• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رسالة إلى امرأة صادفتها في الباص

زهراء وحيدي / الأثنين 06 حزيران 2022 / تربية / 2189
شارك الموضوع :

أنقذتني تلك المرأة بفعلتها تلك، فقد تركت طفلها المعاق وحيدا وجلست بجانبي لتنقذني

أكتب هذه الرسالة إلى السيدة التي لم أعرف اسمها، تلك المرأة الأربعينية التي صادفتها يوم الثلاثاء، عندما ركبت إحدى الباصات العمومية للذهاب إلى الجامعة مثل كل يوم، كنت أعد اللحظات والثواني التي تمر عليّ، إذ لم يبق الكثير على موعد الامتحان وكان الباص فارغا تماما إلا مني ومن امرأة أربعينية تجلس هي وطفلها المعاق على كرسي مزدوج، ولأن الطريق من القضاء الذي أعيش فيه إلى الجامعة طويل نوعا ما وأنا لا أملك القدرة المالية لاستئجار سيارة تكسي لذا اضطررت أن أنتظر حتى يمتلئ الباص بالركاب.

وبعد مرور الدقائق، صعد الركاب واحدا بعد الآخر وبدأ الباص بالامتلاء، ولكني بدأت اقلق أكثر فأكثر وبدأت ملامح التوتر تبين على وجهي إذ إن كل الذين ركبوا الباص كانوا شبابا وأنا الفتاة الوحيدة بينهم، هل لأحد أن يتخيل منظر فتاة بعمر العشرين وحدها بين حشد من الشباب في الباص!

كان وضعا محرجا وصعبا عليّ خصوصا وأنا أعيش في مجتمع يحوي الصالح والطالح والذئاب البشرية فيه تتقنص هذه الفرص لتنال من الفريسة، إذ إني لم أسلم من نظراتهم وهمساتهم، تسارعت نبضاتي وكأني في ماراثون للركض، كاد أن يخرج قلبي من مكانه عندما شاهدت شابا سمينا ذو ملامح لا توحي بنية سليمة يتقدم نحوي ويريد الجلوس في المقعد الذي أجلس عليه، برمشة عين أسرعت نحوي تلك المرأة وسبقت الشاب وجلست بجانبي تاركة طفلها المعاق وحده، بانت على ملامح الشاب الاستياء والغضب، واتجه مضطربا نحو المقعد الوحيد الفارغ في الباص وجلس بجانب الطفل المعاق.

أنقذتني تلك المرأة بفعلتها تلك، فقد تركت طفلها المعاق وحيدا وجلست بجانبي لتنقذني من نظرات الركاب ومن مضايقات ذلك الشاب السمين الذي وحده الله يعلم ماذا كان يحمل في نيته...

تحرك الباص، وبين محطات متفرقة كان يتوقف السائق لينزّل الركاب في مقاصدهم، ولكن لا أحد تزحزح من مكانه وبات واضحا بأن مقصدهم أطول طريقا من مقصدي، وعندما وصلنا إلى الشارع المؤدي إلى المستشفى الحكومي نادى السائق: (أيتها الحاجة لماذا لم تنزلي!، إنها المشفى إنه مقصدك يا حاجة)

ردت عليه: (غيرت رأيي سأقصد مكانا آخر).

من الواضح أنها كانت تريد أن تأخذ طفلها إلى المشفى، لكنها لم تتزحزح من مكانها وبقيت جالسة بجانبي، ربما فكرت لو نزلت سيجلس أحد الركاب بجانبي ويقوم بمضايقتي أو سيعود الشاب السمين... الخ).

لقد كان فعلا عظيما بالنسبة لي، قلت لها بصوت أشبه بالهمس خوفا من أن يسمعنا أحد: "والمشفى؟" قالت لي بابتسامة رسمت الطمأنينة في قلبي: "لا تهتمي سأعود بباص آخر".

وصلت إلى الجامعة، نزلت من الباص ودعتني المرأة بابتسامة وعينان تحمل في طياتهما الكثير من الطمأنينة والأمان...

سيدتي العظيمة ربما قد يجد الكثير بأن تصرفك كان عاديا إنما أنا وحدي التي أجد ما فعلته معي كان كبيرا جدا لأنني كنت ضحية الموقف لا هم، أكتب هذه الكلمات لك في حال كنت تقرئينها، إذ لم يسعني حينها أن أشكرك على ما فعلته معي، لقد منحتني الأمان كله في وقت كاد أن يتوقف قلبي من شدة القلق والخوف، تجسد الخير كله في تصرفك، فقد منحتني الأمان الذي أشعر به في وجود أبي فقط، أرجوكِ ابقي دائما عظيمة واملئي الدنيا خيرا..

الانسان
الاخلاق
قصة
الانسانية
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة