• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تدرجات لونية في حدود الله!

مريم حسين العبودي / الأثنين 02 تشرين الاول 2023 / تربية / 1842
شارك الموضوع :

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها

للإنسان قدرة بالغة على الإدهاش، على أن يُقدِم على أفعال وتصرفات تثير العجب والانبهار في الآن ذاته، فهو يستطيع أن يتحول من مخلوق سويّ وطبيعي ذو فطرة سليمة، إلى كائن ثقيل الوجود والحضور، يستهلك من نسبة الأوكسجين الضئيلة في هذا الكوكب دون نفع يُذكر. يشوّه المرء بأفعاله ولسانه خَلقه التي كوّنه الله جل جلاله، يحوّل تلك الصورة لانعكاسٍ شيطاني، والعجب كل العجب كيف يمتلك البعض تلك المقدرة على هذا التحوّل من السمو الإنساني إلى أرذل مراتب القباحة.!

كنتُ إذا ما حصل قربي موقف فيه شجار أو تطاول من شخص على آخر في نقاشٍ ما سواء في العمل أو العائلة، أتعمد البقاء ساكنة، رغم كرهي الشديد لما أسمع من أفواه هؤلاء البشر وهم في حالةٍ من اضطراب المشاعر والغضب الذي لم يُسيطروا عليه، أمكثُ في مكاني وأسمع دون أن أتفوه بكلمة فالطرفين عاقلين بالغين ويعرفان ما يفعلان، بل وإن نُصحوا سيزدادون غضباً، وفي واقع الأمر، منحني الاطلاع على أحوال الآخرين في مختلف المواقف الحياتية دروساً عظيمة ومجانية، كنتُ أصمت وتزداد علامات التعجب في داخلي. تواجدتُ في مواقف كثيرة، لكن من أكثر الأمور التي تؤلمني هي المواقف التي يتطاول بها الابن والبنت على أمهم، يصرخون بوجهها ويعاملوها مثل عبدٍ لهم لا مثل جنةٍ في حياتهم، يرموها بالشتائم، ويقهروها بشكلٍ مؤلم... وهي بفطرة الأم النقية تستقبل سوءهم بالخير وبكلامٍ أموميّ، وكلما زادت طيبتها زاد لؤمهم، فأندهش حقاً من مقدراتهم تلك، وبينما أستشعر عرش الرحمن يهتز لفعلتهم، يذهبون هم للنوم كل ليلة قريريّ العين.

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها، فالبعض يرى التجاوز على هذه الحدود يتمثل فقط في أمور عظيمة مثل الإشراك والكبائر والإلحاد، يتجاهل البشر أن الخطوة التي تُخطى بعد الخط الأحمر هي تجاوزٌ سافر، والـ10 خطوات هي تجاوز سافر أيضاً! ففي القوانين الإلهية لا تُستبسط الذنوب ولا تُخفف العقوبات.

إن سرقة علكة من متجر، هي ذاتها سرقة خاتم ألماس من محل مجوهرات، إذ لا فرق في كمية ما يُسرق وثمنه طالما إن الفعل واحد، وهو أخذ ما لا حق فيه ودون إذن وعلم صاحبه ودون عُذر مشروع. وهكذا يشمل الأمر كل الأفعال الأخرى، لا توجد تدرجات للون الأحمر فيما يخص الحدود الصارمة، ولا يُفلت صاحب التجاوز من فعله ولو بعد حين. (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).

اللسان، أداة حادة عكس ما يقوله علم الأحياء، إنه أكثر أعضاء جسم الإنسان حدّة وصلابة وفتكاً! حيث يمكن بكلمات ونبرات صوت معينة أن تُكسر قلوب وتُسحق، بل وتتحول الكلمة التي تخرج كسيفٍ حاد تُدمي إذن سامعها إلى انتقامٍ مخبأ وكامن يخرُجُ لصاحبهِ في المستقبل البعيد من حيث لا يحتسِب وبشكلٍ غير متوقع.

فالكلمة القاسية التي ينطقها الإبن أو البنت في وجه أمهم أو أبيهم وتسبب الألم النفسيّ لهم، ستُرد لهم بأنهم سيسمعون ذات الشيء وذات الكلام من أبنائهم لاحقاً. وهذه هي عدالة الله في أرضه وخلقه، إذ لا تُهمل عنده الحقوق، ولا يغفرُ مقدار نقير النواة لمن يتعدَّ حدوده الواضحة التي بينّها في قرآنه وعلى لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله).

(فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).

الدين
الاخلاق
المجتمع
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    إيربودز تحصل على الضوء الأخضر كأجهزة مساعدة للسمع

    النشر : الأحد 15 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما هي اتجاهات التكنولوجيا التي يتعين مراقبتها في 2025؟

    النشر : الأحد 05 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أكثر من نصف الوفيات في العالم لا تزال بلا سبب

    النشر : الخميس 01 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هواتف "غوغل" الجديدة تقدم سكرتيراً شخصياً ذكياً لإدارة حياتك

    النشر : الأحد 01 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حقوق المرأة وحرياتها: شعارات جميلة لمضمون قبيح

    النشر : الخميس 17 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    وجوه مخادعة

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 471 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 360 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 350 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3451 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1072 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 13 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 13 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 13 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة