• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الطعامُ الحديث.. يقتُلُ نكهة الأمهات

مريم حسين العبودي / الأحد 19 حزيران 2022 / تربية / 1736
شارك الموضوع :

يمكن لنوع الطعام الذي تتناوله أن يُحدد شخصيّتك، أن يغيّر مظهرك، صحتك، وحتى علاقاتك الاجتماعية

الطعام، المُحرك الأساسي للحياة، سواءٌ كحاجة إشباع حيوية ويومية أو كمصدر للمتعة، المشاركة، وتغيير المزاج. ولابد أنك الآن وأنت تقرأ هذا المقال إما أنك تشعرُ بالشَبع لتناولك وجبة طعام مؤخراً، أو ستشعر بالجوع لأنك تقرأ الآن مقالاً عن لذائذ الأكل.

يمكن لنوع الطعام الذي تتناوله أن يُحدد شخصيّتك، أن يغيّر مظهرك، صحتك، وحتى علاقاتك الاجتماعية! يمكن أن تكون شخصاً كثير الخروج مع الأصدقاء أو الأهل ومحفزاً لهم لتجربة مطعم جديد كل يوم، ويمكنك على صعيدٍ آخر أن تكون مساهماً في إعادة الترويج لأطعمة المنزل تلك التي تُعدّها الأمهات والتي لا يمكن لأي مطعم حول العالم أن يُنافسها أو يحاكي مذاقها، لا سيما أن لكل أم نكهة فريدة خاصة في إعداد الطعام، لا تشابهها أختٌ ولا جارة ولا صديقة، كأن الله ميّز الأمهات بجنةٍ تحت الأقدام مع باقات أخرى من المزايا الخاصة، ويعلمُ كل شخص ذلك جلياً حين يعود بذاكرته لتذكر الأطعمة التي جربها من صنع خالته أو عمته أو زوجته أو أمه، سيجدُ أن لكلٍ منهم نكهة مميزة حتى حين يتم استخدام نفس المكونات بالدقة ذاتها.

يُحدد نوع الطعام الذي تأكله كل شيء عنك، إن كنتَ محباً للأكل الحامض أو المالح أو المعتدل، تفضل الأكل الدسم اللامع بالزيت أم الأكل الصحي اليانع متعدد الألوان، الشاي أم القهوة؟ الأكل الشرقي أم الغربي؟ كلُ تفصيلة ستغيّر شيء فيك وفي المحيط الذي من حولك، سيتذكر الآخرون أنك لا تُحب السمك مثلاً  فيغيرون خططهم لغداء يوم الجمعة، ويضيفون خيارات أخرى حين يعلمون أنك لا تشرب القهوة بدل الشاي! أو يتم الغاء تجمّع بسبب أنك في حمية غذائية لانقاص الوزن، والبعض لديه طقوس في الأكل فلا يأكل حتى يبرد وعلى العكس هنالك من لا يأكله إن لم يكن يتصاعد منه البخار، آخرون يجلسون على مائدة وغيرهم يفضل الجلوس على الأرض، وأمور كثيرة أخرى تختلف باختلاف الشخوص والدول والتقاليد، لذا فإن عاداتك في الطعام تشكّل جزئاً كبيراً من حياتك لاسيما إنها فعاليات تقوم بها كل يوم ثلاث مرات أو أكثر.

في السنوات العشر الأخيرة، بدأت مطاعم الوجبات السريعة تستفز هذا الجانب العريق المتجذر في كل مطبخ وفي كل بيت وتدخلُ في منافسة شرسة معه، فتنجح في جذب جيل جديد نحوها، جيلٌ بات يُفضّل الـ(فاست فود) على وجبةٍ من الأرز والمرق التي تُعدها أمه! جيلٌ صار يطالب بالسرعة في كل شيء، يُريد تنفيذاً سريعاً لطلباته، اتصالٌ واحد والوجبة التي يشتهيها تصله في ظرف دقائق، وحين يزيدُ عدد هذه الدقائق يبدأ التذمر والملل، "متى يصل الطعام!!"

بطاطا بكل الأنواع والأشكال، عادية، مموجة، ملفوفة، مقرمشة، منكهة، متبلة، غارقة بصلصة الجبن أو صلصة الشواء، لا يهم كيف تم أعدادها أو هل هي نظيفة وصحية أم لا، المهم أنها ذات شكل مغري وتصلُ حسب الطلب وتُرضي غريزة العجلة التي يعيشها أطفالُ اليوم.

إن تعدد الوجبات وتنوعها وغزو الأنواع العالمية والوكالات الشهيرة التي يُعد تناول الطعام عندها أو التقاط الصور له بحد ذاته مدعاةً للفخر والرُقي والثراء إضافةً للكسل العالمي الذي يجعل من إعداد وجبة منزلية صحية أمرٌ بالغ الإجهاد والتعب وأننا في عصر السرعة فلم لا نطلب طعاماً جاهزاً وينتهي الأمر! كلُ هذه وغيرها الكثير عوامل ساهمت في تهميش نكهة الأمهات في الأطعمة والوجبات اليومية وأحالوا الفضل كله لما تقدمه لهم المطاعم الحديثة.

لا يمكن فصل الطعام عن ذكريات الطفولة، فلا يمكن لأحدٍ أن ينسى لذة الروائح وقت الظهيرة التي تملأ الأزقة ونحنُ عائدين من المدرسة، والسؤال الذي نطرحه والعصافير تزقزق في معدتنا: "أمي، ماذا سنأكل على الغداء؟؟" ونحنُ على ثقةٍ تامة بأن كل ما ستقدمه لنا هو محل لذةٍ ومتعة ويملؤنا امتناناً وحمداً.

كذلك كل الأشياء الأخرى التي كنا نشتريها من الدكاكين الصغيرة داخل الأحياء السكنية، الشوكولاتة والآيس كريم وأنواع العلكة والسكاكر والحلويات، كان لكل شيء نكهةٌ تشبه نكهة الأمن والبراءة، ولعلّنا نأسف على أطفال اليوم حيث أنهم يعيشون في عصر سُرعةٍ خاطفة تحرمهم من الاستمتاع بهذه التفاصيل، باتت كل الأشياء اليوم سواء، كلها شوكولاتة وكله آيسكريم، لا فرق! كما أن كُله دجاج مُقرمش وعبوة كولا كبيرة، المهم أنه طعامٌ سريع.

من الجيد الخروج عن الروتين الحياتي اليومي وتجربة أشياء جديدة، كما أن بعض الأيام وبعض الظروف تُجبر المرء على عدم فعل شيء والإعتماد على خدمات العصر الحديث، ولذا فإن هذه الخدمات لها فوائد كثيرة في تسهيل الحياة شريطة أن لا تتحكم هي في استهلاكنا لا العكس! إنها نقطة الطوارئ التي يُلتجأ إليها حين الحاجة فحسب. إننا في خضّم كل هذه السرعة التي يسير وفقها الكوكب اليوم، فإننا نحتاجُ التريّث قدر ما نستطيع، أن نتنفس بهدوء، نُفعل كل شيء بتركيز وامتنان، نطهو وجباتٍ نتمهل في تناولها، نحتاج أن نستشعر نعمة الطعام المنزليّ، ذاك الذي لولاه لكانت المطابخ بلا روح. يُمكنك الآن أن تُغلق عينيك وتتذكر رائحة المعجنات أو الكعك الذي تفوح رائحته في أرجاء المنزل بعد أن يدخل الفُرن، ألا تشمُ رائحة الوطن؟!

الانسان
الحياة
الشخصية
السعادة
مفاهيم
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة