• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مازال هناك وقت..

زهراء جبار الكناني / الخميس 24 آب 2017 / ثقافة / 3797
شارك الموضوع :

هزته الصدمة بعنف فأفاق من غفوته، وبدا له كل شيء وكأنه يراه لأول مرة في حياته، انها الحياة التي نعيشها وننعم بها ولكننا لا نشعر بحلاوتها إلا

هزته الصدمة بعنف فأفاق من غفوته، وبدا له كل شيء وكأنه يراه لأول مرة في حياته، انها الحياة  التي نعيشها وننعم بها ولكننا لا نشعر بحلاوتها إلا عندما نرى خطرا يهددها.

لم يعد يرى غير الطريق الممتد أمامه وقد بدى له بلا نهاية، ولم يعد يسمع سوى محرك سيارته وإطاراتها تنهب الأرض نهباً، لقد أحس ان الحياة  بكل ما فيها من صخب وضجيج قد توقفت تماما من حوله، كان يبكي كالأطفال وقد حار ماذا يفعل بدموعه التي كانت تتساقط من عينيه، إن منديله في جيبه ولم يكن الأمر يتطلب منه إلا ان يمد إحدى يديه ليخرج المنديل ويمسح به دموعه، ولكنه نسى جيبه، ونسى المنديل، ونسى نفسه ولم يعد يذكر شيئا، لم يعد هناك أي شيء يملأ رأسه وفكره وقلبه غيرها!.

كل ما يعرفه الان ان زوجته وأم أطفاله الثلاثة تحتضر في مستشفى المدينة، وصل إلى المستشفى أخيرا واندفع مسرعا إلى مكتب كبير الأطباء وامسك بذراعيه يهزهما بعنف، (زوجتي  دكتور ماذا حدث هل اصابتها خطيرة؟ هل تعيش أتوسل إليك أن تصارحني).

أجلسه الطبيب على الأريكة وراح يخفف عنه، (انها الان بين أيدي الأطباء في غرفة الجراحة، إن إصابة زوجتك خطيرة، لقد أصيبت بارتجاج في المخ  وهي الان في غيبوبة، ونحن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذها، لقد كانت الصدمة عنيفة تجلد بالصبر وأدعو لها) .

وجلس الزوج  وعرف طريق منديله في هذه المرة، فأخرجه من جيبه وراح يجفف به دموعه ويبتهل  ويدعو لها بالشفاء.

لكنه لم يكن جالسا وحده هذه المرة، كانت صورة زوجته وأطفاله الثلاثة وحياته معهم، ماذا فعل بنفسه، كيف وصل إلى هنا، كيف أهمل حياته وأسرته لينصاع خلف رغباته الجامحة من متع الحياة الزائلة من سهر وعربدة مع رفاق السوء الذين أضلوه طريق الصواب، كيف ترك زوجته المتعبة الحامل بطفله الرابع أن تذهب لمعاينة الطبيبة وحدها وحينما قطعت الشارع بالعبور، تعرضت للحادث اللعين الذي افقده ابنه وربما حياتها. 

كانت تتقافز إلى ذهنه أفكار بشعة بخصوص زوجته، وهو يرى في عيون ذويها الملامة والعتاب، أحس بغصة في صدره تعلو وتهبط، ويتساءل في نفسه: ما الحكمة بأن يعيش هو ويموت طفله الذي لم يبصر النور بعد ويصيب زوجته ما أصابها، أنا من يستحق ما حصل لهما، فقد كانت تغدق علي بحنانها ومراعاتها لي بينما أنا غارق في المعاصي لأخمص قدمي حتى تثاقلت ذنوبي على كاهلي.

بقي جالسا ينتظر، وكم هي قاسية ساعات الانتظار وأنت تنتظر المجهول، ثم عاد يردد في نفسه "ارحمها يا الله فهي بين يدي رحمتك، وأنت ارحم الراحمين" وعاد يدندن، يا الله.. يا الله..

الله.. كم أنا بعيد عنك.. كم أخذتني الدنيا بملذاتها حتى تماديت، فهرع يعدو في ذلك البهو الطويل ليصل إلى باب المشفى، وراح يفتش عن الله، أين يمكن أن يجده، انه يعلم بأنه معه، وفي كل مكان، يسمعه ويراه، لكنه يحتاج إلى خلوة في محراب ليجهش بالبكاء ندما وأسفا على أفعاله الرعناء، لعله يغفر له، وينقذ زوجته من رمق الموت، دخل المسجد الذي لم تخطه قدماه يوما، كم كان عبقه يريح القلب، بكى لساعات طوال حتى سكن قلبه المجمور من روعه، وسأل الله: هل ما زال هناك وقت ليغفر له ويضمه إلى كنف رحمته؟

رن هاتفه الجوال ليخبروه ان الخطر قد زال، نهض من مكانه وقدّ على صوته: مازال هناك وقت.. مازال هناك وقت لتغفر عني، ولأكفر عن سيآتي.. غفرانك يا الله إن رحمتك وسعت كل شيء.

إن مراجعة الشخص أفعاله مع شعوره بالأسف والندم على أخطاء ماضية ارتكبها بإرادته، يقربه إلى صاحب العزة، فالكثير منا يخطأ وتختلف أخطائنا وذنوبنا، لكن الله قد اقسم في كتابه الكريم في النفس اللوامة، قال جل وعلاه (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) وخير التوابين الخطاءين، الذين يتوبون بعد أخطاء قد يدركوها في وقت يختاره الله لهم، لوجود جانب مشرق في داخلهم ونقاء سريرتهم، لأجل أن يلتحقوا برحمة الله ونور الهداية.

 ومهما كانت أخطائنا ضئيلة فـلنزكي أنفسنا ولنتعلم أن لا نكررها، فمن جهلنا نخطأ ومن خطأنا نتعلم.

الانسان
الحياة
الايمان
الموت
السلوك
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    آخر القراءات

    وسائل لتحسين النوم

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    النشر : الخميس 31 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماهو ديسك الظهر وكيف تعالجه؟

    النشر : السبت 11 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    لأجل حمايتها من التصحر.. التربة تستنجد بالإنسان

    النشر : الأربعاء 08 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    رحيقُ التسليم

    النشر : الخميس 21 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    دور المربي في تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

    النشر : الأحد 25 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 4 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 4 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 4 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة