• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رحيل

زينب كاظم التميمي / الأثنين 25 كانون الثاني 2021 / منوعات / 2016
شارك الموضوع :

تنظر لهن وسرعان ما تنقض مخالب الذكريات على روحها لتُصيغ دموعاً حارة

في أرصفة الشواع وأزقة الأحياء نجد الكثير من الألم، دموع سقطت وابتلعتها الأرض، عطشى هي الحياة لرؤية وجع الأحياء، امرأة ناهز عمرها السبعون تبدو قوية رغم انكسارها الواضح، تجلس في مكان عادة مايمر منهُ الناس، تفترش بساطاً قديما رثّاً وتبدء بصف حاجات بسيطة عليه..

أم وأب لثلاثة أيتام، ابنها الوحيد ودعهم شهيداً، مستعذبا فكرة الرحيل تاركاً أرواح معذبة وراءه، ابتاعت قلبها ومشاعرها للأرض كي تستطيع ابتياع ماتبقى من فُتات ذكريات له..

ساعة سوداء.. بنطال أزرق.. محفظة رمادية.. محبس فضي.. وحذاء قديم شبه البوت انسدلت منهُ (قياطين) بيضاء.. بلوزة وقبعة وبعض (الترواكات)..

تنظر لهن وسرعان ما تنقض مخالب الذكريات على روحها لتُصيغ دموعاً حارة تنسدل على وجنتين أبدع الزمان بخربشتها كلوحةٍ في يد طفل..

_ كم سعرها؟.

 شاردة الذهن

_ عفوا أنا أحدثكِ..

_ عذراً يابني تفضل لم أنتبه..

_ كم سعرها؟ مشيراً إلى الساعة.

تحاول أن تمخر عباي رهبتها وحزنها لتجيب الشاب.. ب ألف دينار..

ستجد فيها ألفُ نبضة وقُبلة إنها الساعة التي إهديتها له، كان قد وعدني، كلما اشتاق لي أقبلها لأنها لامست أناملي..

من؟ باستغراب سألها..

إنهُ حصاد سبعين سنة من المأساة..

ابني الوحيد الذي كنت أنتظر قدومه كما تنتظر الحامل شهر الولادة والسجين يوم العفو والصائم وقت الإفطار والمؤمن وقت الصلاة..

وأتاني لكنهُ بلا روح تاركاً وراءه ٣ أبناء وزوجة على عاتقي وقعت رعايتهم..

وقف وأشاح بوجهه كي يمحي آثار الدموع المنسكبة على وجنتيه قائلاً:

سأشتريها ب ٢٠ ألف أرجو أن تقبلي..

لا لا أبداً لم أتعود على الصدقة تفضل خذها بسعرها إن لم تقبل فلا بأس اتركها..

ب٥ آلاف، قال..

قالت: كلا

سلمها الألف وأدار ظهره..

تاركاً وراءه تلك العجوز المتخمة بالألم.. عاد بعد ثوان عدة.. عفواً هل أجدكِ غداً إن أتيت هنا؟

نعم تجدني إن لم ينادني ابني لأكون بجنبه..

حل المساء وقبل أن تبدأ بإعادة الأغراض جاء رجل ليشتري بعض الأحذية منها ورحل..

عادت إلى البيت محنية الظهر كئيبة.. ىنظرت إليها زوجة ابنها..

_ ماذا بكِ ياعمة هل حدث شيء؟

_ كلا..

_ أنتِ على غير عادتكِ.. تبتسمين حين دخولكِ المنزل رغم الألم..

بما تبقى منه جئتُ لكم بهذا الطعام أخشى أن ينزعج مني.. لم أترك لهُ ذكر في البيت..

ربتت على كتفها قائلة:

لا ياعمتي نحن مضطرون لفعل هذا.. ذكره في قلوبنا ليس في وجود حاجياته..

في اليوم التالي.. خرجت كالعادة وافترشت الأرض وصفت الأغراض..

لم يبقَ سوى محبس فضي فيه حجرة يبدو أنها باهضة الثمن، لونها أزرق داكن وعلم بلادهم الذي جاءها مرتدياً به..

نظرت كثيراً إليه وأغمضت عينيها شاردة الذهن لتستعيد ذكر يوم مجيئه الذي لم تنسهُ قط بكل تفاصيله..

فتحت عيناها بكل ثقل فوجدت أن المحبس اختفى بحثت عنه، قامت ونفضت العلم والفرشة التي تجلس عليها دون جدوى انتهت بقول رحماك ربي، وقعت على الأرض  حاملة العلم فوقع عليها حتى بدا جسمها مغطىً بهِ إلا أطراف أقدامها..

هب الناس من حولها وعم الضجيج المكان..

في هذه الأثناء جاء الرجل الشاب الذي اشترى منها الساعة يوم أمس فوجئ بالضجيج وتكوم الناس فوقهم فوق بعض ولا يُميز صوت الأنين من الصراخ ومن كلام الناس كأنهُ دبيب النمل..

دافع الناس بكلِ خوف ولهفة وإذا بهِ يرى تلك العجوز وهي ممددة على الأرض مغطاة بالعلم الذي كان كفناً لابنها أثنى ركبتيه على الأرض واضعاً يديه على رأسه صارخاً أمااااه..

سالت دموع حارة على وجنتيه بدأ يقترب قليلاً من العجوز حتى كشفَ يديها ليرى الدليل هل وشمت على معصمها اسمه فوجده وعاودَ النحيب..

أُماه موتكِ بذمتي أنا صديق مُحسن قد أوصاني بكِ قبل رحيله وأوصيته أنا بأمي كان على أي واحد منا يذهب أولاً عليه بالاعتناء بأم صديقه.. بحثت عنكِ كثيراً أراني صورتكِ وعند رؤيتي لكِ يوم أمس اتضح أنكِ أنتِ هي لكنني امتنعتُ من أخباركِ لآتي إليكِ محملاً برسائل ووصايا قد تركها لكِ..

قاطعهُ الاختناق وأجهش بالبكاء، وعاودَ النحيب صارخاً أنت أمانتي ولم أصنها، ظلت كلماتها تأنُ برأسه..

نعم تجدني إن لم ينادني ابني لأكون بِجنبه..

الانسان
العراق
الفقر
الشهيد
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    كيف تسهم الأسرة في صناعة الشخصية القيادية عند الطفل؟

    النشر : الخميس 22 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إقبالٌ داكن!

    النشر : الأثنين 13 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصديق الصدوق.. ثاني النفس وثالث العينين

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قصص لأمهات شرقيات فهمن الطفل وحقه

    النشر : السبت 01 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    لماذا يريد الله من الانسان أن يكون شخصا مؤمنا؟

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المرأة العراقية بين الانتخاب والاعتكاف

    النشر : الأحد 04 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1006 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة