• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أنا طاووس!

منى يعقوب / الأثنين 25 حزيران 2018 / ثقافة / 3512
شارك الموضوع :

خَلَق الله عز وجل ما لا يعد ولا يحصى من المخلوقات والأمور المادية والمعنوية أيضاً، ومن أعجبها (العقل)، ذلك المخلوق المعنوي الغير محسوس الذي

خَلَق الله عز وجل ما لا يعد ولا يحصى من المخلوقات والأمور المادية والمعنوية أيضاً، ومن أعجبها (العقل)، ذلك المخلوق المعنوي الغير محسوس الذي اختص به الانسان دون غيره من باقي المخلوقات وميزه به حيث له القدرة العجيبة بأن يرفع الانسان إلى مستوى الأولياء أو يهوي به إلى مستوى البهائم أو دون ذلك!.

كل الأمور تتوقف على ذلك (العقل)، حتى الجسم المادي يكون مرتهن بذلك العقل، هو الميزان الدقيق في اختيار الأمور، فعندما نجد من يسرف مثلاً في التدخين أو الحمية الغذائية أو هوس التجميل يأتي السؤال مباشرة "أين عقلك؟" فكيف ترمي نفسك في التهلكة ومخاطر الأمراض!.

اذن العقل هو من يحدد الوسطية في الأمور.

ولهذا للعقل جنود وأعداء، فأعداءه ليسوا ضعفاء كما نعتقد بل يتميزون بالمكر والخداع والقوة إلاّ مارحم ربي وأولهم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والشهوات، أما جنوده فهم مخلصين له مادام يميل لهم ويستعين بهم وهم الايمان والارادة والعلم والمعرفة.

فالعقل لايستطيع لوحده أن يدير جميع الأمور دون أعوانه وإلّا انحرف عن الجادة السليمة وهو يعتقد إنه يُحسن صنعاً!.

فالعقل يحتاج إلى معرفة وإرادة لتهذيب وترويض أعداءه الذين لا تأخذهم عجز ولا كسل ولا استسلام بل هم دائماً في انتظار الفرصة المناسبة للمناورة والفوز، ومن أشد الاسلحة فتكاً

(الغرور)!.

ذلك الوباء الخطير الذي يدمر كيان العقل ويزلزل عروشه، لأنه ماكر من الدرجة الأولى ولا يمكن السيطرة عليه إذا ما اشتد عوده، ومن أهم موارد تغذيته هو (المدح).

قد يستغرب البعض ما العلاقة بين المدح والغرور والعقل؟

إن الله عز وجل ذم تلك العلاقة لما لها الأثر السلبي على كيان الانسان حيث قال عزوجل [فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ]١، والمقصود بالتزكية هو مدح الانسان نفسه والثناء عليها والتمنن بصالح الأعمال!.

فمن صفات المتقين ودلائل الإخلاص وعلامات المخلصين اتهامهم لأنفسهم بالتقصير في حق الله، وعدم القيام بالعبودية التامة لله عزوجل، بل مقتهم لأنفسهم ولاينسبون لهم أي فضل بأي عمل لأن كل الخير والمن والفضل من المتفضل المنعم جل جلاله.

وكذلك أهل البيت صلوات الله عليهم روي عنهم العشرات من الأحاديث التي تذم المدح سواء مدح الإنسان لنفسه أو لغيره، لما له من الأثر السيء.

فقد روي عن أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام قال: [حب الاطراء والمدح من أوثق فرص الشيطان]٢. لأن النفس بطبيعة الحال تحب الكمال والمدح يغذي هذا النقص فيصبح دائم التعطش للثناء والمدح وهنا يستغل الشيطان تلك الثغرة ليبث سمومه ويحارب جنود العقل ليقلب الميزان لصالحه.

ولكن للأسف نرى تزيين وتزييف وتلوين ذلك العمل ليكون ذو وجه مختلف مقبول ليخدع الكثير بما يسمى بـ (المجاملة الاجتماعية)، للوصول إلى أغراض ومصالح خاصة تخدم الشخص نفسه دون غيره ولو على حساب ظلم الجميع، فنجد المتملقين والمنافقين هم في المراتب الأولى في استخدام هذا السلاح ويحيطون بالضحية يغذونه بمديحهم ليكون دائماً تحت قبضتهم أو لدفع الأذى من غضبه وسلطته.

و(الغرور) لا يختص بفئة معينة من الناس بل الكل على حد سواء في جميع المجالات والعلاقات الاجتماعية، فالجميع معرض للسقوط في شباكه، ومن أشد النوائب عندما يصاب

"رجل الدين" بهذا الداء وتكون الطامة الكبرى عندما يعتقد ذلك الشخص أنه يتربع على عرش التواضع والتكامل وأن جميع من حوله حاسدون حاقدون كارهين له ولما توصل إليه أو لمكانته أو لما يحمل من علوم!.

ومن أعراض ذلك الداء ولو حاول صاحبه إخفاءه أو الاعتقاد بأنه انسان سوي متواضع لكنه تطفو للعلن عدة أمور..

- التناقض الواضح بين أقواله وأفعاله فحديثه المقنع الساحر يناقض كلياً أفعاله الرديئة التي لا يستطيع السيطرة عليها لأنها ذاته الحقيقية ولو كان لا يعلم بذلك.

- السخرية من الغير بأي طريقة ولو من باب المزح وذمهم.

- مهاجمة وتجريح الآخرين وتبرير ذلك بأنها صراحة أو لتقديم نصيحة.

- المراء (وهو يختلف عن الجدال، فهو الطعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير واظهار النفس).

- مدح الشخص لنفسه ولأعماله وعلاقاته عن طريق سرد الأحداث لإيصال المعلومة للطرف الثاني بمكانته الاجتماعية بشكل غير مباشر.

- الحديث الدائم والمتكرر عن أعداءه ومحاولة تحطيمه واظهار حالة تعرضه للخيانة وغيرها من الأمور السلبية.

- الخوف الدائم من سلب مكانته بين الناس لذلك تراه حذرا في توطيد العلاقات مع أي شخص إلاّ اذا كان من المتملقين.

- لا يعتذر وكثير المراوغة ويرفض الاعتراف بالحق ولو حاصرته الأدلة لأنه يعتبر ذلك اهانة له.

وهناك العديد منها، وتجد ذلك الشخص دائماً محاطا بمجموعة من المتملقين الذين يغذون ذلك الوباء بالمدح المذموم المستمر فهو يستمد قوته منهم.

الغرور مرض وصفة رديئة وهو من مساوئ الأخلاق بل أرذلها التي أفرد لها العلماء مساحات شاسعة في كتبهم الأخلاقية تحذيراً وإرشاداً وتبصيراً  لسبل العلاج منها لو أصابت النفس لأنها تذهب بالعقل والرزانة والعدالة وتجلب العداوة والبغضاء بين الأفراد وتفتح أبوابا لباقي الرذائل ولكن "المدح" أذم منه لأنه هو العلّة الرئيسية لتعرض الآخرين لذلك المرض.

وأفضل علاج هو تحقير الذات والاعتراف بالتقصير المستمر وعدم الاستمتاع بالمدح، وكذلك عدم الغضب من الذم.

فقد وصف أمير المؤمنين (ع) صفات العباد المتقين حيث قال: [إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ]٣.

وكذلك الإكثار من الدعاء والتضرع لله من الوقوع في ذلك البلاء والمداومة على دعاء الامام السجاد عليه السلام (دعاء مكارم الأخلاق) والتمعن والتدبر بتلك الكلمات القدسية الرفيعة.

وفي الختام لنضع نصب أعيننا كلمات الامام: [اللهم لا تَبْتَلِيَنِي بِالكِبْرِ وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلاتُفْسِدْ عِبادَتِي بِالعُجْبِ وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ وَلا تَمْحَقْهُ بِالمَنِّ وَهَبْ لِي مَعالِي الاَخْلاقِ وَاعْصِمْنِي مِنَ الفَخْرِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلا حطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَها وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّا ظاهِرا إِلا أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِها]٤.

١- سورة النجم ، آية ٣٢
٢- غرر الحكم
٣- نهج البلاغة
٤- دعاء مكارم الأخلاق

الانسان
الحياة
الاخلاق
الدين
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    مدينة العميان

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    الامام المهدي... هل هو بحاجة إلى إحياء ذكرى ولادته؟!

    النشر : الأثنين 26 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    السيدة زينب.. ثورة مبدأ واستنهاض ضمير

    النشر : الأحد 28 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    خطا النصر الزينبي

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    قنديل كربلاء.. عبد الله بن بشر الخثعمي

    النشر : الأثنين 22 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الواله المجنون

    النشر : الخميس 24 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 336 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 22 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة