• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دلفري

خديجة الصحاف / الأربعاء 21 كانون الأول 2022 / ثقافة / 1754
شارك الموضوع :

إن حرص على الإنسان على طعامه يجب أن لا يتوقف على حليّته وطهارته المادية، فالأمر أبعد من ذلك

ربما كثيرون مثلي قد لفت نظرهم مؤخرا كثافة الدراجات النارية التي تجوب الشوارع كي توصل طلبات الطعام للزبائن .

ادهشتني سرعتها الجنونية وهي تنطلق كالصاروخ وكأنّ الزبون يتضور جوعا بانتظار وجبته، علمت فيما بعد إن سرعة ايصال الطلب تعتبر ميزة للمطعم صاحب الوجبة، وعامل الإيصال ربما يعاقب أو يُوبّخ إذا تأخر! .

هذه الظاهرة التي أصبحت طاغية في مجتمعنا وكأنّ النساء لم يعدنَ يطبخْنَ في بيوتهن !

عندها تذكرت أمي، وطقوسها المقدسة التي لا تتخلف فيما يخصّ الطعام، حيث كانت ترفض أن نأكل من خارج البيت طعاما تجهل مصدره، وترتاب بمن أعدّه؛ لذا كنا من النادر أن نأكل خارج البيت، وحتى في السفر كانت تحرص على إعداد الطعام بنفسها .

كانت تدرك - بفطرتها - إن مايدخل الجوف ينعكس على الروح، ويترك بصماته عليها دون أن يشعر الإنسان؛ وكانت تحرص على بقاء أرواحنا نقية من كل تأثير سلبي!

كل يوم عند منتصف النهار كانت وجبة الغداء جاهزة، تتسبك على نار هادئة بانتظار عودتنا من المدرسة، وفي الأعياد والمناسبات كانت تتحفنا بوجبات استثنائية فاخرة !

علاقة أمي بالطعام أعمق مما تبدو، فقد كانت مشاعرها وحالتها النفسية تنعكس على ما تطهو؛ فكنّا نشعر إذا كانت منشرحة الفؤاد، أو منزعجة بمجرد أن نتناول لقمة واحدة !.

وأثناء إعدادها للطعام كانت أحيانا تسبّح، أو تقرأ ما تحفظ من أدعية أو سور قرآنية، فيمتزج طبيخها بالبركة، وفي أيام محرم كانت تقرأ أبيات الرثاء الحسيني وتبكي، فكان طعامها يشاركها مشاعر الحزن، وفي كل وجبة كانت تضع جزءا من كيانها؛ لننموَ ونكبرَ في عافية من طعام نضج أثناء ذكر الله وتسبيحه !.

إن حرص على الإنسان على طعامه يجب أن لا يتوقف على حليّته وطهارته المادية، فالأمر أبعد من ذلك ويجب التأكد من طهارته المعنوية، وطبيعة اليد التي تتعهده!

ومن طريف ما يُروى عن الإمام علي (عليه السلام) إن قنبر مولاه جاءه يوما بطعام إفطاره وكان جرابا فيه سويق وعليه خاتم، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن هذا لهو البخل تختم على طعامك؟! فضحك الإمام عليه السلام وقال: لا أحب أن يدخل بطني شئ لا أعرف سبيله، وكان يقول أيضا: أكره أن يدخل بطني غير طيب.

ربما يفهم البعض من كلامي بأني ضد الأكل من خارج البيت مطلقا، وبالتالي فإن الكلام يصبح غريبا، أو صعب التنفيذ، أو مبالغا فيه، ولكنني أعتقد أن بإمكاننا أن نحتاط قدر الإمكان، ولا بأس من ارتياد المطاعم الموثوقة في مناسبات معينة، وكسرا للروتين، أما أن يصبح هذا الأمر أسلوبا للحياة فهذا هو الغريب برأيي!.

وينبغي علينا أن نتوسع في فهمنا لقوله تعالى: { فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَى طَعَامِهِ }  ليشمل هذا النظر التأمل في كل جوانب الطعام، ماديا ومعنويا، مصدره ومنتهاه؟

وأكرر ثانيا بإمكاننا الاحتياط قدر الإمكان فما لايُدرك كلّه، لا يُترك جلّه .

لقد قرأنا وسمعنا الكثير من القصص في حياة علمائنا الأعلام حول دقّتهم في انتقاء ما يأكلون، واهتمامهم في طهارة الأشخاص الذين يعدّون طعامهم؛ لأنهم يدركون جيدا تأثير الطعام على روح الإنسان، وصفائها، والغريب إنهم كانوا يكتشفون إذا ما مسّ طعامهم أي مؤثر معنوي يؤثر على شفافية أرواحهم.

إن البركة .. كل البركة في الطعام الذي تعدّه أمهاتنا، طعام نكهته الحب، ومزاجه مشاعر الحنان والأمومة التي لا تنضب، طعام صُنع بحب، وأُكِلَ برضا .

التغذية
السلوك
الايمان
الشخصية
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    تعرف على أسباب الإجهاض وأعراضه

    النشر : السبت 27 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    تحدي أزمة البطالة والرجوع إلى عملية التوظيف

    النشر : الأحد 21 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    نساء حفرن أسماءهن على جدران القلوب وأخريات استبدلن أزواجهن بالمادة

    النشر : الأثنين 18 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    ماهي الأعراض الأولية لسرطان القولون والمستقيم

    النشر : الأثنين 12 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    اجعلي السلطة في رمضان صديقك الدائم

    النشر : الثلاثاء 19 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    معيار الرجولة.. عباس!

    النشر : الأحد 09 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 342 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1021 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة