• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ثبات علي

سمانا السامرائي / الثلاثاء 15 شباط 2022 / ثقافة / 2117
شارك الموضوع :

تحت الشمس وقفت سائلة ماذا يعني علي؟ وهنا تردد في كياني سريعاً جواب قوي واضح ثبات

في ذكرى مولده، سرني هذا الشرف أن أكتب عن شخصية عظيمة في مناسبة بهيجة كذكرى الولادة.. إنه شرف من نوع خاص، نداء علوي في تلك اللحظة التي مُلئت فيها حيرة وباغتني التخبط، وبما أنني لا أكتب في هذا الميدان كثيراً لأني أؤمن إن العلاقة بأهل البيت (ع) هي علاقة خاصة بيننا وبينهم، كل منا لديه مفهوم روحاني يخصه هو لذا توقعت أن يكون الأمر صعباً، لكن ما حصل كان مختلفاً تماماً!

تحت الشمس وقفت سائلة ماذا يعني علي؟ وهنا تردد في كياني سريعاً جواب قوي واضح ثبات

في عالمنا اليوم هناك الكثير من كل شيء، ملهيات كثيرة، أفكار كثيرة، معلومات كثيرة، مشاعر كثيرة، مصادر تسلية كثيرة، خيارات كثيرة، وفي وسط كل هذه الكثرة يتسلل العجز إلى دواخل الإنسان، تسلب منه قدرته على الاختيار، يصبح طافياً، لا جذور له، بعيداً عن الثبات.

في عالمنا اليوم لا يوجد شعور واحد ثابت بل زوبعة من مشاعر تزعزع حتى أكثر الكيانات استقراراً كل لحظة، لا يوجد فكرة واحدة ثابتة هناك طوفان من الأفكار، يجب عليك أن تردد أفكارك لنفسك بشكل دائم لتتذكرها، لتؤمن بها، لكي لا تبتعد عنها في خضم كل هذا التقلب، الثباتُ يصبح مطلباً أصعب وأصعب.

أحياناً نشعر بالضياع الشديد، نصبح هلاميون، لا نستقر على حالة، ونصف ذلك بالتحضر، العصرية، الانفتاح..

مع هذا يمكن عد الهلامية حالة أفضل من السيولة التي وصلنا إليها أو سنصل لها في المستقبل القريب، وستمحى معالم معظم ما هو جيد وجميل وصالح، تتراخى الحدود، تذوب، وتتلاشى.

نحن نفتقر إلى الثبات، نحن نحتاج إلى الثبات.

اكتسب الثبات سمعة سيئة عندما اتسم معظم الثابتين في عصرنا بالحدة وذلك لأنهم مؤمنون إيماناً قاطعاً برؤاهم -التي قد تكون صحيحة أو خاطئة- دون أن يعملوا العقل ويستخدموا أدوات المنطق للوصول إلى الرشاد والتحقق مما يؤمنون به للارتباط بها ارتباطاً يقينياً نابع عن معرفة أكثر منه وراثة أو حفظ أو سير مع التيار، لذلك الثابت في عصرنا شخص خائف من أن يجرفه التيار في أي لحظة، الثابت هو شخص لم يُمتحن بعد ليس إلا، أو قد يكون شخصاً ناجحاً بتجنب بؤر الأعاصير، شخص لم يخض غمار العيش.

الثبات الذي نجده في شخصية الإمام علي (ع) مختلف، إنه الثبات الحق، الثبات الذي يعلو على مخاوف الإنسان، مطامعه، أمانيه، مصالحه، وعن نفسه، فهو ليس ثباتاً لنيل الجنة، أو محض خشية من النار، إنه ثبات عارف بالحق متيقن منه، إنه ثبات محب مذعن مطيع قد سلم كل أمره لخالقه وآمن بحسن أقداره، إنه الثبات الناشئ من كون الفرد لا يبالي بآلامه أو راحته الشخصيتين، ينظر للصورة الكلية، للأثر الذي يلقي بظلاله على البشرية والتأريخ، إنه ثبات من أجل المعنى، إنه تفوق على الذات الدنيا واتصال بالأعلى والأعز والأعظم.

وحين نذكر ثبات المعصوم، يسأل سائل، أنا إنسان خطاء لا أستطيع الوصول إلى درجات العصمة تلك، وهذا صحيح، ولكن على الإنسان أن يسعى على الدوام للتكامل الأخلاقي والعبادي والروحي، فنحن لا نقوم حتى بأبسط الرياضات الروحية كالصلاة والصيام على نحو صحيح، ولا نتغلب على أنفسنا في تلك المواقف، نظلم أنفسنا بأنفسنا، فكيف نتوقع الحصول على نتائج؟

نحن نضع المعصوم كدليل إرشادي على طول الطريق عارفين إنه ليس بالإمكان وضعهم كأهداف للوصول لها كما نفعل تماماً عندما نضع رياضياً حافزاً لاكتساب لياقة صحية ونحن نعلم إننا لن نصبح رياضيين بل لا يمكننا منافسة من بدأ التمرن منذ صغره وقضى العمر يتدرب ويطور مهاراته ليصبح حاصدا للميداليات والألقاب، المنافسة غير عادلة  ومحبطة ومجحفة بحقنا.

لكننا ندرك أيضاً إننا لم نخلق جميعاً لنصبح رياضيين فالأدوار تتنوع، كذلك لم نخلق جميعاً لنصبح معصومين، غير إننا جميعاً بحاجة إلى القدوة، وإلى المرجعية، إلى ميزان نقيس عليه خطأ وصواب المسير، شخص ما طبق المفهوم الذي نؤمن به على نحو كامل، وهذا ما نجده في ثبات الإمام علي (عليه السلام) التطبيق العملي للثبات الذي يجب أن يتحلى به الإنسان، الإنسان الذي لا يعيش من أجل نفسه فحسب، بل ينبذ الفردانية، ليكون مع أخيه كبنيان مرصوص، ويعلو فوق المتع الدنيوية ليكون خليفة على الأرض بنظرة مستقبلية عالمية.

الامام علي
الشخصية
التفكير
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية

    (زعفر) سلطان الجان

    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا

    العقيلة زينب بين الترميم والنقل: سيدة الجرح والصبر

    التواصل المقطوع

    آخر القراءات

    لماذا الإيطالية هي لغة القهوة؟

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    فن من نوع آخر.. الكوشات تصاميم عصرية بأنامل عراقية

    النشر : الأثنين 22 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عالم غامبول المدهش

    النشر : الأحد 25 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    لماذا لا يمكننا استرجاع ذكريات طفولتنا الأولى؟

    النشر : الأثنين 24 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف يرد المسلمون على اتهامهم بالعنف؟

    النشر : السبت 09 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    هل نحن مسلمون؟

    النشر : الأربعاء 04 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    اليوم العالمي للصفح: رحلة نحو السلام الداخلي والمجتمعي

    • 623 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 601 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 576 مشاهدات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    • 436 مشاهدات

    عظمة الرسالة ونبل العطاء: ملتقى مسؤولات الحسينيات والهيئات الحسينية

    • 390 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1330 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1044 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 954 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 834 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة زينب ونهضة المسير
    • منذ 18 ساعة
    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية
    • منذ 18 ساعة
    (زعفر) سلطان الجان
    • منذ 19 ساعة
    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة