• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حكاية من بئر يوسف

مروة حسن الجبوري / السبت 19 كانون الأول 2020 / تربية / 3273
شارك الموضوع :

وتعتبر قصص الأنبياء موضوعاً خصباً للأجيال في كل قول وفعل وتقرير

لابد من التأكيد على أنَّ القرآن الكريم لم يورد قصص الأنبياء حتى يحفظ  تاريخهم وإن كان هذا غرضه أيضاً وإنما هناك موارد أخرى ذكرها القرآن الكريم، منها القاء الحجة على الانسان كونها أحداث وموضوعات للاعتبار والاتعاظ منها، وأسباب لنجاح الإنسان والأمم.

ولأهمية الإعتبار بقصص الأنبياء أمر الله نبيه محمد أن يوجه أنظار أمته إلى الاتعاظ من سير الأمم الماضية، فوراء كل نبي أمة ووراء كل أمة ألف تجربة وتجربة وبالتالي ألف موعظة وموعظة.

وتعتبر قصص الأنبياء موضوعاً خصباً للأجيال في كل قول وفعل وتقرير لذلك تجد قصص الأنبياء وأقوامهم ذكرها القرآن الكريم ونقل أخبارهم وأفعالهم للآخرين حتى يتعظون في مسيرتهم.

فهناك قول "السعيد من اتعظ بتجارب غيره"، فعندما نقرأ سورة يوسف نجد السرد القصصي واضح جمع بين الفصاحة والموعظة، فيعطي درساً تربويا في بداية القصة وكيف كانت علاقة الأب بإبنه، في حضوره وغيابه، فتجد السرد القرآني يجعلك تقف عند هذه المحطات وتتعلم منه، وموقف آخر كيف تكون العلاقة النفسية بين الأخوة  من الحسد والغيرة فيضرب الله مثالا في أخوة يوسف.

عشرة إخوة اتفقوا جميعاً على قول واحد، لم يشذ منهم واحد ليقول: إن قولكم هذا ادعاء باطل وكذب، ولكنه نجوى تناجى بها اثنان من كيدهم حتى صار قولاً واحداً لهما، ثم تناجى الاثنان إلى آخرين ثم إلى آخرين حتى اجتمع أمرهم على هذا القول، فصار لهم قولًا واحدًا {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إلى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

وهكذا تبدأ الفتن بقول واحد يسعى ليشيعه بين عصبة أو جمع ليصير لهم قولًا واحدًا، فتتحول إلى مؤامرة واتفاق على عمل واحد يكون من ورائه فتنة أو فتن ينتشر شررها ويعم شرها بين الأخوة، هنا القرآن الكريم أشار إلى هذه النقطة وهم أخوة فكيف إذا لم يكونوا أخوة من أم وأب واسأل مواقف التاريخ تجيبك بقول فصيح: "أن أول الفتن الكلام، وأوسطها فرقة وخصام، وآخرها دماء وأرواح".

إنه أمر سوّلته لهم أنفسهم، اكتفى يعقوب عليه السلام بتقريره دون استقصائه أو التحقق منه، وهم قد اكتفوا بما ذكروه، أليست هذه قضية تستحق التحقيق؟ والأمر ليس هينًا! لكنه فقد ابن حبيب بكيد من إخوته، لو كان المفقود نعجة أو مال  يستحق التحقيق والتبين، حتى يوقف على الحقيقة وينال كل جزاءه، وهكذا أعفى يعقوب (عليه السلام) نفسه من كل هذا واكتفى أن يكلف نفسه بالصبر الجميل.

ويُلقى يوسف في البئر ويترك وحيدًا يعاني الوحدة والظلام والبعد عن أبيه وموطنه، يؤنسه أمله في الله الذي نبأه به عن طريق الرؤيا التي عبرها له أبوه، فماذا زرعت هذه الفترة في قلبه تجاه إخوته؟ لو عكسنا هذه الحادثة في حياتنا كم يوسف وقع في بئر التخطيط العدواني والاتفاق على اسقاطه في عيون الآخرين، واظهار السوء في كلامه وتصرفاته فينسى تلك الأيام التي كانت تجمعهم تحت عنوان الأخوة وعند أول موقف تتساقط الوجوه وتبدأ رحلة البئر.

فكم من أخ أسقط أخيه في بئر المجتمع، وفي المقابل هناك من رفعه من بئر الظلمات وجعله عزيزا في أهله وقف معه وأسنده حتى تجاوز أزمة الخيانة والمكر، فكان ثقة لأخيه، وقلة من يكون نصيبه هذا الأخ الثقة الذي يخرجه من الظلمات إلى نور الأخوة والذخيرة فيكون كما وصفه الامام الإمام الجواد (عليه السلام): "إن إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض".

المصدر: مقتبس من كتاب (يوسف من البئر إلى الملك) للدكتور. محمد عبدالمعطي الجزار
الانسان
القرآن
التاريخ
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    أطعمة تقوي جهاز المناعة.. تعرف عليها

    النشر : الأربعاء 18 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    من المعقد؟

    النشر : الأربعاء 01 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    احداث البصرة: بين ثورة المادة وثورة الكرامة حسين واحد والف يزيد!

    النشر : الأثنين 10 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    زواج إسلامي.. من اهم ما تؤكد عليه التقاليد في المغرب العربي

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    لا شبيه للون طفّك

    النشر : الأربعاء 10 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    النشر : الخميس 19 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 443 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 420 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 339 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1163 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1068 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 5 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 5 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 5 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة