• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من درر الأمير: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه

رقية تاج / الخميس 04 حزيران 2020 / ثقافة / 3185
شارك الموضوع :

إنَّ فكرة اقتران الرضا عن النفس بالنجاح والثقة والقوة لهي من المفاهيم المغلوطة وقد آمن بها البعض كون العقل الجمعي يعتقد بها

عندما تصبح نظرتنا لذاتنا متشحة بظلال الذات سنقع في مطبّات كثيرة، وإنَّ فكرة اقتران الرضا عن النفس بالنجاح والثقة والقوة لهي من المفاهيم المغلوطة وقد آمن بها البعض كون العقل الجمعي يعتقد بها، لكن من الذي قال أنَّ الصواب سيكون في محلّه إن كان جزءاً من الاجماع؟.

قد يقول قائل، أنّ بعض الشخصيات الناجحة أقرّت بذلك، سنترك الاجابة على هذه النظرية الساذجة، للمفكر الفرنسي فولتير حيث قال: الحمقى لديهم عادة في الاعتقاد بأن كل شيء كتبه شخص مشهور بالضرورة هو مثير للاعجاب!.

حقاً فنحن قد نبحر أميالاً ولكن في اتجاه خاطئ!، ماعلينا من الحمقى وقدواتهم، ولنتبع نهج العقلاء وأمرائهم، ولنتعرف على الحقيقة التي تزاحم حولها المريدين، ولنبحث عن الجواب الشافي عن التساؤل: هل الرضا عن النفس محمود أم مذموم؟، وماهي نتيجة هذا الرضا؟

يجيبنا أمير البلاغة والحكمة، مولانا الامام علي ابن أبي طالب باب مدينة العلم في مقولة اختصرت الكثير من الجدال وفندت نظريات تدور حول الأنا وعلاقتها بالاخر عندما قال:

"من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه".

قبل أن نعرض مجموعة من الدروس المستلهمة من هذه الحكمة، لنبين أولاً أنَّ هذه الفكرة لا تعارض فن التصالح مع الذات المتمخض عن الشعور العائم بالرضا والسكينة، بل إن الأخيرة تختلف عن ما سنناقشه، فالامام حدد نوع معين ودقيق من الرضا المذموم، وقد رافقه بكلمة "نفسه" فحديثنا عن الراضي عن نفسه وليس عن قدره وظروفه وأحواله التي لا يد له فيها.

وعودة إلى موعظة اليوم، لنستخرج بعضا من العبر التي تفيدنا في حياتنا بكل مجالاتها وتحديداً ضمن ثلاث دوائر:

1 _ في دائرة علاقة الانسان بربه، رضا العبد عن نفسه هلاك بكل ماتحويه الكلمة من معنى، فالانسان وإن أتعب جوارحه في سبيل وصال ربه فإنه يبقى مقصّراً أمام فضل الله وعظمته. وإنه سيقع في حفرة اسمها: العجب، والعجب آفة العبادة.

وبطبيعة الحال فإن الراضي عن نفسه لن يتصل بالله عن طريق الدعاء وهذا موجب لغضبه عليه لاستكباره عن سؤاله ووقوفه بين يديه، فهو مكتفي بنفسه، راضٍ عن مستواه الروحي، وسيكون بذلك فقيرا ماديا أو معنويا، فلا يلوم ربه بعدئذ عن كنوز كان باستطاعته الحصول عليها ولم يظفر بها، وينطق هنا البيت الشعري بصدق:

إذا لم يطلب الفقير من صاحب البيت شيئا..   فما هو ذنب صاحب البيت؟!

2_  أما بخصوص علاقته مع نفسه، فمن ناحية جمع الفضائل وتنمية شخصيته سيكون هناك خلل في هذه العملية، فطالب العلم مثلا _في كافة مجالاته_ يعوم في بحر عميق، وإن كان ماهراً في السباحة أو التجديف بقاربه، فإن العارف حقاً بعمق ومساحة هذا البحر سيدرك بلاشك خواء فكرة أن يرضى عن نفسه في هذا المجال، فالطريق أمامه طويل، فالأجدى أن يجد ويجتهد بدل أن يتملكه الرضا الزائف بما وصل أو حصل عليه من نزر قليل من علم ومعرفة. وعندما يؤمن بهذه الحقيقة فإنه سوف يطور من نفسه وإلا فسيسخط عليه الكثير من الناس لما يترتب ذلك من التكبر على الاخرين ممن دونه وبالنتيجة سيحتقرونه هم أيضاً.

3_  أما في علاقة الفرد بالآخرين فسيبقى وحيدا بلا أصدقاء وأحبة، لأنه انسان مغرور مترفع، يرى نفسه فوق الجميع وانه بلا عيوب وبالتالي لن يتقبل النصيحة ولا النقد فسيغضب الناس منه وتنفر من حوله.

في النهاية، كلنا في القاع وفي بداية الرحلة، فطوبى لمن وعى ذلك ونظر إلى السماء واستشعر صغره وتقصيره وقلة حيلته، ثم انطلق ليتغير ويتعلم ويساعد الناس لينال ويسعى لرضا الله عنه وليس رضاه عن نفسه.

الامام علي
الانسان
نهج البلاغة
الشخصية
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الامام الصادق وصناعة السواتر العلمية

    النشر : الخميس 18 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الهيمنة الأيدلوجية الإقتصادية

    النشر : الأثنين 29 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تبصرة عقائدية من الخطبة الفاطمية

    النشر : الأحد 17 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأفعى السوداء وألوان الطيف!

    النشر : السبت 02 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: مناشئ الضلال ومباعث الإنحراف

    النشر : الأثنين 07 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الرسالة.. بين الامام والنصير

    النشر : الثلاثاء 23 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 655 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 643 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 528 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 23 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 23 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 23 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة