• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

استراتيجيات التأقلم.. بطاطة، بيض أم قهوة

هدى المفرجي / الأحد 29 كانون الثاني 2023 / ثقافة / 1769
شارك الموضوع :

قد يحدث في الحياة من حولنا الكثير من الأمور، وتواجهنا الصعاب والأحداث المؤلمة، المهم حقا هو كيف نختار ردة فعلنا

يحكى أن في أحد الأيام شكت طفلة لوالدها أنها تعيسة، فما إن تتغلب على مشكلة حتى تفاجئها مشكلة أكبر، كان والدها طاهيا بارعا، فطلب منها مرافقته إلى المطبخ، وهناك أحضر ثلاث أوعية ملأها بالماء ووضعها على النار، وبمجرد أن بدأت بالغليان، وضع حبة بطاطا في الوعاء الأول، وحبة بيض في الثاني وفي الثالث حفنة من حبيبات القهوة.

وتركها تغلي دون أن يقول شيئا، حتى أصاب الطفلة الملل وراحت تتساءل عما يفعله والدها، وبعد عشرين دقيقة، أطفأ الأب النار وأخرج البطاطا والبيض والقهوة ووضع كلا منها في وعاء زجاجي شفاف، التفت بعدها نحو ابنته وقال: - "ماذا ترين؟"، أجابت: "بطاطا، وبيض وقهوة!" ثم قال الأب: ألقِ نظرة أدق والمسي حبات البطاطا، وكذلك فعلت الطفلة فلاحظت أنها أصبحت طرية ثم طلب منها أن تكسر حبة البيض، فلاحظت أنها أصبحت أقسى، أخيرا طلب منها ارتشاف القهوة فلاحظت أنها لذيذة ورسمت على محياها ابتسامة خفيفة وقالت: - "ماذا يعني كل هذا؟"، وهنا شرح الأب قائلا: - "كل من البطاطا والبيض والقهوة واجهت نفس الظروف (الماء المغلي الساخن) لكن كلاً منها أظهرت رد فعل مختلف، فالبطاطا التي كانت تبدو قاسية قوية، أصبحت طرية ضعيفة، والبيضة ذات القشرة الهشة تحول السائل فيها إلى صلب، أما القهوة فكانت ردة فعلها فريدة، لقد غيرت لون الماء ونكهته، وأدت إلى خلق شيء جديد تماما، فماذا عنك أنت؟ عندما تواجهك ظروف الحياة الصعبة، كيف تستجيبين لها؟ هل تبدين ردة فعل كالبطاطا، البيض، أم كالقهوة؟".

فقد يحدث في الحياة من حولنا الكثير من الأمور، وتواجهنا الصعاب والأحداث المؤلمة، المهم حقا هو كيف نختار ردة فعلنا على هذه الصعاب هل تحطمنا وتجعلنا ضعفاء كالبطاطا أم أنها تحولنا إلى أشخاص قساة من الداخل كما هو الحال مع البيض أم أننا نتعلم منها ونستغلها في خلق شيء إيجابي جديد، فتعلم كيفية التأقلم مع الظروف هي مهارة حياتية لا تقدر بثمن، قد تبدو لك بأنها صعبة ومربكة، لكن هل سألت نفسك ما السبب الذي يجعل بعض الأشخاص في حالة أفضل من البعض الآخر في التأقلم مع الحياة وظروفها الصعبة، رغم أننا جميعا نعيش تحت نفس الظروف الحياتية والمجتمعية فما هو السر وراء حالة الهدوء التي يعيشونها؟.

استراتيجيات التأقلم

ببساطة إن التأقلم في علم النفس هو مجموعة من آليات التكيف النفسي التي تُمكن الشخص من التعامل مع ما يحدث في محيطه الخارجي، وتساعده على التكيف مع الواقع وتحمل الإجهاد والضغوط النفسية المصاحبة لتلك الأحداث.

فمنذ فترة كنت أقف مذهولة أمام أولئك الأشخاص الذين يبدون وكأنهم معصومين من التأثر بالضغوط النفسية وأتساءل كيف لا يصرخون مع كل هذا الألم وإنما يكتفون بابتسامة وجملة (الحمد لله) رغم أنني سمعت أن قليل البوح يموت غرقاً في صمته أم أن هذا الذي يحدث معهم هو أحد استراتيجيات الاستسلام أو التأقلم مع البيئة المحيطة فلا فائدة من الصراخ داخل لأبواب مانعة للصوت، حتى أدركت في النهاية بعد أن مررت بالعديد من الظروف الصعبة إنه ليس سوى التأقلم، فبعد أن كنت أصف الألم في سطور أصبحت بالكاد أطرحه بكلمة وأحيانا اجعل الصمت بديلا وهو مايحدث غالباً، فالفرق بين محاولة السيطرة، وبين السماح له بالحدوث، هو أنه كلما حاولت السيطرة على الموقف أو مقاومته سواء بالمطالبة أو بإجبار نفسك، كلما كان الاضطراب الجسدي والنفسي أكثر، من ناحية أخرى كلما قبلت موقفا كما هو دون محاولة تغييره أو تغيير نفسك، كلما كنت أكثر اتزانا وثباتا.

ممارسة التجرد

في الوقت الذي تربط سعادتك ووجودك ومعنى حياتك بعملك وعلاقاتك، فإنك بذلك تعرض صحتك النفسية للخطر، لأنك تسمح لما أنت شغوف به بأن يفرض عليك حالتك النفسية تجاه الحياة وتعتمد على شيء خارجي لا يمكنك التحكم به، لذلك قم بممارسة التجرد من أي مؤثر يمكن أن يمنعك من تنفيذ فكرة التجرد والابتعاد عن الموقف فإنه من المهم والمفيد للغاية أن تأخذ خطوة للخلف وتهدأ قليلا بحيث تسمح لعقلك بمعالجة كل ما يحدث، بطريقة جيدة وإعادة كل شيء إلى منظوره الصحيح وحجمه الطبيعي، دون أن تضيع في زحمة التفاصيل.

فلا تعش الحياة وكأن الدنيا فوق ظهرك، ولا تحمل نفسك ما لا تطيق، تعايش مع يومك، وفرحك، وحزنك، لكن إِياك والإِفراط لأنه يجعل روحك في متاهة معتمة، جالساً تندب حظك، وتتحسر على الماضي، إنما تفاءل فإن كتاب الله يدعو للتفاؤل قال تعالى: {فَإن مَع العُسرِ يُسراً، إنّ مَعَ العُسرِ يُسراً}  وقال: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزلُ الْغَيثَ مِن بَعدِ مَا قَنطوا وَيَنشرُ رَحمتهُ وَهوَ الْوَلِي الْحَميدُ}، الحياة لن تقف عند أحد، ولن تدوم الأحزان وظلام الليل يفنى، فعندما تشعر بالفرح انثره بين الناس، بين الذين يترقبون بريق أمل فالدينا رغم قساوتها سيتشقق النور منها، ولا تحزن على صغائر الأمور فكل الدنيا صغائر.

التفكير
الايمان
السلوك
الشخصية
علم النفس
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    كيف تكون محاور ناجح؟!

    النشر : الأربعاء 17 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الطلاق الصامت.. أسباب وحلول

    النشر : الثلاثاء 19 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عقار منشط قد يساعد المرضى الذين يتعافون من الاكتئاب

    النشر : الأحد 29 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    قلق.. وتمضي الكثير من الوقت في التفكير بأسئلة بلا إجابة؟ أنت من ضحايا الإفراط في التفكير

    النشر : الأربعاء 12 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الصديقة الزهراء

    النشر : الجمعة 01 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    فاطم.. تلك المجهول قدرها!

    النشر : الخميس 02 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1016 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 9 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 9 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 9 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة