• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أشرف الغنى.. ترك المُنى

رقية تاج / الأربعاء 02 حزيران 2021 / ثقافة / 3697
شارك الموضوع :

المقصود من هذه الحكمة هو الترفع عن الحاجات المادية فإن التخلّي عنها يحقق الاكتفاء النفسي

يُقال: "من مقتضيات الحكمة أن تعرف ما يجب أن تتغاضى عنه".. وبالفعل فإنَّ الاهتمام والتعلّق العقلي والقلبي بكل ماهو دنيوي وزائل ورخيص يؤدي بالإنسان إلى الجهالة والنزق والحمق والسفاهة.

وذلك لا ينافي الحكمة فقط بل يوجب أيضاً الفقر؛ الفقر بمعناه الواسع وليس المادّي الضيّق والمتداول، فالغني الحقيقي هو غني النفس وليس غني الجيب، والفقير كذلك ليس فقير المال بل الفقير في المعنويات؛ فقير العلم والدين والأدب، ذاك الذي تجده يحتاج دوماً للمخلوقين وتخضع نفسه الضعيفة لسلطة الشهوة والمال والجاه.

يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام):

"أشرف الغنى.. ترك المُنى".

من منّا لا يحب أن يكون ذو نفس غنية، بل من الأعلى مرتبة ومنزلة، كما عبّر عن ذلك الإمام صلوات الله عليه، فكيف نحصّل ذلك، وما معنى المُنى هنا؟، أوَليست الأماني مفهوم إيجابي، حق شخصي مشروع، صفة جميلة يتمتع بها أصحاب الطموح العال والأحلام الكبيرة؟!

نعم، لكن ذلك يكون على حسب نوع الأماني والهدف من وراء تحقيقها، فكل أمنية وحلم وهدف تكون الصبغة العامة والمقصد منه إلهي ويقوم على أسس الخير وتحوّطه المعاني والقيم السامية تلك أماني وأهداف يجب أن يسعى الإنسان لها ولا يتركها، أمّا الأماني بجانبها الآخر هي المرتبطة بالمال والشهوة والشهرة وهي بيت القصيد في كلام الإمام.

فالمقصود من هذه الحكمة هو الترفّع عن الحاجات المادية لأنَّ التخلّي عنها يحقق الإكتفاء النفسي، فالأماني في جانبها السلبي تقيّد الإنسان وتوّلد لديه الحسرة والخيبة عند عدم تحقيقها، لذلك عبّر الإمام عن تركها بأشرف الغنى، وهو يحثّنا هنا على القناعة بما لدينا، فمن يملك الرضا سيملك الإيجابية والإطمئنان والتوكل على الله، وبالتالي سيكون قوي الشخصية واثقا من نفسه، وستحبه الناس وتتأثر به.

ومن باب آخر قد يكون المقصود من المُنى هو توقع ما لا يمكن وجوده وتحصيله، قد تكون رغبة غير منطقية أو خطيرة أو غير واقعية، أو إنه يسعى لتحقيقها لكن بأساليب ملتوية وغير مشروعة. والحرص الشديد على بلوغ كل ذلك يولّد عقداً نفسية لاستغراق صاحبها في الوهم والحلم الزائف.

نستطيع توظيف هذه الحكمة البليغة في الكثير من جوانب حياتنا، مع الطفل مثلاً وأهمية زرع حس الاكتفاء والقناعة والرضا وتعليمه عدم النظر إلى ممتلكات الآخرين وعدم الحرص على امتلاكها أو نزعها منهم أيضاً. وكذلك خفض سقف التوقعات في اختيار الزوج أو الزوجة، والاهتمام بدل ذلك بالخلق والدين.

وفي الجانب الإجتماعي على الإنسان أن يترك أمنياته حول آراء الناس عنه، وفي أن يكون محبوباً ومحطاً للأنظار، وفي النهاية إرضاء الناس غاية لا تُدرك!.         

فالأولى على الإنسان ترك الإنشغال والتفكير بتلك الأمنيات والمبادرة إلى العمل الصالح، وكذلك الخروج من دائرة الأنا والسعي لخدمة الآخرين والتزوّد ليومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قلبٍ غني ترفّع عن متاع الحياة الدنيا وزينتها.

الانسان
الحياة
الامام علي
نهج البلاغة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    لوحة عشق في محضر الصادق

    النشر : الأثنين 07 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    بيضة كولومبس وأزمة الإبداع

    النشر : الأربعاء 16 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    علامات التحذير من المخاوف الصحية المتعلقة بمرحلة بعد الولادة

    النشر : الأحد 21 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    وعي العباءة الزينبية ١

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    تطبيقات تساعد الأطفال على تعلم البرمجة.. تعرف عليها

    النشر : السبت 22 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    كونوا لنا زيناً

    النشر : الخميس 18 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 343 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1022 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة