• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شيخ الأنبياء وصناعة النقلة الحضارية

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 04 آذار 2020 / ثقافة / 2222
شارك الموضوع :

فكان الإنسان هو غاية الأنبياء وهمهم الأول وقد عانوا من أجل هدايته وخلاصه

عندما نتابع مسيرة الإنسان الطويلة على هذه الأرض عبر الكتب السماوية التي أنزلها الله للبشر على يد الصفوة من عباده الذين استخلصهم لهذه المسؤولية، نجد أن ذلك كله لطفاً منه ورفقاً بعباده ورأفة بهم وعناية  منه سبحانه وتعالى ليجعل من هذا الإنسان المخلوق المكرم والمفضل على بقية المخلوقات متى ما آمن بالله واستمع إلى ما يتلى على الرسل والأنبياء وقبول دعوتهم الحق.

فكان الإنسان هو غاية الأنبياء وهمهم الأول وقد عانوا من أجل هدايته وخلاصه من عبادة العباد إلى عبادة الله كل صنوف المشقة وألوان العذاب، فلم يهنوا أو يحزنوا بل واصلوا مسيرتهم في سبيل الدعوة إلى الإيمان بالله، ونوح أول نبي حمل أعباء هذه الرسالة الإلهية والدعوة التوحيدية فكان أول أولي العزم، فآدم هو أبو البشرية ولكن لم يرد هناك نص قرآني أنه حمل الرسالة للبشرية بما سنفصله بعد مجيئه للأرض، وإنما كان هادياً وفق بعض الارشادات والأوامر الإلهية في الجواز وعدمه، وكان يراقب أبناءه ويربيهم على عبادة الله فكانت رسالته خاصة بينما رسالة نوح كانت عامة لكل الأقوام.

يتضح من خلال استقراء التاريخ في تلك الفترة الزمنية التي كانت قبل نوح وبعد بعثته ومن خلال الآيات القرآنية التي تحدثت عن تلك الحقيقة التاريخية وعن رسالة نوح تؤكد أن المجتمع كان يعيش في حالة من التقدم والرفاهية وقبل ولادة نبي الله نوح كان هناك رجال في قومه صالحين من أجداد قبيلته وكانت لهم مكانة اجتماعية عظيمة فعاشوا زمناً ثم ماتوا، وكانت أسماء هؤلاء كما ينقلهم  التاريخ (ود، سواع، يغوث، يعوق، نسرا) فبعد رحيلهم صنعوا لهم تماثيل ليبقى ذكرهم في القوم وانتقلت التماثيل من جيل الى آخر حتى وصل الى قوم جعلوا ينقلون القدرة والقوة فاستغل ابليس الفرصة وأوهم الناس البسطاء في العلم انهم يعبدون هذه التماثيل  واشار إلى هذه القصة القرآن الكريم "وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا". وذهب بعض المفسرين إلى أن هذه سيماء رجال صالحين من قوم نوح مما يدل على أنه كان مجتمعاً صالحاً في بداية أمره ثم أنحرف وتحول هؤلاء الرجال الصالحون إلى تماثيل وأصنام يعبدون من دون الله.

نجد في عهد نوح سار الناس قدماً في العلوم وتقدمت الأمة كثيراً وازدهرت بلادهم من الناحية العمرانية والاقتصادية وفي ظل النعيم وتسخير الأرض لهم، طغت المادة عليهم فترفع بعضهم على بعض وانقسم المجتمع الى طائفتين مستكبرة ومستعبدة تحولت فيها موازين القوى وبدأ الجفاف يضرب البلاد ويهلك العباد بسبب تكدس المال في يد طبقة مستكبرة من الأغنياء أخذت بيدها القوة لتستعبد بها المجتمع وأصبح المال  كل شيء عندهم.

ومن أهم بنود دعوة نوح ومن الخطوات الأساسية التي اتخذها في هداية قومه كان هو الإنذار وإشعارهم بالخطر المحدق بهم حيث كان له بالغ الأثر في نفوسهم، هكذا هي عادة الإنسان يتوقى ويحذر عندما يشعر بالخطر فقد جبلت نفسه على الدفاع عن ذاته وإبعاد المكروه عنها حتى ولو كان محتملاً، كذلك العكس عندما لا يشعر بالخطر فإنه لا يتحرك من مكانه فهو مفطور على الدفاع عن ذاته، والتأكيد على مسألة الإنذار إنما هو من أجل إيقاظ النائمين والغافلين لكي ينتهبوا إلى مصيرهم ويحذروا من مغبة الخطر المحدق بهم، فهذه الدعوة الأولى التي تجسدت في أول نبي من أولي العزم من الرسل بأصولها الثلاثة يتصورها الإنذار الذي يحملهم مسؤولية الرسالة وهذا هو الأصل الانذار بمثابة برنامج رئيسي في دعوة نوح.

يستمر نوح في دعوته لقومه ويعتمد هذه المرة على عامل الترغيب عله يجدي نفعاً لنجاتهم وخلاصهم والوصول بهم إلى مدارج الكمال والهداية، ويعتبر أن رجوعهم إلى الله تعالى عبر الاستغفار الذي يعني في داخله استئصال كل جذور الماضي والعودة إلى الله فإن في ذلك عودة الحياة الطبيعة لهم بخيراتها وانفتاح أبواب الرحمة الإلهية عليهم من كل جهة إذا ما تابوا إلى الله وتركوا الشرك وجانبوا الذنوب والخطايا.

ولقد كان لصبر نوح الأثر البالغ في نشر دعوته حيث بقي صامداً طيلة عمره المديد 950 عاماً مع قلة عدد الذين آمنوا به كما روي المفسرون أن نوح كان يأتي قومه فيدعوهم إلى الله فيجتمعون عليه ويضربونه الضرب المبرح حتى يغشى عليه ثم يلفونه في حصير ويرمون به في الطريق ويقولون أنه سيموت بعد هذا الضرب، فيعيد الله طاقته ويرجع إليهم في اليوم الثاني، ومع هذا لم يؤمن به غير ثمانون شخصاً، أي أن في كل 12 عام يهتدي به فرداً واحداً. هل يمكن اليوم أن نجد داعية اسلامية أو مبلغاً يصبر على قومه مثلما صبر نوح 12 عام لهداية فرد واحد؟.  

وهذا العامل نجده في كل عصر لذلك تجد الملاذ من الهلاك والعذاب هو الاستغفار كما قال الله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) وهذا ما يعبر عنه بالنمو الاقتصادي والبشري حيث تشارك عملية الاستغفار في فعل ذلك وبه تطوير المجتمع وينمو في كل جوانبه ولذلك أطعمهم الله في خير الدنيا والآخرة إذا استغفروا ربهم، أطعمهم في الرزق والوفير الميسور كالمطر الذي يرجونه وبه تنبت الزروع وتسيل الأنهار ووعدهم أن يرزقهم بالذرية التي يحبوها وبالبنين والأموال التي يطلبونها.

الاستغفار أنقذهم من الانهيار، فلماذا لم تقدم مجتمعاتنا اليوم على التدبير في كتاب الله وستجد أن هناك شيء يرفع البلاء ويدفع الداء ويمددهم بالمال والبنين والعافية وهو ذكر يتردد باللسان فلنكن من القوم المستغفرين الذين أمدهم ربهم بالخيرات ودفع عنهم السيئات.  

المصدر/ كتاب سلسلة قادة البشرية، الشيخ عبد الشهيد الستراوي
القيم
الدين
الايمان
القرآن
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    الازمة الاقتصادية.. وفوائد المدخرين

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أكتوبر الوردي.. شهر التوعية المبكرة لتفادي سرطان الثدي

    النشر : الأحد 04 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأوطان أصل الإبداع

    النشر : الخميس 21 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    وقفة مع شهيد حي!

    النشر : الأربعاء 19 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عبق الياسمين في رسالة زين العابدين

    النشر : الأحد 28 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ألعاب الذكاء التفاعلية للأطفال: بين التعليم والتربية

    النشر : الثلاثاء 18 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 4 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة