• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تهذيب النفس الإنسانية لدى أمير المؤمنين في إدارة الحكم الإسلامي

اسراء حسين / الثلاثاء 07 شباط 2023 / تربية / 1634
شارك الموضوع :

لكنه كان إلى جنب ذلك معنيّاً عناية خاصة بتهذيب النفس الإنسانية

لم تكن تطلعات الإمام القيادية تنحصر في تدبير الجيوش، وإعداد البعوث، وإدارة دفة الحكم، وتعاهد الولاة والعمال، ولكنه كان إلى جنب ذلك معنيّاً عناية خاصة بتهذيب النفس الإنسانية، وإصلاح الذات عند المسلمين باعتبارهما النواة في خلق جيل جديد يواكب النهج الإسلامي الجديد في صقل الطباع وتيقظ الضمائر.

تسلم عليٌّ (عليه السلام) والحكم فواجهته أحداث كبار جرت إلى حروب كبار أيضاً، فقد بلي بجبروت، الناكثين وتهور المارقين، وطغيان القاسطين، فعالج ذلك بما رأيت وقرأت. 

ودهمته الأثرة وحب الشهوات وتطاول الناس بما فيهم الصحابة أو بعض الصحابة وقسط من أبناء المهاجرين والأنصار إلى المناصب الرفيعة والولايات الفارهة فولّى من له أهلية الحكم، وعزل من يستقيم معه أمر الدين وفجأه انحراف السلوك الوظيفي للفرد فأراد تقويمه والعودة به إلى الحضيرة، الإسلامية وهذا يعني بذل الجهد الإضافي الحثيث ليعادل التوازن ويعالج تدهور الرغبات كما لا يقول علماء النفس.

فينتزع حب المال من النفوس وشهوة الحكم لدى الطالبين فينتزع حب التقوقع على الذات عند السواد، فقد بُلي الإمام بطبقة من الناس تستهويها شهرة الأسماء - مضافاً إلى ما تقدم - دون النظر في حقائق الأشياء، وكان هذ الابتلاء يستوي به عليّة القوم، وضعفة الرجال، وأقرب الناس إليه، وأبعدهم  عنه..  

فهذا محمد ابن الحنفية وهو ابنه وهو في الذروة من الورع والحيطة قد يستعظم منزلة الزبير، وسابقة طلحة، وأمومة عائشة، فتملكته الحيرة حيناً، ويذهب به التساؤل حيناً آخر، فيجبهه الإمام ببديهة صارمة تصادر الحيرة، وتجيب عن التساؤل، ويقول له: 

(يا بني إنك ملبوس عليك، لا يعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله).

وكان منهج الإمام هذا حرياً بأن يصلح شيئاً من النفوس، أو يخفف من غلوائها في الأقل من التهافت على الدنيا، والانغماس بمباهجها، ولكن هذا النهج أيضاً قد يرضي قوماً، وقد يسخط آخرين، حوله القليل، وقد ينفض عنه الكثير، وقد أدرك الإمام هذا الملحظ إدراكاً عميقاً، فقال: "لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة، ولو أسلمني الناس جميعاً لم أكن متضرعاً".

 ولم يكن الإمام لتعجزه الحيلة في تحقيق المأرب وإدارة الحكم ذلك صفحاً، وينأى عنه الساسة، ولكنه يعرض عن ما يديره غيره من جانباً إذ التمس كل ذلك من الطريق المستقيم الذي استنه رسول الله (صلى الله عليه وآله). 

وهذه الاستقامة عند الإمام هي التي ذهبت به كل مذهب في الصرامة غير متهاون فيها، ولا متهاون عنها، حتى قال: (الضعيف الذليل عندي قوي حتى آخذ الحق له والقوي العزيز عندي ضعيف ذليل حتى آخذ الحق منه). 

ولو قدر للإمام أن يطبق سياسته هذه بتفاصيلها، ويمثل منهجه بمفرداته كافة، لانتقل بالإسلام والمسلمين إلى عالم رحيب أوسع، رأيت فيه من الخير العميم ما يذهل العقول، ولكن الإمام غلب على أمره بالفتن والمحن كما غلب على رأيه بالمعارضة الجافة، حتى قبل أن علياً لا علم له بالحرب، ولا صبر له على القتال، وشواهد العيان تأبى ذلك، ودلائل الحدثان تنفي هذا الزعم المتهافت.

مقتبس من كتاب (الإمام علي سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي) للمؤلف الدكتور محمد حسين علي الصغير
الامام علي
الاسلام
الدين
التاريخ
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    كيف نوقف عملية صناعة المرأة الخشبية؟

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    من يُوقد عود الحروب ومن يُطفئ فتيلها.. المصالح أم المبادئ؟

    النشر : الثلاثاء 21 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    حماسة الحضور

    النشر : الأثنين 14 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    أصناف الناس قرآنياً.. بين سلم التكامل والتسافل ٥

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 14 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 14 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 14 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة