• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السيد أبو العريّف

حنين كريم / السبت 22 كانون الأول 2018 / ثقافة / 3426
شارك الموضوع :

قصة من التراث المصري تتحدث عن قرية يعيش أهلها بساطة الفكر والتدبير وكانوا يعتمدون على شخصية تدّعي العلم والخبرة في كل شيء، فكانوا يولونه حل

قصة من التراث المصري تتحدث عن قرية يعيش أهلها بساطة الفكر والتدبير وكانوا يعتمدون على شخصية تدّعي العلم والخبرة في كل شيء، فكانوا يولونه حل أغلب أمورهم، يسمونه (أبو العريّف).

في يوم من الأيام جاءه أهل القرية طالبين مشورته في أمر بقرة لهم قصدت زير الماء الخاص بالقرية لتشرب، فعلق رأسها في فتحة الزير، إستنشدوا بأبو العريف متوسلين إليه بأن يجد لهم حلا بحيث يمكنهم إستعادة البقرة وزير الماء سالمين.

فأستجاب لهم أبو العريف مستهزئاً بأنه يحل الأكبر منها وما هذه لتستعصي عليه، فذهب مع مساعديه قاصدين البيت المطلوب - الذي توجد فيه البقرة المحشورة الرأس - ، ولما شاهد وضعية البقرة أمرهم بسيف، فقطع به رأس البقرة فعلق الرأس أسفل زير الماء، أعاد النظر في الأمر ثم طلب فأساً فهدم به الزير وأخرج الرأس وبذلك حُلّت المشكلة.  

ضج الناس بالتصفيق والمباركة وأقيمت الوليمة وطُبِخت البقرة إحتفاءً بأبي العريف، بعدها أخذ ينشج ويبكي بكاءً مريرا، فاستغرب الناس من ذلك، فأخبرهم أبو العريف:

 "أبكي عليكم ماذا كنتم ستفعلون من دوني".

شخصية أبو العريف هذه وإن بدت تقليدية وأثرية في القصة، لكنها لازالت معاصرة أكثر مما تتخيلون، ففي كل جماعة من الناس لا بد بأن يظهر أبو عريّف، فإن كان الحديث عن الطب وجدته ابن بيطار زمانه، وإن كان عن الفيزياء فهو انشتاين زمانه، وعن الرياضيات كأنه خوارزمي زمانه، وإن سُئل عن الدين فهو فقيه زمانة يهيل بالفتاوى والمحلل والمحرم والجائز والمستحب على رؤوس سائليه.

يحشر أنفه في كل المواضيع عامة أو شخصية ، يُظهر رأيا في كل مناقشة حتى وإن كانت في غير أختصاصه أو اهتمامه - فقط ليُظهر نفسه أو ليصب الاهتمام عليه حتى وإن بدا حديثه يفتقد للخبرة والتجربة والبرهان فأنه يسترسل به مستهزءا بمن لديهم الخبرة من ذوي الاختصاص فعلا، فنيوتن ومن نيوتن هو مجرد شخص سقطت على رأسه تفاحة، والعلماء من هم ليأخذوا مكان الله ويحددونه بـ أفعل ولا تفعل من يحتاج الى ذلك الكل لديه عقل وهذا كتاب الله نتبعه والسلام، وهو بالكاد يمكنه أو لا يمكنه تدبر أمر القراءة الصحيحة، يبُت في أمر تفسير كتاب كلّف الباحثون آلاف السنين لفهم وتفسير جزء منه.

لهُ في كل مقام مقال، وفي كل عُرسٌ قُرص، ومع كل شخص شخصية، وعند كل ظرف سلوك، يلائم جميع المقاسات، وينحشر في كل الاختصاصات، ليس من أمر لا عِلم له به قول - لا أعلم - كواجب أحتياطي لردة فعل من هم أكثر منه خبرة، أو بمحضرٍ من ذوي اختصاص مايزيده حضورهم إلا تعرضه للنقد والتنقيح.

هذه ليست دعوى بحصر الكلام وإبداء الرأي بجهة معينة، لكن ليس بالضرورة أن يكون لنا رأي في كل شيء، هناك من يتحدث بمحل يصبح كلامه مما يقال عليه كلام من فضة السكوت عنه أثمن، فإن كان لصاحبه بصيرة ولب راجح أن يتدارك وضع شخصيته ويحفظ هيبته بأبداء رأي لا يخلو من عبارات - أعتقد ذلك - أو - ربما الأمر كذلك - فيعطي الانطباع من عدم الجزم في صحة المعلومة وهذا أسلم إذا ما تعرض للنقد، أو الاستعانه بالسكوت فهو وقار وهيبة للعالم وستر الجاهل.

ماذا نفعل لأبو العريف وهل شخصيته هذه نفسية أم وراثية أم مرضية أم ماذا؟!

والطامة لو وجدناه أمامنا في العمل وفي البيت، في جلسات الاصدقاء وفي السوق والسيارة، هل نهرب؟!، الصراحة انا أفضل الهرب على المواجهة والاضطرار إلى مجاملته ومداراته في ما يقول أملا بأنتهاء الحديث سريعا، أما معارضته ومجادلته، هل تمزحون؟!، لا تفكروا حتى في ذلك، فالانتصار الحقيقي الخروج من المناقشة ليس برأي صحيح وإنما بأعصاب سليمة.

الانسان
الشخصية
المجتمع
السلوك
قصة
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    نظريات الضبط الاجتماعي وتأثيرها على المجاميع البشرية

    النشر : الثلاثاء 21 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    جوهرة العرب: فاطمة الكلابية

    النشر : الأحد 09 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    أم وهب.. ثورة لا تنطفئ

    النشر : الأثنين 16 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الحب في عالم متغير

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    أضف إلى بضاعتك حلاوة الأخلاق

    النشر : الأربعاء 22 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف نعالج ضجر الأطفال من الحصص المدرسية؟

    النشر : الأحد 07 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 447 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1163 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 7 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 7 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 7 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة