؟".

"لا يمه مو مريض مابيه شي".

"بس يمه فكرك مو يمك حاسه بيك شي ومتحير شلون تحجي".

"يمه تذكرين بيت عمي أبو محمد الصباغ من كضّوا الحرامي ابيتهم؟".

"اي يمه أتذكر، صارت هوسه والديرة كل ويلادها طبوا لبيتهم وشبعوه كتل".

 كانت تتحدث عن الموقف بكل فخر، بأن قريتهم آمنة بشجاعة رجالها، فقال: "ومن رجعت من الكلية سولفتيلي، يمه تمنيتك ويه أخوتك، تذكرين يمه؟".

"اي والله يايمه النسوان مفتخرات بيهم وعمك أبو محمد اتشكر منهم كلش هواي".

"يمه انقهرتي لأن ما شاركت اخوتي، زين متنقهرين إذا اخوتي راحوا يلزمون الحرامي الجبير وما أروح وياهم؟".

رمقته بنظرات استفهام "يا يمه حرامي جبير؟ خايب هذا وين؟ وشعندك مكابلني؟ يمه شمتاني ليش مارحت وياهم؟!".

"علمودج يمه مارحت كلت ما ترضين".

"عفية عليك يمه وين الغيرة؟ شلون تعوف اخوتك؟ هاي مو رجاتي بيك أبد".

"يمه عرفتي الحرامي الجبير منو؟ ومنو اخوتي الّلي راحوا يكضونه؟".

"لا والله يايمه ماعرفته! ياهو هذا؟ عمت عينه إن شاء الله".

"يمه هذا الحرامي اسمه داعش، اجانه من بره وداس ترابنه، ويريد يهدم المراقد، ويذبح الوادم، واخوتي يايمه فزعوا يقاتلونـه، وظليت امتاني رايج، ها يمه شتكولين أروح لو لا؟".

نظرت إليه بعينين مبتسمة مغرورقة بالدموع "يابعد طوايفي يايمه، الله شكاتبلنه يصير، روح يا شمعة بيتي محفوظين بالله وأهل البيت".

تلك الليلة لم تكن عادية، خاصمها النوم، تزاحمت الصور في مخيلتها، هل سيكونون بخير؟ ذرفت دموعها بصمت، سلمت أمرها إلى بارئها، فهو أعلم بخفايا الأمور.

حانت لحظة عناق سواتر العز، بعد أن أتم تدريبه، ارتدى بزّته العسكرية، وكأن خارطة بلاده ارتسمت عليها، تعطر بدعوات أمه، تزفه ريح الصبا على أكف الورد.

اشتد وطيس المعارك شراسة، والانتصارات تطرز سماء الخائفين بالأمان، ليفاجئ سالم في فجر أحد الأيام، بوصول قافلة دعم من قريته، شاهدها تترجل من السيارة، تقف كنخلة شامخة، تحمل بيديها أرغفة الخبز، وتباشير الفرحة تُزهر على محيّاها، يُطالعها بدموعه المتسابقة مع أنفاسه لاحتضانها، امتزجت نظراتهما مع اشراقة فجر جديد، حمل نسيمه رائحة خبز من نوع آخر.

الانسان
قصة
القيم
الارهاب
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    النشر : الأثنين 01 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    خمس قصص نجاح عالمية ستلهمك

    النشر : الأثنين 28 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    فيتامين B12 وعلامات تحذيرية من نقصه

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    بسبب التقاليد الاجتماعية .. النساء والظهور في وسائل الإعلام بين الرفض والقبول

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 21 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 21 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة