• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أشرف الغنى.. ترك المُنى

رقية تاج / الأربعاء 02 حزيران 2021 / ثقافة / 3938
شارك الموضوع :

المقصود من هذه الحكمة هو الترفع عن الحاجات المادية فإن التخلّي عنها يحقق الاكتفاء النفسي

يُقال: "من مقتضيات الحكمة أن تعرف ما يجب أن تتغاضى عنه".. وبالفعل فإنَّ الاهتمام والتعلّق العقلي والقلبي بكل ماهو دنيوي وزائل ورخيص يؤدي بالإنسان إلى الجهالة والنزق والحمق والسفاهة.

وذلك لا ينافي الحكمة فقط بل يوجب أيضاً الفقر؛ الفقر بمعناه الواسع وليس المادّي الضيّق والمتداول، فالغني الحقيقي هو غني النفس وليس غني الجيب، والفقير كذلك ليس فقير المال بل الفقير في المعنويات؛ فقير العلم والدين والأدب، ذاك الذي تجده يحتاج دوماً للمخلوقين وتخضع نفسه الضعيفة لسلطة الشهوة والمال والجاه.

يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام):

"أشرف الغنى.. ترك المُنى".

من منّا لا يحب أن يكون ذو نفس غنية، بل من الأعلى مرتبة ومنزلة، كما عبّر عن ذلك الإمام صلوات الله عليه، فكيف نحصّل ذلك، وما معنى المُنى هنا؟، أوَليست الأماني مفهوم إيجابي، حق شخصي مشروع، صفة جميلة يتمتع بها أصحاب الطموح العال والأحلام الكبيرة؟!

نعم، لكن ذلك يكون على حسب نوع الأماني والهدف من وراء تحقيقها، فكل أمنية وحلم وهدف تكون الصبغة العامة والمقصد منه إلهي ويقوم على أسس الخير وتحوّطه المعاني والقيم السامية تلك أماني وأهداف يجب أن يسعى الإنسان لها ولا يتركها، أمّا الأماني بجانبها الآخر هي المرتبطة بالمال والشهوة والشهرة وهي بيت القصيد في كلام الإمام.

فالمقصود من هذه الحكمة هو الترفّع عن الحاجات المادية لأنَّ التخلّي عنها يحقق الإكتفاء النفسي، فالأماني في جانبها السلبي تقيّد الإنسان وتوّلد لديه الحسرة والخيبة عند عدم تحقيقها، لذلك عبّر الإمام عن تركها بأشرف الغنى، وهو يحثّنا هنا على القناعة بما لدينا، فمن يملك الرضا سيملك الإيجابية والإطمئنان والتوكل على الله، وبالتالي سيكون قوي الشخصية واثقا من نفسه، وستحبه الناس وتتأثر به.

ومن باب آخر قد يكون المقصود من المُنى هو توقع ما لا يمكن وجوده وتحصيله، قد تكون رغبة غير منطقية أو خطيرة أو غير واقعية، أو إنه يسعى لتحقيقها لكن بأساليب ملتوية وغير مشروعة. والحرص الشديد على بلوغ كل ذلك يولّد عقداً نفسية لاستغراق صاحبها في الوهم والحلم الزائف.

نستطيع توظيف هذه الحكمة البليغة في الكثير من جوانب حياتنا، مع الطفل مثلاً وأهمية زرع حس الاكتفاء والقناعة والرضا وتعليمه عدم النظر إلى ممتلكات الآخرين وعدم الحرص على امتلاكها أو نزعها منهم أيضاً. وكذلك خفض سقف التوقعات في اختيار الزوج أو الزوجة، والاهتمام بدل ذلك بالخلق والدين.

وفي الجانب الإجتماعي على الإنسان أن يترك أمنياته حول آراء الناس عنه، وفي أن يكون محبوباً ومحطاً للأنظار، وفي النهاية إرضاء الناس غاية لا تُدرك!.         

فالأولى على الإنسان ترك الإنشغال والتفكير بتلك الأمنيات والمبادرة إلى العمل الصالح، وكذلك الخروج من دائرة الأنا والسعي لخدمة الآخرين والتزوّد ليومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قلبٍ غني ترفّع عن متاع الحياة الدنيا وزينتها.

الانسان
الحياة
الامام علي
نهج البلاغة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    حكاية من بئر يوسف

    النشر : السبت 19 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    أعظم ست أفكار للإبداع والإبتكار

    النشر : الخميس 20 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الزي الجامعي الموحد.. آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب الجامعي

    النشر : السبت 21 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    ضحايا الاحتراق الوظيفي: التكلفة العالية للإنجازات العالية

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    التأثيرات النفسية للتخلص من وجه الإعدادية

    النشر : الأحد 21 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    سيلفي مرض العصر

    النشر : الأربعاء 20 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 430 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 418 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 3 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 3 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 3 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة