• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

امنيات مهاجرة

مروة حسن الجبوري / الجمعة 28 تشرين الاول 2016 / منوعات / 2866
شارك الموضوع :

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحدي

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحديث هم اولادي الثمانية، حديثه مختلف اليوم، يردد اسماءهم ويتفقدّهم، يقبّل الكبير ويحتضن الصغير، الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم، هو أنه كان سعيداً، ومنشرح الصدر، ساعات قليلة مضت، هاتفه المحمول يرنّ، لا أدري، شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل به، انقبض صدري وضاق، نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل، لكنني تذكرت انني أميّة لا أجيد القراءة والكتابة.

 خير إن شاء الله، استشر زوجي الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجّة كبير في الخلفية، خرج من البيت مُسرعاً، لا يشعر بالزمن ولا يعلم بما يدور حوله وسار باتجاه ذلك المقر العسكري  الذي يبعد عشرات الكيلومترات، كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك،  آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي، أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات، ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن زوجي سيعود لي بحكم عمره الكبير، ليضيء بنوره دارنا العتيق.

 كانت الكآبة تُحيط بي من كل جانب، توجَّهت صوب البوابة، حثيت الخُطى، تكاد لا تحملني قدماي، لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط، متثاقلة القدم، تغيَّرت ملامح وجهي وكساه الحزن والحسرة، صبرا جميلا يا الله، أنفاسي تزاحم نبضات قلبي الخائفة، استيقظ اولادي، واول ما افتتحوا الصباح بسؤالهم عن ابيهم، اخفيت عبرتي، وقلت لهم سيعود قريبا، بَوْح جراحي مُوْلِم حقا، و كلُّ الحكاية بألوانها تفيضُ بعمقِ الألم وأُقصُوصَتِي وجعٌ ودَمار، وتخفي شُجُوناً بعُمقِ القَرار يبُوحُ صدَاهَا بصمتِ العدَم، يفيضُ أسىً لا يقولُ كلام، وبعضُ سكاكِينِها للجِراح كملحٍ عليها يزيدُ السّقم وبعضٌ كأنشودةٍ منْ سلام تُلملِم قلباً يضُخُّ النّدم كجُنحٍ لطيرٍ يُؤوِي الصّغار يهدئهم بالحَنايا نغَم.

 اربعة ايام انقضت وليس هنالك أي خبر؟ افتقده كثيرا، اخبئ نفسي من عيون اطفالي، التقط دموعي المتساقطة، اقرأ ما حفظته من والدتي من سور قصار، لتحفظ زوجي وكل رجال الحشد، يا راد يوسف على يعقوب  رد لي زوجي سالما غانما، وبوحُ الفقير لغَيرِ الله مذلة، عند غروب الشمس طُرقت باب دارنا، انتظر اطفالي وراء الباب لعل الطارق أبيهم، قلبي يوجس خيفة، فماذا ان لم يكن هو؟

يمسكون يدي لفتح لهم الباب، قلت لهم: لعلكم مخطئون ليست بابنا التي تطرق، فجاب طفلي الصغير، لا يا امي انها ريح أبي، مترددة اقف، قفز ولدي وفتح الباب، من !! رجع خائبا دمعته تلمع في وجهه، ليس أبي، ثمة نار اشتعلت في صدري، وقفت وراء الباب، نعم يا اخي تفضل، قدّم لي علبة وقال لي: تصبّري يا أختاه، وعظّم الله اجرك، استشهد الشيخ عماد في منطقة السنجارية، وهذه العلبة اوصى ان اسلمها لكم بعد استشهاده وطلب مني ان اسلّم عليكم،  فلكم العزاء ولنا الولاء.

 سمع اطفالي ما قاله الرجل، فكانت صرخاتهم تعلو وحالتهم يُرثى لها، فيهم من يبكي، وفيهم من يتأوَّه ويئن والألم بادٍ عليهم بوضوح، ومنهم من احتضن صورته، سلّم لي بقايا جعبته، فكانت تحتضن نص من فتوى المرجعية العليا  و ورد وعود  و بخور، ومسبحة من تراب الامام الحسين (عليه السلام) وخاتمه العقيق الذي نقش فيه: علي ولي الله.

الحشد الشعبي
الارهاب
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الفايبولماليجيا.. التليف العضلي المزمن

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الحجامة.. بين السنة النبوية والطب القديم

    النشر : السبت 06 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    حرية الصحافة يوم عالمي مع مهزلة التنفيذ

    النشر : الأحد 05 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نظارات ذكية تعطي بارقة أمل للمكفوفين

    النشر : الأربعاء 21 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الربا.. كرة النار المصنوعة من المال الحرام

    النشر : الخميس 14 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    محو الأمية الرقمية.. مساهمة من هواوي

    النشر : الخميس 13 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 641 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 602 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1053 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 12 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 12 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 12 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة