• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حديث نبوي: ركائز أربع في النظر للدنيا بوعي

فاطمة الركابي / الأحد 18 تشرين الاول 2020 / ثقافة / 2297
شارك الموضوع :

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها دول أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال

من سمات الإنسان أنه يُعادي ما يَجهله، فكيف إذا كان جهله لعالم يعيش به؟! لذا كلما كان الإنسان أكثر معرفة بالدنيا وأحوالها وحقيقتها كان أكثر راحة واستقامة وبصيرة في إدارة وفَهِم كيف يَسير بها ويُسَيرها.

وهذه المعرفة إنما تُستَحصل ممن هم أصحاب العلم الراسخ الكامل، فما بلغنا عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: [الدنيا دول: فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما قسمه الله قرت عينه](١).

أساس لبناء معرفتنا بالدنيا

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها [دول] أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال لكل من يعيش بها، ففي راحتها وتعبها، يسرها وعسرها، ضيقها وفرجها هناك اختبار وامتحان.

لذا فأول قاعدة معرفية تأسيسية نبني عليها فهمنا للدنيا أن ما نبلغه [منها] و[بها] علينا أن لا نتوقع دوامه، سواء كان خيراً أو شراً، وأن ما نملكه إنما هو [ملكية استخلاف]، فإن كان اليوم بيدنا شيء منها، قد نفقده غداً، وليس بالضرورة الفقد يكون أمر سلبي! بل قد نُعطى ما هو أكثر وأنفع، إذا ما كنا ممن هو شاكراً لما حضي منها، عاملاً بما أعطي من نِعمها وآلائها.

الركيزة الأولى: [فما كان لك أتاك على ضعفك]

بعض الأحيان الإنسان عندما يكسب شيء من متاع الدنيا، ولا يكون مدرك لحقيقة إنه مستخلف لا مالك، هو يُقيم ذاته وفق ما بلغ منها، فإن مَلك- مجازا- مالا، جاها، منصبا، سلطانا، نظر لذاته وفقا لهذه الأمور التي توحي له بأنها مصدر قوته، وقدرته، فيَستكبر أو يَطغى بها، بينما الذي يُدرك إن هذه الأمور ليست هي ذاته، يبقى محافظا على توازنه النفسي، كما يعلمنا إمامنا السجاد (عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: [ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها](٢).

الركيزة الثانية: [وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك]

إن طبيعة الإنسان الفطرية أنه عندما تشتد عليه الدنيا يستشعر الضعف وقلة الحيلة، فيكون بحالة التجاء لمن [لا حول ولا قوة له إلا به] لرفع ما وقع فيه، لكن هنا يربينا النبي الأعظم لأمر أدق وأخفى وهو أن نلتفت لما [يدفعه] تعالى عنا قبل وقوعه، لا ما [يرفعه] بعد وقوعه.

 فالإنسان قد يَغتر بقوته، وتخطيطه وحذره، فيعتقد أن ما لم يصبه من فتن الدنيا ومصائبها إنما لقوته وتدبيره هو! بينما المطلوب أن يكون تركيزه وتوجهه لله تعالى في كل الأحوال ليكون من أهل التوحيد صدقاً، سواءً طلباً للرفع، أو شكراً للدفع.

الركيزة الثالثة: [من انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه]

إن سلامة وراحة البدن تتحقق بعدم تعلق القلب بشيء من الدنيا، ولأن الإنسان قد ثبت في وعيه أساس أن [الدنيا دول] فإن هذا يفتح أمامه قابلية جعل قلبه غير متعلق سواء كان لشيء [فيها] يريد بلوغه، أو بشيء [منها] حصله، بل يجعل أمامه دائماً هناك مساحة لتقبل ما تجريه عليه الأقدار.

هو يوازن بين السعي والتخطيط، والتوكل على من بيده تقسيم العطايا والأرزاق، فلا ينظر لحياته من زاوية واحدة بل يعيش برجاء أن ما مُنِع عنه شيء إلا لخير مدخور له، ولفرصة أمامه عليه أن يَنظر لها هي أنفع وأصلح لمستقبله الدنيوي والأخروي.

الركيزة الرابعة: [من رضي بما قسمه الله قرت عينه]

قرة العين من معانيها أن ينظر الإنسان إلى كل ما وصل إليه، وما يعيشه بالقناعة مع عدم التوقف عن السعي؛ فعلامة بلوغهما (أي القناعة ومواصلة السعي) يتحقق إن رضى الإنسان بتقدير الله تعالى له سواء بلغ ما سعى له أم لا، رأى ثمار جهده أم لا؟ 

لأنه إنسان ذو قلب مستقر في علاقته مع خالقه، وذو نفس عارفة بربها الذي لا تنفذ خزائنه، ولا يضيع عنده أجر من أحسن عمله،  لذا أن تنظر لألطاف الله تعالى الخفية في منعه قبل عطائه هذا من أجلى مصاديق قرة العين الراضية عن مدبر شؤونها الحكيم العليم سبحانه. 

------
(١) تحف العقول:٣٣ص.
(٢) الصحيفة السجادية: ص١١٠.

النبي محمد
الوعي
السلوك
العلم
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    الازمة الاقتصادية.. وفوائد المدخرين

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أكتوبر الوردي.. شهر التوعية المبكرة لتفادي سرطان الثدي

    النشر : الأحد 04 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تتنوع العقائد والمُصلح واحد

    النشر : الثلاثاء 01 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    استطلاع رأي: ما هي حكايتكِ مع موقع بشرى حياة؟

    النشر : الأربعاء 09 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حتى مطلع الجُمعة!

    النشر : الأربعاء 28 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    السَكينة قوة لا تقابلها قوة!

    النشر : الأحد 26 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1007 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 4 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 4 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 4 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة