• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تنمية القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الشباب

جنان الهلالي / الخميس 30 آيار 2024 / تربية / 1363
شارك الموضوع :

قد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: من ساء خلقه عذب نفسه

قال الله عز وجل مادحاً رسوله (صلى الله عليه وآله): {ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك} سورة آل عمران -ص(١٥٩). بل أبعد من هذا فإنه سبحانه وتعالى يشهد ويقر لرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله): {وإنك لعلى خلق عظيم} سورة القلم (آية ٤). والرسول (صلى الله عليه وآله) أيّد ذلك بقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".(١) فبقدر ما يقترن كمال الإنسان وسعادته بحسن خلقه وأدبه، يقترن انحطاطه وشقاؤه بسوء خلقه وغلظة تعامله. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: "من ساء خلقه عذب نفسه". فنستكشف من هذا الحديث النبوي الشريف أن هناك رابطة وعلاقة وطيدة بين تكوين الإنسان الداخلي وبين السعادة أو الشقاء اللذين يكتنفانه. فمثلاً، نرى الإنسان الحليم الكاظم لغيظه والمحب للخير لغيره كما يحبه لنفسه، والذي يحمل في قلبه الحب والحنان والعطف والرأفة والشفقة على غيره، يكون ذلك كله مبعثاً لسعادته وبهجته وسروره واطمئنانه. وعلى العكس، نجد الإنسان الخبيث اللئيم الشرير الأناني الحقود على غيره يعاني من هذه العقد النفسية، ويؤذي نفسه قبل أن يؤذي غيره. وقد نسب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو ينصح المؤمن بالصبر وعدم التهور في مجابهة أمثال هؤلاء، قوله: اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وبما أن الإنسان مخلوق مجبول على الحياة الاجتماعية، نجد أنه يميل إلى الاجتماع بالآخرين، ويحب أن يعيش ضمن الجماعة. وقد جاءت الرسالات الإلهية المقدسة كافة، والإسلامية خاصة، لتبني المجتمع الإيماني من خلال بناء أفراده، لأن الأفراد هم الذين يكونون المجتمع، ويتبادلون مع أبناء مجتمعهم العادات والتقاليد والاعتقادات المختلفة الاجتماعية البناءة. ونرى الإسلام العزيز يحث المسلمين ويشجعهم على تكوين الروابط. وقد جعل لها أساليب وممارسات لطيفة تؤدي إلى الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع الإسلامي، كآداب التحية والسلام والمصافحة بين المؤمنين، وتبادل الزيارات، وعيادة المرضى، والمشاركة في تبادل التهاني في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية، والاهتمام بالجار، والتخفيف عنهم في وقت المصائب والشدائد، ومشاركتهم في عزائهم إذا مات منهم أحد، وغيرها. وقد وضع لكل منها قواعدا وأصولا تدخل السرور إلى المسلمين، وتكون لهم عوناً وتهون عليهم ما يصيبهم من شر وأذى. ونجد الشريعة الإسلامية تؤكد حتى في العبادات على الجانب الاجتماعي، كأداء الصلاة جماعة حيث يؤكد استحبابها، واجتماع المسلمين لأداء فريضة الحج، حيث يجتمع المسلمون من كافة البلدان المسلمة في لحمة عبادية واجتماعية مهيبة. كما أن الإسلام يسعى إلى تنظيم علاقة الفرد المسلم بأهل بيته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه. وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين باحترام الجار ومؤازرته في حالات الفرح والحزن واعتباره من الأهل والأقارب، وورد عنه أنه قال: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت سيورثه". فعلى الوالدين والمربي والمعلم تشجيع الأولاد على ممارسة الأفعال والنشاطات التي توطد العلاقة وتطيبها بين هؤلاء الأولاد وسائر أبناء مجتمعهم، ويعملون على مراقبتهم وتهذيب أسلوب كل ممارسة منها، ومع من يلتقون ويلعبون ويتجولون ويدرسون، كي لا يحتكوا بأفراد تسوء تربيتهم فيأخذون منهم ويتعلمون ما هو مضر وفاسد وقبيح. وفيما تشكل مرحلة الشباب، سيما فترة المراهقة منها، من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور والإعجاب بالنفس، والاستخفاف بآراء الآخرين من الكبار. وقد حذر الله تعالى من ذلك على لسان لقمان بقوله: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور}.(سورة لقمان). لأن الغرور يذهب ببعض الأفراد إلى المباهاة على والديهم، والاستخفاف بهما، واستخفاف آرائهما، لما يكونون عليه من وضع اجتماعي أو ثقافي في غير الذي كان عليه أبواهم. فيحذرهم الجليل جلت قدرته من ذلك: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}.(الاسراء آية ٢٣). بل يصل الغرور ببعض الشباب إلى حد الاستخفاف بالله تعالى وبالإيمان به وكتبه ورسله عليهم السلام، فينبههم الله عز وجل إلى عظيم خطر ذلك عليهم، ليتوبوا إلى رشدهم، ويعودوا إلى ملتهم، ويستغفرونه ويتوبون إليه تبارك وتعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك...}سورة (الانفطار آية ٦) إن الغرور الذي ينتاب بعض الشباب هو من المشاكل العويصة، ذات الخطورة البالغة على الشاب نفسه وعلى أهله ومجتمعه. وهو من المشاكل التي إذا لم تدرك وتعالج وتوضع لها الحلول المناسبة، سوف يحل بذلك المجتمع الداهية العظمى والبلاء الشديد. لذا ينبغي على الآباء والمربين توعية الشباب وتثقيفهم تربوياً وأخلاقياً وعاطفياً، ليجتنبوا مهابط ومساقط الغرور والإعجاب بالنفس. كما يجب على البيت والمدرسة ووسائل الإعلام والقانون والمراكز أن يقوموا بتوعية الشباب وتفهيمهم بأن فعلهم هذا غير صحيح، وله نتائج سيئة ووخيمة لهم ولأهلهم وذويهم ومجتمعهم. حتى نتمكن من تحصين شبابنا بدرع واقٍ من مساوئ الممارسات ومفاسد الأخلاق ومنحرفات الأفكار، ليكونوا شريحة طيبة مثمرة نافعة، تستفيد من الإمكانات المتاحة لديها، وتعيش بعز وكرامة وسعادة، وتجلب الخير والسعادة والفرح والسرور والبهجة لأهلهم وذويهم ومجتمعهم. وبذلك يكسبون رضا الله عز وجل ورضا رسوله (صلى الله عليه وآله)، فيكسبون خير الدنيا وسعادة الآخرة.

(١)بحار الأنوار ، العلامة المجلسي-جزء١٦-ص ٢١٠.
المجتمع
التفكير
الشخصية
السلوك
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    رمضان والخوف المقدّس: ماذا لو كنا نتقيّد بالأخلاق طوال العام؟

    النشر : الأربعاء 05 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    تصوير الصدر بالأشعة السينية: ما حدود التصوير الإشعاعي للمريض؟

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    النظافة الشخصية... ثقافة تعكس التربية الأسرية

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    بين الزواج والطلاق.. مسافات من الألم والحرمان

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 459 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 346 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 11 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة