• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تهذيب النفس الإنسانية لدى أمير المؤمنين في إدارة الحكم الإسلامي

اسراء حسين / الثلاثاء 07 شباط 2023 / تربية / 1452
شارك الموضوع :

لكنه كان إلى جنب ذلك معنيّاً عناية خاصة بتهذيب النفس الإنسانية

لم تكن تطلعات الإمام القيادية تنحصر في تدبير الجيوش، وإعداد البعوث، وإدارة دفة الحكم، وتعاهد الولاة والعمال، ولكنه كان إلى جنب ذلك معنيّاً عناية خاصة بتهذيب النفس الإنسانية، وإصلاح الذات عند المسلمين باعتبارهما النواة في خلق جيل جديد يواكب النهج الإسلامي الجديد في صقل الطباع وتيقظ الضمائر.

تسلم عليٌّ (عليه السلام) والحكم فواجهته أحداث كبار جرت إلى حروب كبار أيضاً، فقد بلي بجبروت، الناكثين وتهور المارقين، وطغيان القاسطين، فعالج ذلك بما رأيت وقرأت. 

ودهمته الأثرة وحب الشهوات وتطاول الناس بما فيهم الصحابة أو بعض الصحابة وقسط من أبناء المهاجرين والأنصار إلى المناصب الرفيعة والولايات الفارهة فولّى من له أهلية الحكم، وعزل من يستقيم معه أمر الدين وفجأه انحراف السلوك الوظيفي للفرد فأراد تقويمه والعودة به إلى الحضيرة، الإسلامية وهذا يعني بذل الجهد الإضافي الحثيث ليعادل التوازن ويعالج تدهور الرغبات كما لا يقول علماء النفس.

فينتزع حب المال من النفوس وشهوة الحكم لدى الطالبين فينتزع حب التقوقع على الذات عند السواد، فقد بُلي الإمام بطبقة من الناس تستهويها شهرة الأسماء - مضافاً إلى ما تقدم - دون النظر في حقائق الأشياء، وكان هذ الابتلاء يستوي به عليّة القوم، وضعفة الرجال، وأقرب الناس إليه، وأبعدهم  عنه..  

فهذا محمد ابن الحنفية وهو ابنه وهو في الذروة من الورع والحيطة قد يستعظم منزلة الزبير، وسابقة طلحة، وأمومة عائشة، فتملكته الحيرة حيناً، ويذهب به التساؤل حيناً آخر، فيجبهه الإمام ببديهة صارمة تصادر الحيرة، وتجيب عن التساؤل، ويقول له: 

(يا بني إنك ملبوس عليك، لا يعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله).

وكان منهج الإمام هذا حرياً بأن يصلح شيئاً من النفوس، أو يخفف من غلوائها في الأقل من التهافت على الدنيا، والانغماس بمباهجها، ولكن هذا النهج أيضاً قد يرضي قوماً، وقد يسخط آخرين، حوله القليل، وقد ينفض عنه الكثير، وقد أدرك الإمام هذا الملحظ إدراكاً عميقاً، فقال: "لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة، ولو أسلمني الناس جميعاً لم أكن متضرعاً".

 ولم يكن الإمام لتعجزه الحيلة في تحقيق المأرب وإدارة الحكم ذلك صفحاً، وينأى عنه الساسة، ولكنه يعرض عن ما يديره غيره من جانباً إذ التمس كل ذلك من الطريق المستقيم الذي استنه رسول الله (صلى الله عليه وآله). 

وهذه الاستقامة عند الإمام هي التي ذهبت به كل مذهب في الصرامة غير متهاون فيها، ولا متهاون عنها، حتى قال: (الضعيف الذليل عندي قوي حتى آخذ الحق له والقوي العزيز عندي ضعيف ذليل حتى آخذ الحق منه). 

ولو قدر للإمام أن يطبق سياسته هذه بتفاصيلها، ويمثل منهجه بمفرداته كافة، لانتقل بالإسلام والمسلمين إلى عالم رحيب أوسع، رأيت فيه من الخير العميم ما يذهل العقول، ولكن الإمام غلب على أمره بالفتن والمحن كما غلب على رأيه بالمعارضة الجافة، حتى قبل أن علياً لا علم له بالحرب، ولا صبر له على القتال، وشواهد العيان تأبى ذلك، ودلائل الحدثان تنفي هذا الزعم المتهافت.

مقتبس من كتاب (الإمام علي سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي) للمؤلف الدكتور محمد حسين علي الصغير
الامام علي
الاسلام
الدين
التاريخ
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    أعن ولدك على برك

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الابداع وغيمة الانعزال!

    النشر : الثلاثاء 02 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رحلة حديث

    النشر : الأحد 19 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    جميلة ولكن لن أعود

    النشر : الثلاثاء 09 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ماهي أهم أنماط الأسرة في العصر الحاضر؟

    النشر : الأثنين 21 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    اختر من تكون.. بائس أم قوي

    النشر : الأثنين 20 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 332 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 324 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1075 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1002 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 18 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 18 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 18 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة