• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

امنيات مهاجرة

مروة حسن الجبوري / الجمعة 28 تشرين الاول 2016 / منوعات / 2799
شارك الموضوع :

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحدي

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحديث هم اولادي الثمانية، حديثه مختلف اليوم، يردد اسماءهم ويتفقدّهم، يقبّل الكبير ويحتضن الصغير، الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم، هو أنه كان سعيداً، ومنشرح الصدر، ساعات قليلة مضت، هاتفه المحمول يرنّ، لا أدري، شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل به، انقبض صدري وضاق، نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل، لكنني تذكرت انني أميّة لا أجيد القراءة والكتابة.

 خير إن شاء الله، استشر زوجي الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجّة كبير في الخلفية، خرج من البيت مُسرعاً، لا يشعر بالزمن ولا يعلم بما يدور حوله وسار باتجاه ذلك المقر العسكري  الذي يبعد عشرات الكيلومترات، كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك،  آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي، أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات، ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن زوجي سيعود لي بحكم عمره الكبير، ليضيء بنوره دارنا العتيق.

 كانت الكآبة تُحيط بي من كل جانب، توجَّهت صوب البوابة، حثيت الخُطى، تكاد لا تحملني قدماي، لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط، متثاقلة القدم، تغيَّرت ملامح وجهي وكساه الحزن والحسرة، صبرا جميلا يا الله، أنفاسي تزاحم نبضات قلبي الخائفة، استيقظ اولادي، واول ما افتتحوا الصباح بسؤالهم عن ابيهم، اخفيت عبرتي، وقلت لهم سيعود قريبا، بَوْح جراحي مُوْلِم حقا، و كلُّ الحكاية بألوانها تفيضُ بعمقِ الألم وأُقصُوصَتِي وجعٌ ودَمار، وتخفي شُجُوناً بعُمقِ القَرار يبُوحُ صدَاهَا بصمتِ العدَم، يفيضُ أسىً لا يقولُ كلام، وبعضُ سكاكِينِها للجِراح كملحٍ عليها يزيدُ السّقم وبعضٌ كأنشودةٍ منْ سلام تُلملِم قلباً يضُخُّ النّدم كجُنحٍ لطيرٍ يُؤوِي الصّغار يهدئهم بالحَنايا نغَم.

 اربعة ايام انقضت وليس هنالك أي خبر؟ افتقده كثيرا، اخبئ نفسي من عيون اطفالي، التقط دموعي المتساقطة، اقرأ ما حفظته من والدتي من سور قصار، لتحفظ زوجي وكل رجال الحشد، يا راد يوسف على يعقوب  رد لي زوجي سالما غانما، وبوحُ الفقير لغَيرِ الله مذلة، عند غروب الشمس طُرقت باب دارنا، انتظر اطفالي وراء الباب لعل الطارق أبيهم، قلبي يوجس خيفة، فماذا ان لم يكن هو؟

يمسكون يدي لفتح لهم الباب، قلت لهم: لعلكم مخطئون ليست بابنا التي تطرق، فجاب طفلي الصغير، لا يا امي انها ريح أبي، مترددة اقف، قفز ولدي وفتح الباب، من !! رجع خائبا دمعته تلمع في وجهه، ليس أبي، ثمة نار اشتعلت في صدري، وقفت وراء الباب، نعم يا اخي تفضل، قدّم لي علبة وقال لي: تصبّري يا أختاه، وعظّم الله اجرك، استشهد الشيخ عماد في منطقة السنجارية، وهذه العلبة اوصى ان اسلمها لكم بعد استشهاده وطلب مني ان اسلّم عليكم،  فلكم العزاء ولنا الولاء.

 سمع اطفالي ما قاله الرجل، فكانت صرخاتهم تعلو وحالتهم يُرثى لها، فيهم من يبكي، وفيهم من يتأوَّه ويئن والألم بادٍ عليهم بوضوح، ومنهم من احتضن صورته، سلّم لي بقايا جعبته، فكانت تحتضن نص من فتوى المرجعية العليا  و ورد وعود  و بخور، ومسبحة من تراب الامام الحسين (عليه السلام) وخاتمه العقيق الذي نقش فيه: علي ولي الله.

الحشد الشعبي
الارهاب
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    أمي.. ظل لا يفهمه إلا الجنان

    النشر : السبت 22 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ذكريات لاجئة

    النشر : السبت 07 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إليك مع التحية

    النشر : الثلاثاء 10 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    دور الآباء في مراحل اكتشاف الخوف عند الأطفال

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يضيع من الله كافله؟

    النشر : الأثنين 19 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دع العرافة تكتشف

    النشر : الأربعاء 28 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1006 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة