• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عبّارة الموت ومجس الاختبار

نجاح الجيزاني / الأربعاء 27 آذار 2019 / ثقافة / 2396
شارك الموضوع :

ببراءته المعهودة سأل الطفل معلمته قائلا: هل تشتاقين إلى مكان قديم كنت تسكنين فيه؟ أجابته: نعم بالتأكيد ياعزيزي خصوصا إذا كنتُ أحبُّ المكان.

ببراءته المعهودة سأل الطفل معلمته قائلا: هل تشتاقين إلى مكان قديم كنت تسكنين فيه؟ أجابته: نعم بالتأكيد ياعزيزي خصوصا إذا كنتُ أحبُّ المكان.

فردّ عليها وقد اغرورقت عيناه بالدموع: وأنا أيضا مشتاق لبيتنا في الموصل! فأنا أحبه كثيرا.

فقالت: ولمَ لا تعود أنت وأهلك إليه؟ فأكثر المهجّرين عادوا إلى بيوتهم.

فأجابها: ولمن نعود ياست؟ أبونا قد توفي وبيتنا هدّمه داعش!!

إنه طفل تركماني من بلدي، من أهالي الموصل.. المدينة التي استوطن بها الارهاب، وبنى الموت بها أعشاشه.

وتستمر الحياة رغم قسوتها ومرارتها في الموصل الحدباء، بين سبي وتهجير وداعش بالأمس وبين اهمال وغرق وحوادث تدع الحليم حيرانا.. وما حادث عبّارة الموت هذه الأيام إلا حلقة واحدة في مسلسل الموت المجاني والذي أبتليت به الأمة.

موعد مع الموت لا يمكن تخطئته أو تجاوزه، فقد كان الضحايا يتوافدون على العبّارة بفرح وسرور وهم لا يعلمون ما يخبأه لهم الدهر من نهاية مأساوية في يوم عيد، الجميع مندفع وقد قطعوا تذاكر العبور لعبّارة (الموت) في مكان ترفيهي على سطح جزيرة.. أرادوا أن يعيشوا لحظات الفرح بكل تفاصيلها، بعد أن مرّوا بالنكبات المتتالية على مدينتهم الجميلة، ولكن هيهات.. فالفرح لم يطل عليهم من بوابّاته المألوفة، بل جاءهم الموت مسرعا ليأخذ كل أحلامهم عبر مياه النهر الجاري فيغرقها مع أجسادهم، وتحقق الموعد الذي لابد منه.

وسواء كان الغرقى ضحايا أم شهداء، فالمسميات لا تعنينا كثيرا في بلد يوزع الموت فيه بالمجان، وسواء كانت نتيجة جشع وسوء ادارة وفساد وتقصير أو لم تكن، لكنها تبقى في النهاية فاجعة كبرى بحجم الوطن.

إن حادثة العبّارة في الجزيرة الموصلية هي كارثة بكل المقاييس.. وبالتالي هي مجس اختبار لكل الوطن الذي يصبح ويمسي على ايقاعات الحزن، إنه يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الفساد ليس له وجه واحد بل أوجه متعددة.. وإذا استشرى الفساد في أمة من الأمم فإن لون الحياة فيها يتحول إلى لوحة سوداء قاتمة، لأن الفساد المستشري لا يدع حجرا على حجر، بل إنه سيخلق فوضى عارمة تلف المكان ويتعذر العيش في وطن ينخر الفساد في كل مفاصله. 

لقد عُرف شعب العراق منذ القدم بأنه الأول وفي المقدمة عالمياً في الغيرة والحمية والكرم والشجاعة واغاثة الملهوف ومد جسور التواصل والتعاون..

لكن كل ذلك لن يُخرج عاصمتهم بغداد الحبيبة وأخواتها من المدن الأخرى من ذيل قائمة أسوأ المدن في العالم فسادا ومحسوبيات.

(فالمدينة التي لا يُغرّم فيها من يتجاوز السرعة المحددة بغرامة فورية تُؤدِبه وتثنيه عن الاستخفاف بأرواح الناس، لا تُعد مدينةً بل هي عبارة عن محفل موتٍ مجاني بامتياز).

ونحن  _ أيها الأخوة  _ قبل أن نلعن متعهد العبّارة، ونلقي اللوم والمسؤولية على زيد وعبيد لننظر إلى أنفسنا أولا، فلا نساهم في نشر الفوضى في بلدنا وفي مناطقنا، ونسيء إليها من حيث لا نشعر.. لأننا حينئذ لن نتخيل أولادنا في المستقبل سيعرفون شيئا في قاموسهم اسمه

(النظام).

فلننشر على مواقع التواصل الإجتماعي كل المبادرات الايجابية التي نراها أمامنا، ولنكن المبادرين دوما لنشر كل ما هو جميل ونافع وفي الصالح العام، لكي تسود ثقافة التغيير على المستوى الفردي ومن ثم على المستوى المجتمعي.

ولنعلم جيدا أن سبب مأساة الموصل وغيرها، أكبر من أن يكون جشع متعهد أو تقصير مسؤول هنا أو هناك، بل هي نتاج ثقافة مجتمعية، وما المتعهد والمسؤول إلا نتاج التربية التي تلقيّاها منذ الصغر.. فلنبدأ بانفسنا أولا ولنكن قدوة للاخرين، ولتكن مأساة الموصل مجس اختبار لنا جميعا كأبناء لهذا الوطن الصابر المُمتَحن... وسببا لتغيير كل قواعد البنيان التي بنيناها على أسس خاطئة، فأدت إلى نتائج كارثية مريعة.

العراق
الموت
الوطن
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    فطور من نوع فاخر!

    النشر : الأثنين 28 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الغربة.. ندم وألم

    النشر : الأثنين 05 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    إخفاء المشاعر السلبية عن الأطفال بين التدريب العاطفي والتوازن

    النشر : الخميس 18 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ما هي قيمتك في المجتمع؟

    النشر : الثلاثاء 09 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    حـبـيـبـة أمـهـا أم سـر أبـيـهـا؟

    النشر : الأحد 08 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    فرط الاستجابة المناعية مرتبط بالشيب

    النشر : الثلاثاء 08 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 5 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة