• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء

أفياء الحسيني / منذ 3 ساعة / ثقافة / 9
شارك الموضوع :

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة

في الأزقة العتيقة لمدينة كربلاء، حيث تفوح رائحة التربة الطاهرة وتمتزج الأرواح بنداء الحسين، تُولد الحِرَفُ من رحم الحاجة وتكبر في كنف البركة. ومن بين هذه الحرف، تتلألأ مهنة “الحَجّار” كأثر قديم ما زال ينبض بالحياة، يُلامس فيه الإنسان جوهر الحجر، لا كجماد، بل ككائن له روح، له أسرار، وله بركات.

الحَجّارة ليست مهنة عادية، بل هي فنٌ يتداخل فيه الإيمان بالمهارة، والتاريخ بالحس الروحي، وهي من أقدم المهن التي عرفها المسلمون، وأوصى بها نبيّ الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) في أكثر من موضع. فالخاتم الذي يُلبَس ليس زينة فقط، بل هو حارس صغير لمعاني كبرى، وهوية خفية تتجلّى في حجر كريم من عقيق أو فيروز أو ياقوت.

في كربلاء، لم تكن محلات بيع الأحجار الكريمة كثيرة كما نراها اليوم. كان السوق الحقيقي لهذه الحِرفة يقام في المقاهي، حيث يجتمع “الحَجّارة” الكبار، يحملون معهم ألوانًا من العقيق والفيروز والتوباز، ويعرضونها بصدق لا يموّه، وبكلمة تسبق الحلف، لأنهم يدركون أن المهنة التي ترتبط بنفوس الناس، يجب أن تقوم على المصداقية والنية الحسنة.

أسماء لامعة حفرت أثرها في ذاكرة الكربلائيين مثل الحاج موسى جعفر المعمار، والسيد مهدي مصباح (رحمه الله)، والمرحوم سيد أمين المؤذن، وهادي عابدين. كانوا لا ينظرون للحجر كسلعة، بل كأمانة. وكانوا يختلفون في الحكم عليه، فلكل منهم “بصيرة” خاصة، ولكل منهم “عين” لا تخطئ معدنه، لأن هذه المهنة لا تخضع فقط لمعايير السوق، بل لحدسٍ يتعلّم من الروح، ويستأنس بالتجربة الطويلة.

واليوم، تنتشر محال الأحجار في كربلاء من شارع الجمهورية إلى باب السدرة، تعجّ بالألوان والتصاميم، لكن أعداد المتخصصين الحقيقيين قلّت، واندسّ بين الصادقين من لا يعرف الفرق بين الزجاج والعقيق. وأصبحت التجارة تغلب على النية، والربح يسبق الثواب.

من أندر الأحجار التي كانت تُميّز كربلاء هو العقيق اليماني، الذي يُقال إنه وُلد في أول جبل أسلم لله في اليمن، وهو حجر مبارك أوصى به الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأكدت الروايات الشريفة فضله. له ألوان شتّى، لكن جوهره واحد: روحانية عميقة تلامس القلب.

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة، بل “أثر”، يحمل أثر الأنبياء والأولياء، ويسكن في قلب من يعرف أسراره.

كربلاء، مدينة لا تزال تتكلّم بالعقيق، ويُحتفى فيها بالحَجّار، ذاك الذي يقرأ الحجر كما يُقرأ كتاب، ويمنحه شهادة أصالة لا تُكتَب بالحبر، بل بالتقوى والخبرة.

كربلاء
الأحجار الكريمة
الايمان
الدين
الاسلام
الروح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    مرحبًا بك في العالم الذي لا يُجدي فيه الذكاء وحده

    الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    موضة الانشغال والمؤثرات اللا نهائية

    آخر القراءات

    غادر جمهورية الخوف

    النشر : الثلاثاء 25 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    كيف يعمل واقي الشمس على حماية بشرتك؟ وهل الواقي الشمسي الفيزيائي أفضل؟

    النشر : الخميس 07 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    السيدة الزهراء وغاية احتجاجها في الخطبة الفدكية

    النشر : السبت 12 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    نجاة بلقاسم: من راعية غنم إلى وزيرة

    النشر : الأربعاء 30 آذار 2016
    اخر قراءة : منذ 48 ثانية

    كيف نواجه الطائفية؟

    النشر : الأثنين 12 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    سيكولوجية القلق الاجتماعي والأفكار السلبية

    النشر : السبت 10 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 905 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 801 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 563 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 393 مشاهدات

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    • 386 مشاهدات

    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن

    • 359 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1194 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1122 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1090 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1008 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 989 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 905 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء
    • منذ 3 ساعة
    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟
    • منذ 3 ساعة
    مرحبًا بك في العالم الذي لا يُجدي فيه الذكاء وحده
    • منذ 3 ساعة
    الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة