• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اوله نطفة واخره جيفة

مروة عباس / الأحد 11 آذار 2018 / ثقافة / 5609
شارك الموضوع :

يوماً بعد يوم، تدهورت صحته ونحل جسمه وضعف بدنه، صار يسحب قدميه في الطريق بصعوبة، نسي عادة الاستحمام اليومي، لم يدخل البيت الا لقضاء حاجته، ا

يوماً بعد يوم، تدهورت صحته ونحل جسمه وضعف بدنه، صار يسحب قدميه في الطريق بصعوبة، نسي عادة الاستحمام اليومي، لم يدخل البيت الا لقضاء حاجته، او لإعداد طعامه، عاش اخي في هذه المدة شبه مشرد، يرفض المبيت داخل البيت، لم يعد يأكل الطعام الذي نضعه امامه.

ماذا اصاب أخي؟ لماذا هو حزين هكذا؟

قبل سنوات، أتذكر أخي جيداً، كان عندما نبحث معه او نناقشه يغضب اذا لم نقبل برأيه ونرفض فكرته.

وكان دائماً يحب ان يكون هو في صدر المجلس ولا يقبل ان يمشي احد امامه وإن كان كبيراً في السن، واذا تقدمنا عليه نراه يضطرب في مشيته حتى يتقدم على الذي امامه ويصبح في الصدارة.

وايضاً عندما يحدث نزاع بينه وبين عائلتنا كان لا يبادر الى الصلح ودائماً ينتظر ان يعتذروا اليه.

ومن صفاته كان لايجالس من هو ادنى منه في المستوى المعيشي واقل منه ثقافة واضعف منه قوة ولا يستجيب لدعواتهم بل يجلس مع اصدقائه من الطبقة الثرية.

كانت قراراته صارمة ولا مجال فيها للنقاش، ويستحقر من يعمل تحت يديه من خدم وعمال.

فقررت ان اجلس معه ونحاول حل المشكلة التي يواجهها، فبدأت الكلام بتذكيره بالماضي وان لا ينسى الانسان اساسه بأنه من نطفة نجسة، قال امير المؤمنين عليه السلام "عجبت لابن ادم اوله نطفة واخره جيفة ثم قائم بينهما وعاء للغائط ثم يتكبر".

وإن كل ما نملك من قوة وجمال ومال سيتلاشى ويذهب، ينقل ان نبي الله يوسف ذات مرة رأى نفسه بالمرآة فقال لو كنت غلاما كم اسوى يعبر عنه القرآن فقد شروه بثمن بخس.

فالاسلام نهى عن التكبر والتصاغر كما ان علماء النفس يرون المتكبر هو الحقير في نفسه الصغير الذليل فتتحول هذه الصفات الى التعجرف.

قال الامام الصادق عليه السلام: "ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه".

قضاء حوائج الناس وتناول الطعام على الارض مع الخدم كلها سبل تعلم الانسان التواضع.

ومن اهم نقاط التواضع هو التواضع لله، بأن نقبل احكامه من غير جدال، والتواضع لكلام الزهراء عليها السلام حيث قالت "والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر" التكبر عدو العبودية، تقول سيدتنا الزهراء إن السر وراء تشريع الصلاة للعباد هو إنقاذ الناس من براثن التكبر، والنقطة هنا طريق التقرّب إلى الله أساساً بل السبيل الوحيد لبلوغ السعادة الأبديّة يكمن في العبودية، المتكبّر لسان حاله يقول: إنّني عظيم جدّاً ولن اُطأطئ رأسي لأيّ أحد مهما كان! فإذا تحوّلت هذه الصفة في النفس إلى ملَكة فسوف لن يكون المرء على استعداد لأن ينحني حتّى أمام الباري عزجل.

التكبر كان العامل الرئيسي الذي تسبب بطرد ابليس، وهذا هو عين المرض الذي كان يشكو منه إبليس والذي تسبّب في لعنه وطرده من رحمة الباري عزّ وجلّ بعد ستّة آلاف سنة من العبادة.

فقد كان غارقاً في العبادة إلى درجة أنّه لم يكن يختلف عن باقي الملائكة في شيء، ولهذا فقد شمله الأمر الموجّه إلى الملائكة بالسجود أيضاً، لكنّه رفض السجود قائلاً: أنا خير منه.

آه يا أختي لقد تجرأت على عالم جليل أهنته فرد علي بإحسان، تماديت أكثر فأعرض عني بابتسامة ودعا لي بالهداية ومنذ تلك اللحظة وأنا لست أنا، حطمني دون أن ينطق بكلمة، غلبني بتواضعه وجعلني أعيش بعذاب وتأنيب الضمير، من أنا؟ لا شيء لن أتطاول على أحد ما حييت.

الانسان
الاخلاق
مفاهيم
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    لماذا غابت بهجة العيد؟

    النشر : الخميس 15 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    اليوم العالمي للأرامل: نساء خفيات.. ومشكلات خفية

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    في أدراج الذاكرة.. لاشيء يموت!

    النشر : الخميس 07 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    رجوع المطلقين الى حياتهم.. بداية النهاية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    ما هي الملكية الفكرية؟

    النشر : السبت 27 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    "تاكسي وردي" من اجل توفير المزيد من الراحة والخصوصية للنساء في الاردن

    النشر : الأربعاء 04 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 432 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 3 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 3 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 3 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة