• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من درر الأمير: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه

رقية تاج / الخميس 04 حزيران 2020 / ثقافة / 3247
شارك الموضوع :

إنَّ فكرة اقتران الرضا عن النفس بالنجاح والثقة والقوة لهي من المفاهيم المغلوطة وقد آمن بها البعض كون العقل الجمعي يعتقد بها

عندما تصبح نظرتنا لذاتنا متشحة بظلال الذات سنقع في مطبّات كثيرة، وإنَّ فكرة اقتران الرضا عن النفس بالنجاح والثقة والقوة لهي من المفاهيم المغلوطة وقد آمن بها البعض كون العقل الجمعي يعتقد بها، لكن من الذي قال أنَّ الصواب سيكون في محلّه إن كان جزءاً من الاجماع؟.

قد يقول قائل، أنّ بعض الشخصيات الناجحة أقرّت بذلك، سنترك الاجابة على هذه النظرية الساذجة، للمفكر الفرنسي فولتير حيث قال: الحمقى لديهم عادة في الاعتقاد بأن كل شيء كتبه شخص مشهور بالضرورة هو مثير للاعجاب!.

حقاً فنحن قد نبحر أميالاً ولكن في اتجاه خاطئ!، ماعلينا من الحمقى وقدواتهم، ولنتبع نهج العقلاء وأمرائهم، ولنتعرف على الحقيقة التي تزاحم حولها المريدين، ولنبحث عن الجواب الشافي عن التساؤل: هل الرضا عن النفس محمود أم مذموم؟، وماهي نتيجة هذا الرضا؟

يجيبنا أمير البلاغة والحكمة، مولانا الامام علي ابن أبي طالب باب مدينة العلم في مقولة اختصرت الكثير من الجدال وفندت نظريات تدور حول الأنا وعلاقتها بالاخر عندما قال:

"من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه".

قبل أن نعرض مجموعة من الدروس المستلهمة من هذه الحكمة، لنبين أولاً أنَّ هذه الفكرة لا تعارض فن التصالح مع الذات المتمخض عن الشعور العائم بالرضا والسكينة، بل إن الأخيرة تختلف عن ما سنناقشه، فالامام حدد نوع معين ودقيق من الرضا المذموم، وقد رافقه بكلمة "نفسه" فحديثنا عن الراضي عن نفسه وليس عن قدره وظروفه وأحواله التي لا يد له فيها.

وعودة إلى موعظة اليوم، لنستخرج بعضا من العبر التي تفيدنا في حياتنا بكل مجالاتها وتحديداً ضمن ثلاث دوائر:

1 _ في دائرة علاقة الانسان بربه، رضا العبد عن نفسه هلاك بكل ماتحويه الكلمة من معنى، فالانسان وإن أتعب جوارحه في سبيل وصال ربه فإنه يبقى مقصّراً أمام فضل الله وعظمته. وإنه سيقع في حفرة اسمها: العجب، والعجب آفة العبادة.

وبطبيعة الحال فإن الراضي عن نفسه لن يتصل بالله عن طريق الدعاء وهذا موجب لغضبه عليه لاستكباره عن سؤاله ووقوفه بين يديه، فهو مكتفي بنفسه، راضٍ عن مستواه الروحي، وسيكون بذلك فقيرا ماديا أو معنويا، فلا يلوم ربه بعدئذ عن كنوز كان باستطاعته الحصول عليها ولم يظفر بها، وينطق هنا البيت الشعري بصدق:

إذا لم يطلب الفقير من صاحب البيت شيئا..   فما هو ذنب صاحب البيت؟!

2_  أما بخصوص علاقته مع نفسه، فمن ناحية جمع الفضائل وتنمية شخصيته سيكون هناك خلل في هذه العملية، فطالب العلم مثلا _في كافة مجالاته_ يعوم في بحر عميق، وإن كان ماهراً في السباحة أو التجديف بقاربه، فإن العارف حقاً بعمق ومساحة هذا البحر سيدرك بلاشك خواء فكرة أن يرضى عن نفسه في هذا المجال، فالطريق أمامه طويل، فالأجدى أن يجد ويجتهد بدل أن يتملكه الرضا الزائف بما وصل أو حصل عليه من نزر قليل من علم ومعرفة. وعندما يؤمن بهذه الحقيقة فإنه سوف يطور من نفسه وإلا فسيسخط عليه الكثير من الناس لما يترتب ذلك من التكبر على الاخرين ممن دونه وبالنتيجة سيحتقرونه هم أيضاً.

3_  أما في علاقة الفرد بالآخرين فسيبقى وحيدا بلا أصدقاء وأحبة، لأنه انسان مغرور مترفع، يرى نفسه فوق الجميع وانه بلا عيوب وبالتالي لن يتقبل النصيحة ولا النقد فسيغضب الناس منه وتنفر من حوله.

في النهاية، كلنا في القاع وفي بداية الرحلة، فطوبى لمن وعى ذلك ونظر إلى السماء واستشعر صغره وتقصيره وقلة حيلته، ثم انطلق ليتغير ويتعلم ويساعد الناس لينال ويسعى لرضا الله عنه وليس رضاه عن نفسه.

الامام علي
الانسان
نهج البلاغة
الشخصية
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    حكاية من بئر يوسف

    النشر : السبت 19 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    أعظم ست أفكار للإبداع والإبتكار

    النشر : الخميس 20 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الزي الجامعي الموحد.. آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب الجامعي

    النشر : السبت 21 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    ضحايا الاحتراق الوظيفي: التكلفة العالية للإنجازات العالية

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    التأثيرات النفسية للتخلص من وجه الإعدادية

    النشر : الأحد 21 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    سيلفي مرض العصر

    النشر : الأربعاء 20 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 436 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 418 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 3 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 3 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 3 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة