• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رسالة إلى امرأة صادفتها في الباص

زهراء وحيدي / الأثنين 06 حزيران 2022 / تربية / 2131
شارك الموضوع :

أنقذتني تلك المرأة بفعلتها تلك، فقد تركت طفلها المعاق وحيدا وجلست بجانبي لتنقذني

أكتب هذه الرسالة إلى السيدة التي لم أعرف اسمها، تلك المرأة الأربعينية التي صادفتها يوم الثلاثاء، عندما ركبت إحدى الباصات العمومية للذهاب إلى الجامعة مثل كل يوم، كنت أعد اللحظات والثواني التي تمر عليّ، إذ لم يبق الكثير على موعد الامتحان وكان الباص فارغا تماما إلا مني ومن امرأة أربعينية تجلس هي وطفلها المعاق على كرسي مزدوج، ولأن الطريق من القضاء الذي أعيش فيه إلى الجامعة طويل نوعا ما وأنا لا أملك القدرة المالية لاستئجار سيارة تكسي لذا اضطررت أن أنتظر حتى يمتلئ الباص بالركاب.

وبعد مرور الدقائق، صعد الركاب واحدا بعد الآخر وبدأ الباص بالامتلاء، ولكني بدأت اقلق أكثر فأكثر وبدأت ملامح التوتر تبين على وجهي إذ إن كل الذين ركبوا الباص كانوا شبابا وأنا الفتاة الوحيدة بينهم، هل لأحد أن يتخيل منظر فتاة بعمر العشرين وحدها بين حشد من الشباب في الباص!

كان وضعا محرجا وصعبا عليّ خصوصا وأنا أعيش في مجتمع يحوي الصالح والطالح والذئاب البشرية فيه تتقنص هذه الفرص لتنال من الفريسة، إذ إني لم أسلم من نظراتهم وهمساتهم، تسارعت نبضاتي وكأني في ماراثون للركض، كاد أن يخرج قلبي من مكانه عندما شاهدت شابا سمينا ذو ملامح لا توحي بنية سليمة يتقدم نحوي ويريد الجلوس في المقعد الذي أجلس عليه، برمشة عين أسرعت نحوي تلك المرأة وسبقت الشاب وجلست بجانبي تاركة طفلها المعاق وحده، بانت على ملامح الشاب الاستياء والغضب، واتجه مضطربا نحو المقعد الوحيد الفارغ في الباص وجلس بجانب الطفل المعاق.

أنقذتني تلك المرأة بفعلتها تلك، فقد تركت طفلها المعاق وحيدا وجلست بجانبي لتنقذني من نظرات الركاب ومن مضايقات ذلك الشاب السمين الذي وحده الله يعلم ماذا كان يحمل في نيته...

تحرك الباص، وبين محطات متفرقة كان يتوقف السائق لينزّل الركاب في مقاصدهم، ولكن لا أحد تزحزح من مكانه وبات واضحا بأن مقصدهم أطول طريقا من مقصدي، وعندما وصلنا إلى الشارع المؤدي إلى المستشفى الحكومي نادى السائق: (أيتها الحاجة لماذا لم تنزلي!، إنها المشفى إنه مقصدك يا حاجة)

ردت عليه: (غيرت رأيي سأقصد مكانا آخر).

من الواضح أنها كانت تريد أن تأخذ طفلها إلى المشفى، لكنها لم تتزحزح من مكانها وبقيت جالسة بجانبي، ربما فكرت لو نزلت سيجلس أحد الركاب بجانبي ويقوم بمضايقتي أو سيعود الشاب السمين... الخ).

لقد كان فعلا عظيما بالنسبة لي، قلت لها بصوت أشبه بالهمس خوفا من أن يسمعنا أحد: "والمشفى؟" قالت لي بابتسامة رسمت الطمأنينة في قلبي: "لا تهتمي سأعود بباص آخر".

وصلت إلى الجامعة، نزلت من الباص ودعتني المرأة بابتسامة وعينان تحمل في طياتهما الكثير من الطمأنينة والأمان...

سيدتي العظيمة ربما قد يجد الكثير بأن تصرفك كان عاديا إنما أنا وحدي التي أجد ما فعلته معي كان كبيرا جدا لأنني كنت ضحية الموقف لا هم، أكتب هذه الكلمات لك في حال كنت تقرئينها، إذ لم يسعني حينها أن أشكرك على ما فعلته معي، لقد منحتني الأمان كله في وقت كاد أن يتوقف قلبي من شدة القلق والخوف، تجسد الخير كله في تصرفك، فقد منحتني الأمان الذي أشعر به في وجود أبي فقط، أرجوكِ ابقي دائما عظيمة واملئي الدنيا خيرا..

الانسان
الاخلاق
قصة
الانسانية
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    بصمات السرطان في وجهة نظر طب السرطان 2

    النشر : الأثنين 26 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف ستؤثر التكنلوجيا في مستقبل الطبخ وإعداد الوجبات السريعة؟

    النشر : الأحد 28 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    علماء يقترحون فكرة الأشجار المعدلة وراثيًا لتحسين المناخ

    النشر : الثلاثاء 06 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الماء والنوارس

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تحت جليد المدفأة

    النشر : الثلاثاء 11 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فَاطِمَةُ الزهراء (عليه السلام) في بيت الأحزان

    النشر : الثلاثاء 28 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 583 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة