• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا شبيه للون طفّك

زينب كاظم التميمي / الأربعاء 10 آب 2022 / ثقافة / 1458
شارك الموضوع :

اتجه نظري نحو السماء فرأيتُ شمسا غير الشمس التي اعتاد عليها نظري صفراء لا بل حمراء بل مزجت اللونين

انكببتُ على أوراقي وقراطيسي بفكري عله يرحل إلى تلك المدينة الطاهرة ليروي ظمئي وليستشف من أحداثها ولو القليل.

نحو تلك الخيام اتجه فكري دفعتني رغبتي العارمة للاقتراب نحوها كنتُ بحاجةٍ لقلم من رماد لِأكتُبَ عنها بحثت بين أقلامي وأنا أعاود الرحيل مرةً أُخرى حثثت الخطى نحوها تلك التي لن يتبقى منها سوى فتات من رماد قد اختلط بالترابِ والدماء وبعض الخرق البالية قد تآكلت أطرافها بالنار هل هي نار؟ أم الشمس من فعلت ذلك؟.

فاتجه نظري نحو السماء فرأيتُ شمسا غير الشمس التي اعتاد عليها نظري صفراء لا بل حمراء بل مزجت اللونين لِتُكوّن لون لم أجده بين ألواني التي بُعثرت أمامي.

جثت ركبتاي على الأرض تعفر وجهي بالتراب تصاعدت أنفاسي بنسق مضطرب سالت دموع حارة على وجنتيّ. جربت الرحيل نحوها بأفكاري لأُترجم ماأراه في لوحاتي لكنني لم أتمكن إلى الآن من الرحيل إليها بقدمي ولو لمرة كيف لي تصورها لم أزرها ولو لمرة، خفت لابل خجلت أجل أخجل من حالي من مكانتي الضئيلة وما أنا ومالي والذهاب إلى أطهر بقعة على الأرض إلى سيدٍ قد زرع حبه في قلوب المئات وأنا لم أُذعن لقلبي ولو لمرة.

زفرت في مرارة أقاوم بها الألم الذي اكتسى داخلي وبصوت بدأ يتعالى رويدا رويدا اكتسى وجهي حرارة وحمرة لم يعهدها من قبل إنها الحرقة أردت وصف حالي بقلم كلون وجهي بحثت، مزجت، لم يخرج اللون ذاته تمتمت شفتاي مرددة بنسقٍ مضطرب:

_  يارب يارب

أيقظني من محنتي صوت ابن عمي الذي دخل مندفعا لم يوصد الباب حتى.  ابن عمي الذي اعتاد على المسير نحوها كل سنة.

ساورني اطمئنان بمجرد دخوله جلس حذوي قال بصوت متقطع العبرات لم أفرزن أهي دموع فرح أم حزن، قال بحب وهو يتنهد:

_إنهض أيها العاشق فالمعشوق بإنتظارك هاقد بدأ المسير نحو قبلته من البصرة إلى أن تلوح لهم منارته الذهبية التي تُحاط بنور قدسي.

ألقيت النظر على ألواني علي أصل للون الذي هدف له لكن محاولاتي باءت بالفشل كما سبق.

تنهدتُ تنهدا عميقا. ومازال طاهر يتحدث ويستلذ بكل كلمة وأنا أرنو إليه باهتمام:

_ ويالها من لحظات قدسية حين تتعاتق مُقلنا بقبته الطاهرة وهبوب النسيم الذي يُقبل رايته هي ذاتها التي تدخل رئتينا، وما تزيدنا إلا تعلقا بهِ وإيمانًا وعقيدة.

قم هيا واستعد للمسير ولا تبالي أكنت مذنبا أو عاصيا فما خُلِقَ الحُسَين إلا للهداية ومعرفة الحق، وإن كنت عاصيا فاطلب منه أن يكون وسيطا بينك وبين الباري عزوجل فوالله ماخرجت إلا وقد محيت.

ثم أستأنف وهو يقول: فمن دخله عارفا به ماخرج إلا وملائكة السماء قد غبطته على مكانته فإن دخل مذنبا خرج مؤمنا.

وإن دخل مؤمنا بدل الله جوهره الإيماني إلى جوهر نوراني؛ فيبلغ الزائر الرتبة العظيمة والمقدسة فالحسين قديس وزيارته مقدسة وزائره مقدس أيضا. قد يدخل له زائرا من حضيض مشاكله ومعاصيه الدنيوية فيخرج بروح نورانية.

سقطت دموعه الصامتة على وجنته وابتسم ابتسامة حالمة وكأنه دخل حقا مرقده الشريف.

تسارعت أنفاسي وسرى في قلبي ارتياح غريب. عاود الحديث وهو يفرد قامته؛ لا أطيق صبرا بانتظار الصباح أن ينبلج فالتتبعني.

لف على رقبته وشاحه الأخضر ولون وجهه يحتاج لقلم لا لون له ومازالت الابتسامة على شفتيه. تبدد حزني وتلاشت تلك الملامح المكفهرة وأُستُبدلت بإبتسامة وهمة.

تمتمت في نفسي:

_  الحمد لله الذي أوجدنا على هذه الأرض لننعم بهذه الفيوضات.

لم يراودني أدنى شك أو ريبة أن ماحصل هو معجزة وما طاهر إلا رسالة منه إلي.

تقدمت خلفه بلهفة. أمسكت برايتي التي خط عليها اسمه: "الحسين أبا الشهداء" وانطلقت إلى قبلة العاشقين كربلاء وأنا أتخيل لون منارتهِ تخيلا فما عادت الألوان ذات فائدة إن قُرِنت بألوانه.

الامام الحسين
عاشوراء
قصة
كربلاء
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    كيفَ نصلُ إلى القلبِ المفتوحِ؟

    النشر : الثلاثاء 30 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا تعرف عن الاستبطان أو التأمل الباطني؟

    النشر : الأربعاء 16 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سجد له روحي!

    النشر : الأحد 14 آب 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الإرادة.. روح الأمة

    النشر : الخميس 04 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    شعار اليوم الدولي لمحو الأمية 2024 تغيير مسار التعلم

    النشر : الأحد 08 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف تعزز مهارات القراءة عند الأطفال؟

    النشر : الثلاثاء 19 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 801 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 657 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 645 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 529 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 976 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 801 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • السبت 02 آب 2025
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • السبت 02 آب 2025
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • السبت 02 آب 2025
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • السبت 02 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة