• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بين الرَحلة والباب

امل شبيب الأسدي / الأربعاء 08 شباط 2023 / ثقافة / 1658
شارك الموضوع :

دخلن الحصة الأولى بعد انطلاق صوت الصافرة من قبل الإدارة معلناً عن بدأها، كانت إيمان من الطالبات المتفوقات

من السيارة الصغيرة ترجَلن تلك الفتيات، عَلت وجوههن الابتسامة والنشوة، ليصلن إلى تلك البوابة الكبيرة، حيث كانت في استقبالهن، وقد فُتحتْ على مصراعيها، وتزينت جبهتها بلوحة تعريفية، ترشد المارة إلى ذلك المكان الذي بقي خالداً على مر الزمان؛ لقد خط العمر الشبابي لوحته، ورسم في زواياها فراشات الحب والأمل.

نَزلن للتو وتركن أحاديث مختلفة عن المحاضرات، والنشاطات والاحتفالات، أما مسك الكلام كان عن إيمان حيث تأخرت قليلا قبل المجيء، وعن وقت انتظارهن لها، وعن السائق الذي قدمت الاعتذار له وقد قبِله مبتسما.

دخلن الحصة الأولى بعد انطلاق صوت الصافرة من قبل الإدارة معلناً عن بدأها، كانت إيمان من الطالبات المتفوقات، وقد اتخذت الكرسي الأمامي مقعداً لها منذ بداية السنة الدراسية، وقد اعتادت -عند الدقائق الأخيرة من الحصة- على طرح الأسئلة، وبكل سعادة كان يجيب الأستاذ عليها، وقد اتخذ مستقراً له بين باب الصف والرحلة التي تجلس عليها، ليستمع ويستمتع بجوابه لها، تاركا لبقية الطالبات أحاديثهن فيما بينهن تملأ دقائق الوقت الأخير من الحصة!.

هكذا هي ايمان ما فتئت تمارس شغفها للكتابة على طاولة الوقت، ولم تزدد إلا حبّا للكتبِ ومطالتها، فكل المتعة وجدتها تكمن هنا، لقد كانت المديرة محقة جدا إذ جعلتها مسؤولة على مكتبة المدرسة، فصارت تزهو بها بتنظيمها للكتب، وفهرستها بحيث يسهل اختيار الكتب لمن يستعيرها، ونتج عن ذلك أن ايمان قد صعدت سلم النجاح، حيث بدأت تكتب المشاهد والنصوص المسرحية التي تعالج مشاكل وهموم الطلبة، بل وارتقت منصة التمثيل، وقامت بأداء أدوار مهمة على مسرح المدرسة، مستمدةً يد العون من أستاذها الذي مازال ذات المكان -عند باب الصف- مقره الذي يأنس به عند مناقشته لها..

وما زال يحترم تلك الدقائق القليلة التي تجمعه والحديث معها، رغم تقدمها إلى مراحل دراسية جديدة متزينة بثوب النجاح، غير متناسية تلك العكازة التي اتكأت عليها وأرشدتها إلى واضح الطريق في الكتابة والنقد والتأليف.

كم كانت جميلة تلك الأيام الدراسية، حيث الشرح المباشر باستخدام وسائل الإيضاح والمختبرات التي تجمعهم معا، وحديث الأساتذة الذي يشد إليه الجميع بكل لهفة.

نعم هي جزء من حياتنا وسعادتنا، فالاعتياد على جو الحلقات الدراسية، وصحبة طلبة العلم، والوقت الذي يُقضى معهم في ساحة المدرسة، وتلك الجلسات الندية التي تنثر عطر المحبة، وتنبيهاتهم: اقرأ، اكتب، اشرح... تعلن عن التقويم اليومي والسنوي المهم من حياتنا.

(ملعونة كورونا) (كوفيد-19) تجاوزت على حقوقنا وحرمتنا منها، بل نالت من أحبتنا وبقينا نأن لفراقهم وتقتلنا ذكرياتهم.

إيمان -ذات يوم- حينما اضطر الأستاذ إلى إنهاء الحصة وغلق الباب قهراً، حيث صفير الرياح وظلمة الجو، وانقطاع التيار الكهربائي، مما أدى إلى إنهاء ما تبقى من الدوام للظرف الراهن من قبل الإدارة، ورجوع الكل إلى بيوتهم؛ شعرت ايمان بإحساس غريب، وتيهٍ من أمرها وكأنها فقدت شيئا ثمينا، إلا أنها لا تعرف ماهو؟! لقد ملَّ الكتاب وهو بين يديها؛ تقلبه دون رحمة من الشمال إلى اليمين دون استقرار، إلى أن ألقته جانبا، وراحت تستذكر يومها الذي خلا من حديث الباب؛ جلست على الكرسي مستمتعة بشريط بذكرياتها، حتى قطعته -على حين غرة- نغمة رنين هاتفها المحمول، لتتفاجأ بالمتصل، إنه أستاذها، وعلى هامش الدهشة راح يسأل عنها، فهو الآخر يفتقدها؛ لقد انتشلها من بحر التفكير وأمواجه، وبكلماته البسيطة أخذ بروحها إلى شاطئ الأمان والهدوء، معلناً لها بأنه أنهى قراءة الكتاب الذي استعاره منها قبل فترة، وهكذا أعلنا الحب بينهما دون أن يفصحا.

وفي يوم بهيج -أثناء توزيع النتائج الدراسية- استلمت إيمان شهادة النجاح وبتفوق، حيث كان معدلها يؤهلها لدخول كلية الطب، أقيم احتفال بها وببعض زميلاتها، وزعت خلاله الإدارة الهدايا على المتفوقات، وبالإضافة إلى هداياها، تسلمت ايمان مجموعة من الكتب بعناوين مختلفة، وامتلأت النفوس بالراحة وانتهت مرحلة من العمر الدراسي كانت جميلة بأحداثها.

وبعد فترة أعلن الأستاذ حيدر خطوبته من إيمان التي تربت على يديه، ومنحها الثقة بالنفس وعلمها بأن (خير جليس في الزمان كتاب)، وأثبتت له هي بأن خير صديقة صدوقة، ورفيقة مؤنسة هي إيمان.

مرت أيام على خطوبتها، والسعادة لا حدود ولا وصف لها، إلا أنها لاحظت أن السؤال بدأ يقل من قبل حيدر (زوج المستقبل)، وبدأ الأمر يقلق إيمان جدا، والتساؤلات تحيطها من كل جانب، لا أحد يجيب عند اتصالها ماخلا مرة واحدة أعتذر من خلالها المواصلة بالكلام معها.

وللأسف بدأت الحالة تزداد سوءًا وجاء الاتفاق بين العائلتين بعدم إخبارها بإصابته بمرض (كورونا)، الذي استفحل عليه دون علمه، لأنه كان في فسحة الأمل والحب مع فتاته، وأهمل نفسه في بداية الأمر إلى أن أصبح غير قادر على المقاومة، رغم الاهتمام من قبل الأطباء المشرفين، حتى اهتمامها وعنايتها به لم يجدِ نفعًا، وهكذا تنتهي قصة الرحلة والباب.

قصة
كتب
القراءة
مفاهيم
القيم
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    العنف ضد المرأة.. أشكال وأنواع وظلم بلا نهاية

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    هل صرح القرآن الكريم بإسم الامام علي؟!

    النشر : الثلاثاء 11 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    ما علاقة التوتر بتساقط الشعر؟ 

    النشر : الثلاثاء 19 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    بوصلة الولاية

    النشر : الأحد 16 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الماء والنوارس

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الفقر في منهج الإمام علي

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 422 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 417 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 2 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 2 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 2 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة