• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأخلاق في فكر الامام الشيرازي.. قرابة مُشجَّرة بين الاسلام والفضيلة

بشرى حياة / الأثنين 03 حزيران 2019 / تربية / 2084
شارك الموضوع :

الأخلاق هي انعكاس إلى الرصيد الضخم الذي يعتز به الدين الإسلامي من الفضيلة البشرية، والمبادئ الإنسانية. وقد يملك الإنسان العجب حينما يرى الب

الأخلاق هي انعكاس إلى الرصيد الضخم الذي يعتز به الدين الإسلامي من الفضيلة البشرية، والمبادئ الإنسانية. وقد يملك الإنسان العجب حينما يرى البون شاسعاً بين القيادة المحمدية (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأخلاق، وبين المستوى الذي انحط إليه خلق المسلمين في العصر الحاضر.

وهو الارتباط الوثيق بين الدين والخلق، حتى أن كل شعيرة من شعائر الإسلام متلاحمة مع فضيلة من الفضائل، فلا الدين وحده، ولا الأخلاق وحدها، بل دين وأخلاق. وسيأتي عرض النواحي الأخلاقية لطائفة من الأحكام الشرعية، مما يؤكد على أواصر القرابة المشجرة بين الإسلام والفضيلة.

فإن مجرد العلم بالأخلاق دون الاتصاف بها غير مجدٍ ومثالها مثال الجسد بلا روح. وكذا لا يجدي العلم بمحاسن الصفات، ومساوي الملكات، وإن برع العالم بها وقدر على ترصيفها ووصفها، وتقسيمها وجمعها، ودرى أن أيها داخل في القوة الشهوية وأيها مرتبط بالحالة السبعية.

كما لا ينفع العلم بالدواء، من دون معرفة كيفية استعماله كذلك النافع هي الملكة الحاصلة من التكرر، حتى تنطبع في النفس الصفة الحميدة، وتنمحي عنها الخصال الفاسدة، ويصبح الرجل والكرم مثلاً منتهى أمنيته، والشجاعة نقش طبيعته، يجود في كل مناسبة، ويقدم في كل هول.. وحينذاك يمكن أن يطمئن الرجل بوجود الفضيلة في نفسه، وانعدام الرذيلة عنها، لكن دون هذا عقبات وعقبات.

إن الإنسان مهما تعب لتحصيل الفضيلة، وإزالة الرذيلة، لم يكن عمله عبثاً أو قليل الفائدة  كما يزعم البعض إذ مدار الرقي، والذكر الحسن.. ليس إلا الفضيلة فحسب. أما سائر الأشياء كالشرف الرفيع، والجاه العريض، والمال الغزير، بل: والعلم الواسع فلا تعد شيئاً يذكر، ما دام الشخص خالٍ عن حلية الأخلاق الحسنة وإن احتاج إليه الناس، وركعوا أمام شرفه أو جاهه.. فإنه عرض زائل، لا بقاء له ولا دوام.

المجتمع الحي هو المجتمع المبني على التعاون والتكاتف، كل فرد منه يعاضد الآخر في حوائجه، ويشاركه في أحزانه وأفراحه، فترى إذا نزلت نازلة على أحد، هب الجميع لكفاحها، وإذا احتاج فرد إلى حاجة، سعى غيره لها. والأمر تبادل، فمن سعيت له سعى لك، ومن شاركته همومه شاركك همومك..

إن التعاون سمة الجماعة النشيطة، والتفكك طابع الأمة الخاملة..

ومن نظر إلى أمة نظر فاحص، رأى أن كل فرد يهتم بأمور الآخرين، يهتم بأموره، وكل فرد ينفرد بحوائج نفسه، كأنه ليس منهم، نبذ كما تنبذ النواة، فلا يعار له اهتمام، ولا يسعى له في حاجة.. وكلما زاد تعاون الأمة، زاد رقيها، وبالعكس، كلما انفصلت الأواصر بينهم، كثر الخمول والانحطاط.

إن شرائع السماء كلها تقصد شيئاً واحداً، وهو تهذيب النفس التي هي اللبنة الأولى في المجتمع وبالتهذيب، ترتقي النفس في مدارج الكمال، فينظم الكون، وبهذا التنظيم تصلح الدنيا والآخرة.

إن المجتمع كالقصر المشيد، إذا رمم كلما انصدع منه جانب، وشيدت كل دعامة لحقها الخراب، بقى أنيقاً قابلاً للسكنى، ولو ترك بحاله، لم يمض إلا يسير وقت، حتى تناله يد الانهدام، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنهما ترميم للمجتمع عن الانهيار، وحفظ له عن الخراب والفناء، فهما فضيلة، وأساس كل فضيلة.

وليس الصدق والكذب يدوران مدار اللسان.. إن مدارهما الأفئدة، فإذا صدقت، صدق اللسان، واليد، والرجل.. وإذا كذبت كذبت كلها، إن أثم القلب الذي التاث بالانحراف يكذب، ويرائي ويحب أن يحمد بما لم يفعل، ويخلف الوعد، ويخون، وو.. وأخيراً الكذب والاجتماع طرفا نقيض.

إن الوفاء يدل على الشهامة والمروة، واستقامة العمل.. ومن لا يريد الوفاء أحرى به أن لا يعد، فإن حمل الوعد أثقل من مجابهة الرد.

إن الوفاء بالعهد، من شارات العدالة، التي هي مناط الإمامة والقضاء.. فلا عدالة لمن لا وفاء له، فإن من يخالف قوله عمله لا يؤمن على حدود الله وأحكامه.

المسلم طاهر العين من الخيانة، فلا يمد عينه إلى حرمة من حرمات الله، ولا يتمنى ما ليس له من أعراض أناس، وأموال آخرين.

والمسلم نزيه اللسان حيث لا يلمز، ولا يهمز، ولا يشتم، ولا يهذر، ولا يستغيب، ولا ينم، ولا، ولا، واللسان كثير الجريمة، إن لم تصده النزاهة، ولم يزمه الرجل بزمام من الصمت، ربما أودى بصاحبه، وأورده موارد الهلكة، والمكثار يغلب عليه العطب، ويثقل على الناس مجلسه، فإنه يسيء حيث يظن أنه يحسن.

إن العفة جهاد، وجهاد كبير! فإن الآخذ بزمام البطن المستعر، واللمس الملتهب، أصعب من الجهاد في ساحات المعركة، ولذا قد يجاهد الجندي في أواسط الموت والرعب، ثم يركع جثياً حول مفاتن فتاة أو دراهم معدودات.

الإسلام يريد أن يكون ضمير الشخص أبيض من الثلج، وأنقى من اللجين، وأصفى من الماء العذب، يطوي على الخير، ويثني على الحق، يسع الدنيا برحبها، ويشرق إشراق الذكاء في رائعة النهار.

(مقتبس من كتاب الاخلاق الاسلامية لسماحة المرجع السيد محمد الشيرازي قدس سره)
السيد محمد الشيرازي
الاخلاق
المجتمع
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    أنت صاحب القرار

    النشر : الأثنين 27 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    ابتسامة قَدر

    النشر : الأربعاء 08 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    شمس يتبعها قمر (3)

    النشر : الأحد 02 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    شمس يتبعها قمر (2)

    النشر : السبت 01 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    اليوم العالمي للسرطان: نحن نستطيع، أنا أستطيع

    النشر : الأثنين 04 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    قبل أن تدهس النملة انتبه!

    النشر : الأربعاء 18 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 600 مشاهدات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 506 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 383 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 375 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1209 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1171 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1114 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1092 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1075 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 686 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • الخميس 18 ايلول 2025
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • الخميس 18 ايلول 2025
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • الخميس 18 ايلول 2025
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • الخميس 18 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة