• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تأثير القدوة واتباع نهج العظماء

جنان الهلالي / الأحد 20 آب 2023 / تربية / 1531
شارك الموضوع :

ومن هنا تكمن أهمية أن يبحث الإنسان عن نموذجه الأمثل، لأنه سيصل إلى ضالته من خلال معرفته للعنصر

القدوة لغويًا تعني المثل الذي يحتذى به أو الشخص الذي يتم التشبه به. والقدوة من المصطلحات التي وردت في القرآن الكريم، وقد ذكر ﷲ في كتابه الكريم الكثير من سير الأنبياء والصالحين وأمر بالاقتداء بهم، قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾.

أما اصطلاحا تعني العمل على تغيير سلوك شخص ما بشكل جيد أو في اتجاه خلقي جيد، ولايتم ذلك التغير إلا باتباع أو التشبه بشخصية عظيمة يُحتذى بها وذات أثر كبير أحدثت تغيراً كبيراً في المجتمع. ونحن كمسلمين فإن لدينا أفضل قدوة يجب أن نقتدي بها وهو رسولنا (صلى الله عليه وآله) حيث قال رب العزة جل وعلا "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" ( الأحزاب/ آية 21 ).

وغالباً ما تتشكل وتتأثر شخصية الإنسان الناجح تحت تأثره بشخصيات تأريخية خالدة يكون لسماتها ومواصفاتها حضور قوي وواضح في تشكلها، وعندما نبحث في سر النجاح الذي يتحقق لهذا الإنسان أو غيره ونحاول أن نغور في الأسباب التي تقف وراء هذا التفرد سواء في الفكر أو السلوك. فإننا سنجد في سمة اللين واللطف واحترام الآخر مظاهر وجواهر أساسية لمثل هذه الشخصيات، ولذا فإن الإنسان الذي يقتدي بشخصية خالدة ويكون لتأثيرها وجود بيننا في تشكيل شخصيته، فهو لا ريب يستحق مبتغاه الذي يبغي من خلاله النجاح في حياته وفق الاشتراطات التي تضع الحكمة والتعقل والإيمان واحترام الذوات الأخرى في مقدمة المحددات للفكر والسلوك معا.

وفي هذا المجال نقرأ في الكتاب القيّم الموسوم ب (العلم النافع) لمؤلفه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله): (لو أردنا أن نبحث عن الإنسان الناجح والموفّق في حياته، فلا ريب أننا سنجدهُ في ذلك الذي اقتدى بالنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته سلام الله عليهم، ولا غرو أن يكون أحسن الناجحين والموفّقين في الحياة؛ وذلك لأنّ الرسول الأعظم (صلى ﷲ عليه وآله) كان المثل الأعلى للإنسان في قوله وصمته، وَسِرّه وجهره، وفي فعله وتركه، وفي كلّ أحواله بل فاق وسما على كلّ الشخصيات في العالم منذ بدء الخلق وحتى انتهاؤه، بشهادة المؤمنين به وغيرهم).

ومن هنا تكمن أهمية أن يبحث الإنسان عن نموذجه الأمثل، لأنه سيصل إلى ضالته من خلال معرفته للعنصر أو السر الذي جعل هذه الشخصية متفردة في زمانها وخالدة على صفحات التأريخ كما هو الحال مع الشخصية العظيمة التي يتحلى بها رسولنا الأعظم وأهل بيته (عليهم السلام).

حيث يقول سماحة الصادق الشيرازي في كتابه (العلم النافع): (لقد ألّف كاتب مسيحيّ كتاباً دوّن فيه أسماء أعظم مئة شخصية في تاريخ العالم أو (المئة الأوائل) كما سمّاهم، وذكر في المقدّمة أنّه جعل الترتيب حسب الأولوية من حيث نجاح الشخصية في حياتها وتحقيقها للأهداف التي كانت تصبو إليها، وليس حسب التسلسل الزمني، ورغم أنّه رجل مسيحي جعلَ اسم نبيّنا أوّل الأسماء إذ عدّه صلى الله عليه وآله الشخصية الأنجح). 

ولعل السر في هذا النجاح كما يقول سماحة المرجع الشيرازي يكمن في صفة (اللين والرحمة) التي تميز بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في تعامله مع الآخرين، فكان أكثر حضورًا بينهم وكان أكثر تأثيرا بهم. وهكذا فإن الرحمة والتسامح والتعامل بلطف مع الجميع سيجعل من شخصية الإنسان فاعلة منتجة إيجابية ومتفردة في آن واحد. وهذه هي الشخصيات التي نحتاجها في ظل الظروف القاهرة للعصر الراهن. شخصيات تضع ذواتها مكان شخصية الفرد لتعرف كيف تؤثر عليه وكيف ينتفع بها لصلاح نفسه ومجتمعه.

فالقدوة الحسنة من الأسباب الهامة التي تدفع الإنسان إلى التفوق أو يمكن أن نطلق عليها وقود التفوق، فهي من العوامل الاجتماعية والبيئية التي تمتلك الأثر الأكبر في تكوين الشخصية، وهي المحرك الذي يدفعك إلى زيادة العمل الصالح والارتباط بالعبادات والجد أكثر في طاعة ﷲ، وكلما راعى الإنسان عمله حتى يتقنه مرضاةً ﷲ، كما أنَّ التأسي بالقدوة الحسنة يعمل على إيجاد أشخاص يتمتعون بالتوازن الشعوري، لأن الفرد يمثل وحدة بناء الأسرة، والأسرة تمثل وحدة بناء المجتمع لذا فإن القدوة الحسنة كما لها أثر على الفرد فلها بالتبعية أثر على المجتمع.

فالقدوة الحسنة لبنة هامّة في بناء كل مجتمع، وحينما يتطاول الزمن يحتاج الناس إلى قدوات يرونها في أوساطهم ويقابلونهم في مجتمعهم ومساجدهم بل حتى في أسواقهم. في جميع مجالات الحياة العملية والمهنية والدينية، لما تتركه تلك القدوة من أثر جميل للجيل الجديد، ونور يهتدي به من الضياع.

*****************************

المصادر:

 الأدوار النهضوية لمرجعية الصادق الشيرازي (دام ظله الشريف)

 * كتاب (حلية الصالحين)

 * كتاب قبسات سماحة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الشريف) 

الشخصية
اهل البيت
السلوك
التفكير
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    رمضان والخوف المقدّس: ماذا لو كنا نتقيّد بالأخلاق طوال العام؟

    النشر : الأربعاء 05 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    تصوير الصدر بالأشعة السينية: ما حدود التصوير الإشعاعي للمريض؟

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    النظافة الشخصية... ثقافة تعكس التربية الأسرية

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    بين الزواج والطلاق.. مسافات من الألم والحرمان

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 459 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 346 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 11 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة