• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اوله نطفة واخره جيفة

مروة عباس / الأحد 11 آذار 2018 / ثقافة / 5486
شارك الموضوع :

يوماً بعد يوم، تدهورت صحته ونحل جسمه وضعف بدنه، صار يسحب قدميه في الطريق بصعوبة، نسي عادة الاستحمام اليومي، لم يدخل البيت الا لقضاء حاجته، ا

يوماً بعد يوم، تدهورت صحته ونحل جسمه وضعف بدنه، صار يسحب قدميه في الطريق بصعوبة، نسي عادة الاستحمام اليومي، لم يدخل البيت الا لقضاء حاجته، او لإعداد طعامه، عاش اخي في هذه المدة شبه مشرد، يرفض المبيت داخل البيت، لم يعد يأكل الطعام الذي نضعه امامه.

ماذا اصاب أخي؟ لماذا هو حزين هكذا؟

قبل سنوات، أتذكر أخي جيداً، كان عندما نبحث معه او نناقشه يغضب اذا لم نقبل برأيه ونرفض فكرته.

وكان دائماً يحب ان يكون هو في صدر المجلس ولا يقبل ان يمشي احد امامه وإن كان كبيراً في السن، واذا تقدمنا عليه نراه يضطرب في مشيته حتى يتقدم على الذي امامه ويصبح في الصدارة.

وايضاً عندما يحدث نزاع بينه وبين عائلتنا كان لا يبادر الى الصلح ودائماً ينتظر ان يعتذروا اليه.

ومن صفاته كان لايجالس من هو ادنى منه في المستوى المعيشي واقل منه ثقافة واضعف منه قوة ولا يستجيب لدعواتهم بل يجلس مع اصدقائه من الطبقة الثرية.

كانت قراراته صارمة ولا مجال فيها للنقاش، ويستحقر من يعمل تحت يديه من خدم وعمال.

فقررت ان اجلس معه ونحاول حل المشكلة التي يواجهها، فبدأت الكلام بتذكيره بالماضي وان لا ينسى الانسان اساسه بأنه من نطفة نجسة، قال امير المؤمنين عليه السلام "عجبت لابن ادم اوله نطفة واخره جيفة ثم قائم بينهما وعاء للغائط ثم يتكبر".

وإن كل ما نملك من قوة وجمال ومال سيتلاشى ويذهب، ينقل ان نبي الله يوسف ذات مرة رأى نفسه بالمرآة فقال لو كنت غلاما كم اسوى يعبر عنه القرآن فقد شروه بثمن بخس.

فالاسلام نهى عن التكبر والتصاغر كما ان علماء النفس يرون المتكبر هو الحقير في نفسه الصغير الذليل فتتحول هذه الصفات الى التعجرف.

قال الامام الصادق عليه السلام: "ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه".

قضاء حوائج الناس وتناول الطعام على الارض مع الخدم كلها سبل تعلم الانسان التواضع.

ومن اهم نقاط التواضع هو التواضع لله، بأن نقبل احكامه من غير جدال، والتواضع لكلام الزهراء عليها السلام حيث قالت "والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر" التكبر عدو العبودية، تقول سيدتنا الزهراء إن السر وراء تشريع الصلاة للعباد هو إنقاذ الناس من براثن التكبر، والنقطة هنا طريق التقرّب إلى الله أساساً بل السبيل الوحيد لبلوغ السعادة الأبديّة يكمن في العبودية، المتكبّر لسان حاله يقول: إنّني عظيم جدّاً ولن اُطأطئ رأسي لأيّ أحد مهما كان! فإذا تحوّلت هذه الصفة في النفس إلى ملَكة فسوف لن يكون المرء على استعداد لأن ينحني حتّى أمام الباري عزجل.

التكبر كان العامل الرئيسي الذي تسبب بطرد ابليس، وهذا هو عين المرض الذي كان يشكو منه إبليس والذي تسبّب في لعنه وطرده من رحمة الباري عزّ وجلّ بعد ستّة آلاف سنة من العبادة.

فقد كان غارقاً في العبادة إلى درجة أنّه لم يكن يختلف عن باقي الملائكة في شيء، ولهذا فقد شمله الأمر الموجّه إلى الملائكة بالسجود أيضاً، لكنّه رفض السجود قائلاً: أنا خير منه.

آه يا أختي لقد تجرأت على عالم جليل أهنته فرد علي بإحسان، تماديت أكثر فأعرض عني بابتسامة ودعا لي بالهداية ومنذ تلك اللحظة وأنا لست أنا، حطمني دون أن ينطق بكلمة، غلبني بتواضعه وجعلني أعيش بعذاب وتأنيب الضمير، من أنا؟ لا شيء لن أتطاول على أحد ما حييت.

الانسان
الاخلاق
مفاهيم
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الرسائل الفكرية في القضية الحسينية

    النشر : الأثنين 09 آب 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لحظات وداع بين نورين

    النشر : الأثنين 26 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فن الاصغاء والمحاورة: من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع

    النشر : الثلاثاء 30 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عام الحزن على شيعة أمير المؤمنين

    النشر : الخميس 14 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    بخنجر الجهل قتلت ابني!

    النشر : الأربعاء 06 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الكذب.. بين الصفات المكتسبة والاعراض المرضية

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 654 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 643 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 527 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 23 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 23 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 23 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة