• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سيدتي.. جمالك وحده لا يكفي

حنين كريم / الأربعاء 12 كانون الأول 2018 / ثقافة / 1857
شارك الموضوع :

يبدو أنَّ ديدن البشرية اليوم أصبح؛ عندما تريد الأفضل فهذا يعني الأسهل والأسرع والأكثر توفراً، كل شيء فيه هذه الميزات هو حتما سيكون من الوسا

يبدو أنَّ ديدن البشرية اليوم أصبح؛ عندما تريد الأفضل فهذا يعني الأسهل والأسرع والأكثر توفراً، كل شيء فيه هذه الميزات هو حتما سيكون من الوسائل التي ينبغي أن تكون الأفضل والأكثر فعّالية لإيصالك لما تبتغي.. وهذا الإعتقاد تتبناه أغلب فتيات أو نساء اليوم متخذات من وسيلة الجمال أيقونة سحرية وسريعة المفعول للوصول للمبتغى.

حسنا، في عالم يتم فيه وضع كل شيء في علب، لا نستغرب فيه قولبة معايير المبادئ والإنسانية والفضيلة لتصبح وفقا لهذا القالب، شيء قابل للتماشي مع متطلبات الأسواق، شيء يخضع للقبول أو الرفض وفقا لهذه المتطلبات.

ومن بين كل الأشياء التي يتم التحكم بها بطريقة أو بأخرى بهدف جذب أكبر قدر ممكن من العيون الراغبة بالشراء وبالتالي الاستهلاك من بين موديلات الأغذية، الألبسة، الأثاث، العقار وغيرها أصبحتِ أنت القطعة التي يتم المزايدة على عقلها للأستفادة والترويج لكل ما سبق، لكِ وحدك عزيزتي تتنافس الآلاف من الشركات فيما بينها وتتراهن كل واحدة على جعلك أجمل، ببشرة ألطف -فاتحة وأحيانا مُسمّرة وأحيانا أخرى وردية أو شاحبة-، هناك من يبني مستقبل أبناءه على حساب جعل رموشك أطول أو أكثف، يسرني أن أخبرك بأن هناك الكثير ممن يهتمون بك وبجمالك وبإقناعك بأنه هناك معايير خاصة للمرأة تكون على أساسها مقبولة أو غير مقبولة، وجعلك مهووسة بذلك حتى وإن أظهرتِ عدم الأكتراث لأن العدوى ما أن تظهر بين شريحة النساء حتى تنتشر ليتم التضحية بما يمكن التضحية به من المصروف، فقط من أجل الوصول للمنتج الفلاني أو النتيجة الفلانية..

أنتِ جميلة ومتأنقة وملفتة ومواكبة لما جاء اليوم وما سيأتي غدا، ترغبُ بك العيون، ثقتك عالية بما أنتِ عليه، إمكانية حصولك على زوج ووظيفة والحياة كلها في الجيب الجانبي لحقيبتكِ من طراز (ديور) أو (سوزن) أو أيا يكن..

حسنا ليس في نيتي أن أفسد عليكِ متعتك، لكن إياك وتصديقهم فجمالك وحده لايكفي، ستخبريني بأن المرأة فُطرت على الإعتناء بنفسها وحب الظهور بشكل جميل وأنيق وأنه ليس كل النساء الجميلات والأنيقات لهن نفس النظرة والغرض من تأنقهن.

وأخبركِ بأنه فعلا كذلك لكن هناك من يستغل هذه النقطة بالذات ليجعلها تطغى على شخصية المرأة ومؤهلاتها الأخرى، هناك من يجعل هذه الغلالة الملونة على عيونها ويقرنها بالثقافة والعصرية والقبول في المجتمعات الراقية، في وقت أصبحت المجتمعات الراقية تراهن نساءهن الراقيات على الظهور الطبيعي الخالي من التكلف وشن حملات في أن تتقبل المرأة أو الفتاة نفسها كما هي لتفرض على المجتمع تقبلها وأن يلتفت ويقدس فيها أشياء أخرى تؤهلها للخوض في غمار الحياة ومجالاتها كونها إنسانة أكثر من كونها أنثى، فعليه أن يقدس قيمها ومؤهلاتها وقدراتها وأشياء أخرى أكثر جوهرية وأهمية من مجرد مظهر، أكثر من مجرد لعبة (مليكانه) عرض أو آلة رغبة وتكاثر.

عقلها وعلمها وذكائها، قدراتها ومؤهلاتها، لو وضعنا هذه القيم في ميزان الواقع لما تم تقديرها وتقديسها كما الجمال، والجواب ببساطة لأنكِ فعلا تقدسين الجمال والمظهر وتفرضين هذه القناعة على مجتمعك فيقابلك بالمثل..

في الوقت الذي يكون المجتمع بأمس الحاجة لجواهر وعيك وحكمتك تلك الجواهر التي إن لم تكتشفيها أولا لتنميها وتهمتمي بها، فأعدك بأن جمالك لن ينفعك عند أول تحدي تضعك فيه الحياة وتفشلين فيه، أو كما أشارَ أحد الأدباء، بأن هيبة جمالك تزول عند أول محادثة، - بإعتبار طريقتك بالمحادثة تكشف عن مكنونات جمال العقل والوعي الذي أنت عليه-.

أول رسالة تَقبُّل يبعثها الجمال الخارجي هي رسالة عينية تنتهي عند النظرة، أما جمال الجوهر والخلق والمنطق فيتعدى ذلك ليترك تقبلا في النفس وارتياحا في التعامل وتآلفاً في الروح.

إذن لو تأملتِ بين الأمرين فإن من الأولى أن تهتمي به هو بناء الهيكل الداخلي، واعطاء الأولوية لطبيعة الشخصية التي أنتِ عليها والتي على أساسها سيتحدد كونك إنسانة ناجحة وذات ثقة راسخة أمام نفسها أولا وأمام مجتمعها ثانيا.

في كل مرة تفكرين فيها الحصول على منتج يعتني بكِ ويجعلك أجمل وفي كل مرة تفكرين فيها الذهاب إلى السوق أو المرور إلى (الكوزماتيك)، في المقابل فكري  بالعروج إلى المكتبة والحصول على كتاب يمتعكِ ويثريكِ فكريا.

في كل مرة تشاهدي فيها فيديوهات العناية بالبشرة أو طرق التجميل، فكري بالمرور بالقنوات التنموية أو المعلوماتية ومشاهدة فيديواتها، أعطِ لتنمية مواهبك وتوسيع تفكيرك والاهتمام بوعيك نفس أهمية تنقية بشرتكِ أو الاعتناء بأظافركِ.

الزوج الذي لا يرى فيكِ غير المظهر لن يقيمكِ ويعاملك أبعد مما يرى، لن يعطي لرأيكِ وحضور عقلك أي قيمة، والوظيفة التي تتأهلين إليها وفق حُسن مظهرك لن تُسعِفَكِ طويلا إن لم تعتمد على قدراتك وخبراتك ومؤهلاتك.

عزيزتي حواء.. في هذه الحياة التي تنشدين التعامل معها بقوة والخوض في غمارها بنجاح وطرق أبواب حظوظها، فإن جمالك وحدهُ لا يكفي.

المرأة
الجمال
الفكر
القيم
مفاهيم
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    نظريات الضبط الاجتماعي وتأثيرها على المجاميع البشرية

    النشر : الثلاثاء 21 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    جوهرة العرب: فاطمة الكلابية

    النشر : الأحد 09 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    أم وهب.. ثورة لا تنطفئ

    النشر : الأثنين 16 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الحب في عالم متغير

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    أضف إلى بضاعتك حلاوة الأخلاق

    النشر : الأربعاء 22 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    كيف نعالج ضجر الأطفال من الحصص المدرسية؟

    النشر : الأحد 07 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 447 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1163 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 7 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 7 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 8 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة