• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حديث نبوي: ركائز أربع في النظر للدنيا بوعي

فاطمة الركابي / الأحد 18 تشرين الاول 2020 / ثقافة / 2509
شارك الموضوع :

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها دول أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال

من سمات الإنسان أنه يُعادي ما يَجهله، فكيف إذا كان جهله لعالم يعيش به؟! لذا كلما كان الإنسان أكثر معرفة بالدنيا وأحوالها وحقيقتها كان أكثر راحة واستقامة وبصيرة في إدارة وفَهِم كيف يَسير بها ويُسَيرها.

وهذه المعرفة إنما تُستَحصل ممن هم أصحاب العلم الراسخ الكامل، فما بلغنا عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: [الدنيا دول: فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما قسمه الله قرت عينه](١).

أساس لبناء معرفتنا بالدنيا

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها [دول] أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال لكل من يعيش بها، ففي راحتها وتعبها، يسرها وعسرها، ضيقها وفرجها هناك اختبار وامتحان.

لذا فأول قاعدة معرفية تأسيسية نبني عليها فهمنا للدنيا أن ما نبلغه [منها] و[بها] علينا أن لا نتوقع دوامه، سواء كان خيراً أو شراً، وأن ما نملكه إنما هو [ملكية استخلاف]، فإن كان اليوم بيدنا شيء منها، قد نفقده غداً، وليس بالضرورة الفقد يكون أمر سلبي! بل قد نُعطى ما هو أكثر وأنفع، إذا ما كنا ممن هو شاكراً لما حضي منها، عاملاً بما أعطي من نِعمها وآلائها.

الركيزة الأولى: [فما كان لك أتاك على ضعفك]

بعض الأحيان الإنسان عندما يكسب شيء من متاع الدنيا، ولا يكون مدرك لحقيقة إنه مستخلف لا مالك، هو يُقيم ذاته وفق ما بلغ منها، فإن مَلك- مجازا- مالا، جاها، منصبا، سلطانا، نظر لذاته وفقا لهذه الأمور التي توحي له بأنها مصدر قوته، وقدرته، فيَستكبر أو يَطغى بها، بينما الذي يُدرك إن هذه الأمور ليست هي ذاته، يبقى محافظا على توازنه النفسي، كما يعلمنا إمامنا السجاد (عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: [ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها](٢).

الركيزة الثانية: [وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك]

إن طبيعة الإنسان الفطرية أنه عندما تشتد عليه الدنيا يستشعر الضعف وقلة الحيلة، فيكون بحالة التجاء لمن [لا حول ولا قوة له إلا به] لرفع ما وقع فيه، لكن هنا يربينا النبي الأعظم لأمر أدق وأخفى وهو أن نلتفت لما [يدفعه] تعالى عنا قبل وقوعه، لا ما [يرفعه] بعد وقوعه.

 فالإنسان قد يَغتر بقوته، وتخطيطه وحذره، فيعتقد أن ما لم يصبه من فتن الدنيا ومصائبها إنما لقوته وتدبيره هو! بينما المطلوب أن يكون تركيزه وتوجهه لله تعالى في كل الأحوال ليكون من أهل التوحيد صدقاً، سواءً طلباً للرفع، أو شكراً للدفع.

الركيزة الثالثة: [من انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه]

إن سلامة وراحة البدن تتحقق بعدم تعلق القلب بشيء من الدنيا، ولأن الإنسان قد ثبت في وعيه أساس أن [الدنيا دول] فإن هذا يفتح أمامه قابلية جعل قلبه غير متعلق سواء كان لشيء [فيها] يريد بلوغه، أو بشيء [منها] حصله، بل يجعل أمامه دائماً هناك مساحة لتقبل ما تجريه عليه الأقدار.

هو يوازن بين السعي والتخطيط، والتوكل على من بيده تقسيم العطايا والأرزاق، فلا ينظر لحياته من زاوية واحدة بل يعيش برجاء أن ما مُنِع عنه شيء إلا لخير مدخور له، ولفرصة أمامه عليه أن يَنظر لها هي أنفع وأصلح لمستقبله الدنيوي والأخروي.

الركيزة الرابعة: [من رضي بما قسمه الله قرت عينه]

قرة العين من معانيها أن ينظر الإنسان إلى كل ما وصل إليه، وما يعيشه بالقناعة مع عدم التوقف عن السعي؛ فعلامة بلوغهما (أي القناعة ومواصلة السعي) يتحقق إن رضى الإنسان بتقدير الله تعالى له سواء بلغ ما سعى له أم لا، رأى ثمار جهده أم لا؟ 

لأنه إنسان ذو قلب مستقر في علاقته مع خالقه، وذو نفس عارفة بربها الذي لا تنفذ خزائنه، ولا يضيع عنده أجر من أحسن عمله،  لذا أن تنظر لألطاف الله تعالى الخفية في منعه قبل عطائه هذا من أجلى مصاديق قرة العين الراضية عن مدبر شؤونها الحكيم العليم سبحانه. 

------
(١) تحف العقول:٣٣ص.
(٢) الصحيفة السجادية: ص١١٠.

النبي محمد
الوعي
السلوك
العلم
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    نظريات الضبط الاجتماعي وتأثيرها على المجاميع البشرية

    النشر : الثلاثاء 21 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    جوهرة العرب: فاطمة الكلابية

    النشر : الأحد 09 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    أم وهب.. ثورة لا تنطفئ

    النشر : الأثنين 16 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الحب في عالم متغير

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    أضف إلى بضاعتك حلاوة الأخلاق

    النشر : الأربعاء 22 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف نعالج ضجر الأطفال من الحصص المدرسية؟

    النشر : الأحد 07 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 447 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1163 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 7 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 7 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 7 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة