• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الوقت يداهم السلحفاة على الطريق السريع

ليلى قيس / الأحد 03 ايلول 2023 / منوعات / 1678
شارك الموضوع :

وحين نفهم تلك الأبعاد النفسية والفسيولوجية ونكتشف ارتباطاتها بالإساءة، ينحل هذا الاشتباك

 "بوجود تلك الجحيم المشتعلة في قلبك وعقلك، كيف يمكنك أن تحيا؟"
يعيش الكثير منا في دوامة من الصدمات والإساءات، وخصوصا أثناء التنشئة الأولى فيكون شعورنا الدائم بأن الدنيا تعاملنا بشكل يفوق قدرتنا على التدارك والمواكبة. أتدري تلك الأحلام التي تراودنا عن لجنة الامتحان التي انتهى وقتها قبل أن نتمكن من إنهاء المطلوب وشعورنا في اليقظة بأن الوقت أضيق من قدر تفاعل الإنجاز، وأن هناك موعدًا حرجًا، لن نتمكن من الإيفاء بالمطلوب خلاله. شعور مقيت بأن تكات الساعة تلاحقنا وكأن قنبلة ما على وشك الانفجار.
يوما ما شاهدت إحدى الرسوم التي يتم استخدامها في جلسات العلاج بالفن، تُسمى (بطاقات المجاز)؛ حيث يحمل الكارت مشهدًا ما يُسقط صاحبه عليه ما يراه فيه.
أتذكر بطاقة منهم قد ارتسمت فيها صورة سلحفاء تقف على حافة الطريق السريع تتأمله وكأنها تقرّر المرور نحو الجهة المقابلة، ورغم أن الطريق فارغ ولكنها تتفاعل، يمكنني أن أستحضر الحالة للغاية، لقد تلبستها كثيرًا، السلحفاة تمثل شعوري الدائم بأني أبطأ مما ينبغي، وأني أحمل ذلك الثقل العظيم فوق ظهري يُضيق خطواتي، وأنه ينبغي علي المرور نحو الجهة الأخرى ولكن الطريق سريع.
والسيارات وإن لم تكن بادية في الأفق ولكن من الممكن أن تظهر إحدى السيارات المسرعة فجأة، فهل تسعفني سرعتي البطيئة تلك في التجاوز؟ وكأن هناك نوعا من الملاحقة بين سرعتي في العبور أو التعافي أو النمو، وبين تهديد ما سينزل بي! نشعر دوما بشعور تلك السلحفاة التي هي بصدد عبور الطريق السريع.
تمر بنا تلك اللحظات من اللهاث وشعورنا بأننا نسابق الزمن دون أن ندري لماذا نلهث؟ وما الذي نسابقه حقا؟ ومن أي شيء نهرب؟ ونحو أي شيء نتجه؟! ويحدث هذا الأمر كثيرًا حين نقرّر التغيير، ونبدأ في اتخاذ خطوات نحو التعافي والتخلّي عن أنماطنا السابقة ووسائل دفاعاتنا القديمة، ولكننا نشعر وكأننا ملاحقون بعقوبة ما ستنزل أسرع من قدرتنا على المواكبة والتغيير والتعويض كيف ينشأ الأمر؟!
ببساطة الصدمة تعني حدث يتخطى قدرتنا على المواكبة والصمود حدث يهدد كياننا ووجودنا، والإساءات التي تعرضنا لها قد استحثت استجابتنا الفسيولوجية عند الشعور بالخطر فحين الخطر تستجيب أجسامنا عبر ما يسمى الجهاز العصبي السمباثوي مفرزة الأدرينالين الذي يمنح الجسد إشارة لطريق من اثنين: إما الهرب أو القتال والصراع من أجل البقاء. (Fight or Flight). لذا فطول تعرُّضنا للصدمات المبكرة والإساءات الأولى، قد درّب أجسادنا على دوام التأهب والشعور بالخطر القريب، أو ترقب وقوع هذا الخطر، وبالتالي دوام نشاط هذه الاستجابة الانفعالية والفسيولوجية وكأننا متأهبين للعدو الجري، أو المعركة على الدوام.
ثم كبرنا ونحن نحمل تلك الاستجابات غير المفهومة بالنسبة لنا، حتى وإن انتهت الصدمة وارتفعت الإساءة، ولكن يبقى الجسد مدربًا على تلك الاستجابة. لذا نمنح الأمر بُعدًا عقليا تخيليا، فنظن أنه طالما جسدنا يحمل هذا التأهب وتلك الدفاعات الدائمة الأدرينالين؛ من إذن فلابد أن هناك خطرًا قريبًا يحدق بنا أو أن هناك ميقات لانتهاء امتحان ما لا نعرف منهجه وطبيعة أسئلته ولا نجهز له جوابًا! ولما ارتبطت الإساءة بالذنب، وكانت الإساءة تمثل نوعا من العقوبة، لذا فقد ارتبط الخطأ بتوقع عقوبة ما ستدهمنا قبل أن نتمكن من تصحيح هذا الخطأ، ونبقى نشعر أن الأوان قد فات ولن يمكننا التدارك.
وحين نفهم تلك الأبعاد النفسية والفسيولوجية ونكتشف ارتباطاتها بالإساءة، ينحل هذا الاشتباك ونفهم أن شعورنا لا يعني أنه الواقع، وخوفنا ليس دليلا في ذاته على عقوبة قادمة أو مصيبة مداهمة، وأن شعورنا بالتأهب ومصارعة الوقت ليس دلالة على تأخرنا، إنما هي ذكريات هذا الجسد الذي تعرض للإساءة، وحين نفهمه ونُقدّره، وينحل الاشتباك داخلنا سيبدأ جسدنا في التعافي وستشرع نفوسنا في الالتئام..

 
المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب "أبي الذي أكره" للمؤلف "عماد رشاد عثمان"
التفكير
الشخصية
السلوك
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    التهاب الأسناخ المليف خفي المنشأ

    النشر : الثلاثاء 15 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    جسدي حديقة لا مقبرة.. لا أحبُ اللحوم ما العمل؟

    النشر : الأثنين 10 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل السفسطائية والتفاهة وجهان لعملة واحدة؟

    النشر : الأربعاء 09 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آياتٌ في سُبِلِ نَيلِ الطَلِباتِ

    النشر : الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ضع دواء السعال جانبا وإليك ما قد يساعدك في علاج نزلات البرد

    النشر : الأحد 29 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصوم والرياضة.. هذا ما ينصح به المختصون

    النشر : الخميس 13 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 467 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 998 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 11 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 11 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 11 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة