• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شمس يتبعها قمر(1)

آلاء طاهر / الثلاثاء 27 ايلول 2016 / منوعات / 2600
شارك الموضوع :

كان السير في طريقي اليومي أقصى متعة أحصل عليها، فقطرات الندى وفصل الربيع تلبسان قامة الشجيرات أبهى حلة كعروس زينت لتخطف أنظار المحتفين بها

 كان السير في طريقي اليومي أقصى متعة أحصل عليها، فقطرات الندى وفصل الربيع تلبسان قامة الشجيرات أبهى حلة كعروس زينت لتخطف أنظار المحتفين بها، وأشعة الشمس ترسل أطواقها الذهبية قلائد تنساب بين أعناقها وأساور حول المعاصم.

تحملني قدماي إلى نزول الوادي الذي يتسع شيئا فشيئا، ويحتضن بين ذراعيه كل قادم، كأم وصل وحيدها للتو، أسرح في وجوه المارة وأدقق في طيات أزيائهم المختلفة وانا أجوب بلدانهم في رحلة أكتشاف الشعوب ببطاقة سفر مجاني، وان جهلت بعض لغاتهم فألوان الساري الهندي، الجادور الايراني، العباءة  الخليجية، وحتى ما غرب من القبعات تكشف للقاصي والداني هوية اصحابها.

راح كل ذي لهجة يصطف في تسلسل نظم يصعب اختراقه استعدادا لدخوله إلى غرفة التفتيش.

أنظار تترامى أطرافها يمينا وشمالا تخرق ثقبا صغير في قميصي المتعاقب اﻷعمدة في مسير خطوط اﻷحمر واﻷسود، رحت أصنع له مخبأ بين أصابع كفي اﻷسمر (آه أمي... ألم أطلب منك اغلاق فم  السمكة المفتوح في قميصي)..

تسرب اﻷلم الى وريدي بعد ما ذكرت أمي...

ما ان وصلت الى بوابة السوق واذا بالاصوات تتعالى ويدخل الثامن والعشرون حرفا في صراع للولوج الى طبلة أذني، فكل يغني معزوفته الصباحية متغزلا ببضاعته المزجاة فوق صناديق بلون تراب هذا البلد اﻷسمر المتشرب بالحمرة.

ركضت الى اﻷقتراب من إحدى العجائز للترويج عما أبيعه،

(خالة تفضلي إنها أكياس لحمل الفاكهة... خالة أكياس جيدة وقوية)،

نهرتني تلك الطاعنة بالسن ولا سن لها (ابتعد ماذا تريد مني لن تسرقني ايها الولد)،

ابتعدت عنها ورحت أنادي من جديد على بضاعتي،

اقتضم النهار صباحه وبدأ بتناول الظهيرة وأنا لم أبع سوى كيس واحد.

      أنفقعت بالونة في رأسي فناديت بأعلى صوتي (أكياس الفاكهة قوية... سأحمل أمتعة كل من يشتري من أكياسي)..

تساءلت في نفسي هل هذه فكرة صائبة، ماذا لو كانت اﻷكياس ثقيلة جدا هل أستطيع حملها؟.

أدركت إني مع وجود هذا الكم من اﻷولاد الذين يبيعون اﻷكياس لن أستطيع أن أحظى ببيع ماعندي الا عبر هذه الخطة.

انطلقت الى تلبية طلب إحدى النساء التي تساءلت عن حقيقة وعدي الذي قطعته فأجبتها  بالتأكيد، حملت لها أكياس الخضار وأوصلتها الى موقف السيارة، كانت قد أشترت كل ما روج له وما لم يروج، فيداي أصبحت تنوء من ثقل ما اشترت.

ناولتني ثمن بخس بعدها أدارت محرك سيارتها بكل قوته وهديره ونفثت كاربونا أغلق منافذ النور والهواء، بالكاد كنت أتنفس وكأنها تقول (إنك لن تحصل على أكثر من هذا اذهب ولا تتحذلق مرة أخرى..).

جلست قليلا ﻷلتقط أنفاسي، شاهدت أحد اﻷولاد وهو يلتهم كعكة بشهية ويرفع العصير الى أطراف فمه فتذكرت ما قد كنت تناسيته متعمدا.

سأكافىء نفسي بجرعة ماء من أحد البرادات، فتبللت شفتاي بماء شبه بارد، سقطت عيناي على عبارة مخطوطة فوق جبين البراد باللون اﻷسود:(السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين) استدرت بوجهي ورفعت كفي وكررت العبارة وخاطبته: (السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين)، انسابت دمعة من عيني اختلطت بقطرات الماء فسقطت أسفل شفتي، واذا بصوت المؤذن يرتفع من منارة الحرم الشريف لسيد الشهداء.

بعدما أستعدت بعض قواي التحقت بالمصلين في الصف اﻷخير لمسجد السوق تباطأت حركتي بعد مضي ساعات العمل، أنهيت الصلاة وحمدت الله على ذلك.

وبينما تحرك محور نظري بين المصلين سقطت نظري على ملامح وتقاسيم قد ألفتها من قبل (إنه كرار زميلي في المدرسة) أشحت بوجهي علني أستطيع ان أخبىء رأسي بين أكتاف الرجال، كنت أخشى من أكون موضع سخريته أو ربما شيء في داخله.

لكنه سرعان ما ألتقطني من بين أطوال مختلفة، رفع صوته (أحمد... أحمد) فتجاهلت نداءه... ثم رفع صوته كمستغيث في غمرة إعصار (أحمد) لم يكن بد من أن أجيبه (أهلا كرار ) اقترب مني وطوقني بذراعيه، وهو يرسم ابتسامة عريضة على محياه.

أحسست بصدق مشاعره عندما سحبني وأجلسني على دكة قرب باب المسجد

قال وهو ينظر الي بعينين ملؤها الحبور: (أيها الولد الشقي لقد كبرت وبدأ وبر شاربيك يخط تحت أنفك الطويل)، كان مزاحه وضحكاته تملأ مسامع المارة فأجبته: (لن يرى أحد شاربيك، فأنفك الكبير يملأ وجهك)..

نظر بإمعان على ملابسي ووجهي المتعب الشاحب، أراد أن يبادرني السؤال هذا ما قرأته في عينينه، لكنه أدار دفة الحوار إلى جهة أخرى: (أنا أعمل في محل عمي القريب من هنا، أجهز معه المقبلات وهو بحاجة إلى مساعد آخر هذا ما أخبرني به صباحا، لم لا تأتي معي؟)..

نظرت في وجه كرار وهو يرتقب ردي هل سيكون ايجابيا أم لا، أردت أن أقول شيء لكن الارتباك أخمد نارا توجهت على وجنتي واستغرقت في صمتي فبادرني (إن كنت لا تستطيع الرد تعال معي وليتعرف عليك عمي ثم قرر ستوافق أم لا).

عندها أدركت إني على مقربة من ولادة جديدة في شخص جديد.

رحت أسير معه بخطوات ثقيلة ودقات قلبي تعنف صدري بقوة، دخلنا محلا صغيرا لبيع اﻷكلات السريعة اصطف ثلاث رجال وطفلان لشراء (السندويج) وفي جانب آخر جلس خمسة رجال على طاولة مستديرة زرقاء اللون وضع في منتصفها إبريق ماء ومملحة صغيرة وهم ما زالوا ينتظرون ما طلبوا تناوله فرائحة الطعام الشهي تسلي أنوفهم وتغازل جوعهم، يأتي رجل أربعيني قد خالط البياض عارضيه، أسمر اللون طويل القامة يرتدي بنطال (كابوي) وقميص كحلي، يبادر بسؤال كرار (هل هو صديقك؟) بعدما رمقني بنظرة حادة بعض الشيء فيجيبه كرار (نعم يا عمي، أنت قلت لي نحتاج من يساعدنا في إعداد المقبلات  فيشيح بوجهه عني و يسألني: (ماذا تعرف عن إعداد المقبلات؟).. وقتها تسمرت في مكاني وكأني لم يخلق لي لسان أبدا ولم أحظ من الخالق إلا بطول قامة فقط.

استدرك كرار الحديث وأجابه عوضا عني (نعم يعرف ياعمي.. بالتأكيد إنه يعرف)، قهقه بصوت عال وقال عم كرار: (إني أعرفك يا كرار... اسمع جيدا أي تقصير في عمل صديقك سوف يكون آخر يوم لك هنا)..

ثم قال:(أذهبا اليوم أنتما اﻷثنين لقد شارف عملنا على الانتهاء.. أسمع يا.. ما أسمك؟)،

فأجابه كرار:(أسمه أحمد)، رمقه بنظرة ثم قال عم كرار بعبارة مشككة لقدومي (غدا في تمام الساعة السادسة صباحا اذا لم تأت فلا داعي لقدومك)، هززت رأسي بالقبول والاذعان لهذا التحدي.

سرت برفقة كرار للعودة إلى البيت تذمرت ورحت أستشيط غضبا (لم نتفق على هذا كله، لن آت غدا) وأنا أركل بقدمي قنينة ماء فارغة (لم قلت لعمك إني بارع في إعداد المقبلات، لم أخبرته إني أستطيع ذلك؟!؟ سأقول لك شيئا، إعلم أن أقصى ما أجيده هو تقشير الخيار فقط، سوف تنال ما وعدك به عمك).. يتبع

الامام الحسين
الحشد الشعبي
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    قد صدّقت الرؤيا..

    النشر : الخميس 07 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التفاخر والتباهي بالأبناء!

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    حفاظات الأطفال.. مخاطر تحيط بابنك

    النشر : الأربعاء 30 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كيف تعامل الإمام الحسن مع النزاعات الأخلاقية؟

    النشر : الأربعاء 05 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    في نهاية 2023ما هي العقبات التي تواجه المرأة؟

    النشر : السبت 25 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الجمال ومرحلة الشباب

    النشر : الثلاثاء 05 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 334 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1021 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1011 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 8 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 8 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 8 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة