• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المثوى الأخير

زهراء خضر / الأثنين 30 آب 2021 / منوعات / 2584
شارك الموضوع :

لطالما آمنت بأن ما قبل الموت هو أصعب من الموت بكثير، وأثبت الحسين ذلك لي كما أثبت الكثير لغيري

لم يقتل الحسين بسيوفهم فحسب إنما قتله رؤيته لسقوط من يحب واحدا تلو الآخر، لقد رأى موت كل من أحب، موت علي الأكبر، علي الفتيّ، وُصِف علي بأنه روح الحسين، لم يلحق الحسين ابنه قبل موته، وصل إليه وقد فارقت روحه جسده، لم يستطع وداعه، قيل أنه تمدد بجانبه، تمدد قرب جسد ابنه، قال له "بني عليّ، على الدنيا بعدك العفا" ثم ضمه واحتضنه بيديه، قرّبه بشدة لصدره الشريف، ربما أراد لرائحة ابنه أن ترافقه، نحتفظ بشيء ممن نحب عند فقدانهم، ألا يحق للأب أن يحتفظ برائحة ابنه أو قد يكون شعر بأنه بذلك سيضمه إلى روحه، أنه سيطمأن روح صغيرهِ الشابة.

عند مجيء أطفالنا لهذا العالم نقطع وعداً بأننا لن نسمح لشيء أن يؤذيهم أبدا بوجودنا، تخيل الحسين كأب وهو يفقد ابنه بين يديه هكذا مليئا بالدماء، أو موت الرضيع بين كفيه، رضيعاً صغيراً شاهد دمائه تسيل على يديه، كأن روحه أرادت أن تؤخذ بين يدي أبيه مرفوعة للسماء، يدا أبيه هي السماء.

أو مشاهدته سقوط أصدقائه واحدا تلو الآخر، بكاء أهاليهم وصغارهم عليهم، هذا كله أخذ من قلب الحسين الكثير، قد يكون أخذ مالم تستطع أن تأخذه الرماح والنبال، أذكر اني قرأت مرة أن الحسين قال لإبن أخيه القاسم: "يعز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو أن يجيبك فلا يعينك". تخيل حزن الحسين وهو يفقد بقية أخيه، وهو يفقد ما قد شعر بأنه أمانته، كسرته وهو يفقد القاسم، عريس الشيعة القاسم.

 ولنذهب لمشهد أخير عاشه كخاتمة لجراحه، مقتل أخيه، سنده العباس، على عكس الحسين لم يستطع العباس ضم الحسين إلى صدره، لم يملك ذراعين لفعل ذلك، لم يستطع ان يطفئ نار قلبه بوداع اخيه، بضمه لآخر مرة قبل الذهاب، فعل الحسين ذلك، اراهن أن الحسين قد بكى هنا بحرقة مع علمه أن اللقاء قريب، إلا إنه العباس، شعر هنا أنه وحيدا، قد فقد الجميع..

ها قد حان وقت رحيله هو أيضا، نظر في عينيّ أخيه للمرة الأخيرة، لم يستطع العباس أن يواجه نظرات أخيه، كأنه كان خجلا من موته، من تركه لأخيه، أعتقد أن زينب قد شعرت بغصتهما وإن لم تكن قربهما، شعرت بخجل العباس وبإنكسار الحسين، شعرت بقرب فقدانها الأخير هي أيضا.

لطالما آمنت بأن ما قبل الموت هو أصعب من الموت بكثير، وأثبت الحسين ذلك لي كما أثبت الكثير لغيري. رحم الله الإمام علياً وسيدتنا فاطمة إنهما لم يشاهدها حسينهما يخوض كل هذا وحيدا.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    علي يا أجمل قصيدة حب..

    النشر : الأربعاء 12 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    بعض النصائح حول نوم هانئ وعميق

    النشر : السبت 28 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الشاعرة فاطمة الزبيدي: الأحلام على مستوى الكتابة لا تتوقف ولن تنتهي

    النشر : السبت 18 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    النشر : الخميس 26 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الدعاء.. فروض وفوائد

    النشر : الأربعاء 12 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    قراءة في كتاب: علي في بيتنا

    النشر : الأثنين 29 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 15 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 15 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 15 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة