• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إنقاذ الطفل العربي: ضوابط الكتابة القصصية للأطفال

مروة حسن الجبوري / السبت 16 ايلول 2023 / تربية / 1458
شارك الموضوع :

بالإضافة إلى درجة نموهم العلمي، سواء من ناحية المستوى اللغوي من ناحية حصيلتهم من المعارف

إن الذين يندفعون للكتابة للطفل دون إدراك لعظم المسؤولية مثلهم كمثل الذي يقتحم حقل ألغام، ولا يعرف الممرات الآمنة التي يستطيع اجتيازها بسلام، ولا أظن أن العقلاء يرتكبون هذه الحماقة، مما يؤسف له أن أكثر الذين خاضوا في هذا المحيط ضلوا وأضلوا، إذ لم يصدقوا العزم، ولم يخلصوا النية، بل ساقتهم عوامل أخرى تدخل في نطاق الهدم والتدمير لسائر قيم الخير الفطرية في الإنسان، وهم مدفوعون كذلك بعوامل الشهرة الزائلة وماذا يُرجى من كاتب يكتب للأطفال دون أن يحيط علماً بطباعهم، ويجهل تمام الجهل مراحل نموهم، والخصائص النفسية التي تميز كل مرحلة.

بالإضافة إلى درجة نموهم العلمي، سواء من ناحية المستوى اللغوي من ناحية حصيلتهم من المعارف والمعلومات المختلفة. وبناء على ما سبق، ومعرفتنا للثنائية التي تلازم اتساق هذا الكون ككل من ازدواجية الخير والشر في الحياة، إذ إن الحياة ليست خيراً محضاً أو شراً محضا بل هي مزيج من هذا وذاك، ولهذا كله وغيره يجب أن يتحلى الكاتب لهذا الفن التناول وسعة الإدراك، فلا يخدع الطفل بأن يجعله يعيش في وهم ومن الأفضل تربوياً أن يعرف امتزاج الشر والخير في الحياة، وأن يجعله موقفاً إيجابياً، ويندمج مع الشخصيات الخيرة ويقلدها، على الكاتب مراعاة كل من الجانبين الأدبي والنفسي.

إنما يجب أن لا تستهين بمسألة الكتابة للأطفال على اعتبار أنها مسألة ميسورة لكل راغب فيها، فهي - كما أعتقد أصعب من الكتابة للكبار، وأجاب صمويل بيكيت لماذا لا تكتب للأطفال؟ فقال لأنني لم أنضج بعد كـالأطفال إذن ليس بالضرورة هو كاتب الكبار، وليس هو السياسي أو المؤرخ الجسر الذي يعقد بينهما لا يتميز بالانحدار أو الصعود وإنما هو متقارب الارتفاع سريع قصير المسافة، ولكن ثمة فروقاً أساسية بين الكاتبين، فكاتب الـذي لا يجهد نفسه في انتقاء اللغة من أول لحظة لقاء. عمله حتى نهايته.. أما كـالأطفال فهو أمام متلق من نوع مختلف له نفسيته التي تختلف حتماً عن نفس الكبير، وله مداركه الخاصة، وله وسائطه أيضاً التي تدخل في إطارات خاصة به ولهذا فإن هذا اللون من الأدب يجب أن لا يمارسه إلا مبدعون أو أدباء أكفاء لـهم قدرة على كسب الطفل وترغيبه في أخذ ألوان الثقافة المتعددة.

وإذا أراد كاتب الأطفال أن يصل إلى تلك النتيجة التي أشرت إليها فإنه قبل الكتابة لا بد أن يطرح هذا السؤال على نفسه لمن سأكتب؟ وكم هي أعمارهم؟ وما في مداركهم الثقافية؟ وما حجم استيعابهم للون الأدبي الذي سأقدمه لهم، هذه الأسئلة ستجعل الكاتب يحدد الإطار اللغوي والأسلوب المناسبين لمن سيكتب لهم، وهو إن لم يفعل هذا فسيجد أن الأطفال ينصرفون من متابعة ما يكتب بل قد لا يقبلون عليه إطلاقاً، وعلى من يكتبون للأطفال أيضاً أن يراعوا قصر الكلمات وسهولة حروفها، وأن تكون كثيرة الاستعمال وأقرب إلى فهم الأطفال.

"يبدو لي أن الكتابة للطفل في العالم العربي تمر مثل الكتابة للكبار، بأزمة حادة معقدة، ولأن كان الكتاب، أو المجلة الصحيفة الموجهة للكبار تعاني من مشكلات التمويل والارتقاء بالمستوى ومحاولة الحفاظ على رقعة التوزيع، فإن كتاب الطفل ومجلته وصحيفته تجعلنا في الحقيقة ننادي بضرورة التضامن في حملة إنقاذ للطفل العربي".

صحيح أن أدب الأطفال هو أدب قديم حديث حيث كانت الأمهات والجدات الأساطير والحكايا الشعبية للأطفال قبل النوم وصحيح أن الأمهات يقصصن والجدات كن يغنين التهاليل والقصائد الشعبية على أسرة أطفالهن فكل ذلك جزء لا يتجزأ من عمل الكبار.

ضف إلى ذلك اتجاه هذا الأدب ونوعه كأدب مسموع وليس كأدب مقروء أما الاهتمام النوعي بأدب الأطفال في الوسط العربي فقد بدأ في بداية القرن ولكن ليس بشكل مكثف أو منظم أو مأسس، بل هو ثمرة اجتهاد على مستوى الأفراد والأشخاص.

اختيار اللغة والتعبير المناسبين

واللغة التي تعنيها هنا هي الألفاظ والجمل والصياغة التي يستخدمها الكاتب وهو يقدم للأطفال عملاً أدبياً يفترض أن يتفاعلوا معه، وأن يقبلوا عليه بالشعف وأن يتأثروا بأحداثه وشخصياته.

المصدر: من كتاب أدب الأطفال وأثره على التربية الدكتور محمد علي الهرفي
الطفل
العرب
القيم
التفكير
السلوك
التربية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة