• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زهور وأشواك في وطني

هدى المفرجي / السبت 12 آيار 2018 / ثقافة / 4901
شارك الموضوع :

طرق الباب وارتفع صوت الرصاص, كسر الباب، هو لم يطرق لكننا اعتدنا على ان نلفظ هذه الكلمة، تناسيت اننا في جوف الغرابة, سحبوا ابي وصرخ الطفل في حج

طرق الباب وارتفع صوت الرصاص, كسر الباب، هو لم يطرق لكننا اعتدنا على ان نلفظ هذه الكلمة، تناسيت اننا في جوف الغرابة, سحبوا ابي وصرخ الطفل في حجر امي واجتمعت شهقاتها المتتالية في اذني, لا أعلم ماجرى بعدها لكنني اسيرة، تحول كل شيء الى عدم انا والجسد والدم، كلنا اصبحنا بلا معنى فكلما زاد الشيء قل بريقه والدم اضحى بحور دم وفقد هيبته فلم نعد نفزع حين نراه, كنت اعتقد أن الشعورَ الذي انطفأ في المرةِ الأولى لا يحيا بذاتِ اللهفة ولاالعزيمة ولا ذات الكمال، مبتورٌ إلى حد ما الى حد التشويه، إلى حد أن نشعرَ بفقده وندرك أننا لن نعيشه ثانية واستحالة عيشه الى شيء اشبه بالمعجزة الى حد انني بت ابتسم حين احلم بشيء وانطق يال سخافتي ماهذه الاحلام هي استحالة..

مرت شهور تلتها ايام طوال وطرقت الابواب مرة اخرى وارتفعت صرخات تنادي: المدينة تحررت.. كنت اقرأ هذه الكلمات بكتبي لكنني بت ابصرها اليوم لأن كتبي ضاعت بأعماق لسان القبح الذي كان يخطب جورا ويهتك حلما ويقتل طفلا ويدعي سلاما..

ابصرت ذاتي والشارع، بتنا متشابهان كثيرا بل بت كذات الوحل المتعب من عجلات السيارات المارة دون الانتباه له وهو تتقطع احشائه, الحديقة التي على يميني ذبلت ومعها زهرة عمري قطعت, نصف غادر ونصف بقى والاغلبية قتلت, والدي، امي كل من لي اصبح عدما، مضوا جميعهم تاركين لي ذنبا اتشح بالخرس, عدت اكابر، عدت للباب الذي كسر، رفعت بقية الزجاج المكسر، نفضت السجادة على الارض ورميت الماء فوق كل شيء وكل المنظفات لكن مازالت رائحة كريهة لاتغادر, رائحة كالوشم التصقت بكل شيء.

رنّ المنبه، انها الساعة الثانية والنصف وبدأ كل شيء يعود امام ناظري، انها المسرحية التي اراها يوميا بعد تلك الحادثة رغم ان المدينة تحررت لكنني مازلت ارى القاتلين في كل مكان والفرق واحد انهم لايكسرون الباب لكنهم يكسرون ارواح واحلام.. والغريب اني عدت اخشى الدم رغم ظني انني لن اضعف امامه, اغلقت مذكرتي مرة اخرى ووضعتها على ذات الرف المغبر في الزاوية ونمت بعد ان بلغت الساعة الرابعة فالليل ماعاد يحتضنني وارى النهار يبعث لي بعض الاطمئنان..

قيم واخلاق، ومشاعر حب وكراهية واحقاد وحسد كل شيء يروي قصة وكل امة سجلت بصمة، احيانا حين ننظر لتاريخ الامم نجد بعضها كجنين مازال ينبض في بطن امه وبعضها نجاح وفشل، والبعض تاريخ موت علق فوق اسمها, الامم كالافراد تماما منهم من يكتسب الخلود ومنهم يمر كمرور العابرين لايكاد يذكر وكأنه نسيا منسيا!.

لذلك اصعب رؤيا هي رؤية الانتماء، كنت سابقا افتخر لكوني ابنة هذا البلد واروي للغريب عن كل زهر وعشق وآذان رفع فيه, كتبا وحبرا وشعرا وثقافة ورمز وشم شرف الانتماء اليه لكن اليوم بمجرد ان تقول اسمه تجد الاشخاص اقشعرت ابدانها والخوف بدأ يبان على الشفاه وهي ترجف ثم اتسائل..

كم من أمة تمتلك انتسابا وكم من امة ولدت فجأة في تراكيب مختلفة وغالبا ماتكون مصطنعة خالية من كل اسباب الخلود فتأتي وتضمحل وتندثر ولايمكن للتاريخ إلا ان يسجلها زائرا لاتتعدى سطرا من الكتابة ليس إلا ولكن جميعها ستكون لها مقدمة وعنوان..

فما عنوان بلادي ياترى?

بلاد الموت ام بلاد الرافدين, بغداد السلام او بغداد الدماء ام بلاد المناصب بعد ان كانت بلاد الثقافة فتجد كل من تقدم بأسم الخدمة اصبح وحشا مستيقظا ليل نهار لايود ان تنتهي الخدمة قبل ان يشبع مطامعه متناسيا ان الماء ان طفى بالجسد يميت صاحبه..

لكن مازال هناك امل، مازال هناك متسع لنغير شيء يستحق التغيير, يقول الله تعالى: "..إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ".

إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل: سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم، أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة  تؤول إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.

اذا كان الجواب هو نحن, نحن من نمجد اللئيم ونقتل الكريم. كما قال الشاعر محمود سامي البارودي..

اذ المرء لم يدفع يد الجور ان سطت

     عليه فلا يأسف ان ضاع مجده

واقتل داء رؤية العين ظالما

يسئ ويتلى بالمحافل حمده

ومن المؤكد اننا نستطيع متى ماحررنا عقولنا من عبودية الجهل ورفعنا شعار الأمل فأمتنا تستحق وتستطيع، فأمتي هي امة عراقية لاتهزمها وعكة صحية صغيرة جراء بعض الفيروسات الضعيفة التي لاتمتلك سوى لسان مسموم...

العراق
الظلم
الحزن
الارهاب
القيم
الامل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الصحة والبيئة.. فريق تطوعي ضم فعاليات ارشادية ونشاطات مختلفة

    النشر : الأحد 07 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لماذا يجب أن نحمي آباءنا من مواقع التواصل الاجتماعي؟

    النشر : السبت 26 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    مذهب اللا مبالاة ...الفتاة والضفيرة والمارّة الصامتون

    النشر : السبت 24 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.. ماهي حقوق المرأة في الاسلام؟

    النشر : السبت 04 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    سمنة الأطفال.. أسبابها ونصائح للوقاية منها

    النشر : الأثنين 26 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    في الغرقد مساجد ..

    النشر : الخميس 18 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 583 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة