• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

(لَأَزِيدَنَّكُمْ).. كيف تزداد النِعم بالامتنان؟

مريم حسين العبودي / الأثنين 03 تشرين الاول 2022 / ثقافة / 2004
شارك الموضوع :

تخلُص آلية ممارسة الامتنان بشكل يوميّ إلى نقل المرء لوعي أعلى، لمراحل أوضح من مراحل التجليّ الوجودي

بين الفينة والأخرى تحتاجُ الروح لممارسة تمارين الامتنان، أن تقاوم التعوّد ولا تدع التكرار يسلبها قوة الملُاحظة، أن لا تدعك رتابة الأيام تنسى روعة وجود أمك في المنزل، ولا كم هو مخلصٌ صديقك، وكم هي لذيذةٌ قهوتك، وكيف أنك مرتاح في معظم أمورك. أن لا تمنعك البلادة من تقدير الأشياء الجيدة المحيطة بك بحجة أنها عادية، الأشياء العادية هذه هي غالباً أمور رائعة.

وإلا لِمْ تستمر في تعاطيها والعيش بها كل يوم؟! يُفقدنا الاعتياد القدرة على تثمين النِعم، ولذا فإن الحالة الطبيعية للجسد وهو معافى كل يوم لا تسترعي انتباه صاحبها، بينما سيجعله ألم ضرسه يصب كلّ تركيزه على موضع الألم، بل سيتحول عندها كل وجوده الماديّ إلى تأوه مستمر ومحاولات متواترة لتسكين هذا الوجع والعودة للحالة الطبيعية السابقة، حالة الجسد وهو لا يشعر بشيء، حالة السكون التي لفرط اعتيادنا عليها لم نعد نقيّم رفاهيتنا بها هي أكثر الأمور التي يجب أن تسترعي انتباهنا لها، أن نُدرك عظمتها ونشكرُ ديمومتها.

ينطبق الأمر على كافة جوانب الحياة الأخرى، كلُ ما نعيش فيه ومن خلاله يحيا بالامتنان، يمكن لكل ما حولك أن يُكرمك بالمزيد من الخير حين تصله منك طاقة الامتنان والشكر، يمكن أن تمتن لغسالة الملابس التي تُخرج لك الملابس جاهزة ونظيفة، للثلاجة التي تحفظ لك طعامك طازجاً، للنباتات التي تُزيّن منزلك وتمنحه شعوراً بالحياة، ولنسائم الهواء التي تنساب لك من نافذة غرفتك أو سيارتك، وللقطة التي تعطيها قطعة دجاج فتمنحك شعوراً عذباً وأنت تراقبها تأكل، وللطيور التي تطهّر مسامعك بأنغامها دون مقابل، والكثير من الأمور الأخرى التي لا تُعد ولا تُحصى ولو نظرت حولك الآن في أي مكان أنت فيه لوجدت على أقل تقدير عشرة أشياء تحمدُ الخالق على وجودها وأولهم أنت ذاتك، بكل ما فيك من تكوينك البشري المعقد، وبكل عافيتك وحواسك ونضجك وممتلكاتك.

يُعرّف الامتنان بأنه القدرة على إظهار التقدير ورد العطف، وأُطلق عليه تسميات مثل (فضيلة وموقف وعاطفة وحتى مهارة)؛ إذ عبر شعراء مثل "رالف والدو إمرسون" (Ralph Waldo Emerson) عن مزاياه، قائلاً: "عوِّد نفسك على الشعور بالامتنان لكل شيء جيد يحدث لك وعلى الشكر باستمرار"، بينما قال الفيلسوف الرواقي شيشرون: "الامتنان ليس فقط أعظم الفضائل؛ ولكنَّه والد كل الفضائل الأخرى". كما يزخر الدين الإٍسلامي بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحثُ على ممارسة طقوس الامتنان، قال تعالى: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ). وقوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) وكذلك الآية الأكثر تداولاً (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) التي لو يُتعمق في معناها ويُعمل بها بشكل واقعي لعرف المرء حظوة آلية الشكر وكيف تُقابل بالزيادة، وعلى النقيض منها يُقابل الجحود بالشحة.

وعلى الصعيد العلمي، فإن علم النفس الإيجابي يُقر بأن الأشخاص الذين يُمارسون الامتنان بصورة مستمرة وبشكل يومي تجدهم أكثر سعادة وبهجة لفترة طويلة. فإذا كان الإنسان ممتناً بشكل عام على أغلب الأشياء التي في محيطه، فبالمقابل سوف يجذب الكثير من الأشياء التي تجعله أكثر امتناناً وشكراً.

تخلُص آلية ممارسة الامتنان بشكل يوميّ إلى نقل المرء لوعي أعلى، لمراحل أوضح من مراحل التجليّ الوجودي، حيث يعرف المرء قيمة وجوده، فلا توسوس لهُ شياطين الجن والأنس وشياطين نفسه بأنه قد يكون خُلق عبثاً أو أنه يتعرض للظلم من الحياة وأن الأقدار لا تسير لصالحه وأنَّ الحظ حالف فلان ولم يحالفه.

الشكر وتقدير الموجودات من حولنا يهذّب النفس، ويكثّف فيها شعور الأهمية والنُبل البشريّ ويدحض العبثية التي تودي للهلاك. قدرتك على القراءة الآن، تنفسك المنتظم، وجود وجبة ستأكلها بعد ساعتين، والسقف الذي فوقك، كلها أمور تستجلب روح الحمد، أن تجتمع كل خلاياك التكوينية لسجدة شكرٍ تصلُ ذبذبات الامتنان فيها للسماء السابعة.

الايمان
السلوك
الشخصية
التفكير
السعادة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    تعرّف على العادات التي تعجّل من شيخوختك

    النشر : الأثنين 29 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التفاخر والتباهي بالأبناء!

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    لماذا أصبحنا نعيش في عصر الكآبة وكيف نواجه هذا الوباء؟

    النشر : السبت 30 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    عاشوراء... صوت الإعلام الأول

    النشر : السبت 17 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    كيف نتخلص من الأشخاص السلبيين في حياتنا؟

    النشر : الأحد 07 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الامام علي ومواجهة المتكبرين بالحزم!

    النشر : الأحد 18 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 349 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3460 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1025 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 13 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 13 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 14 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة