لكي يكون الزواج ناجحًا ومحققًا للسكن والسعادة، وضع الإسلام ضمانات لنجاحه من خلال مقدمات الزواج الضرورية، ومن هذه الضروريات: الاختيار السليم، فهو الطريقة التي يغيّر بها الفرد وضعه من أعزب إلى متزوج. وهو ليس عملية اجتماعية حديثة العهد، بل حدث في التاريخ الإنساني كله، وهو سلوك اجتماعي يتضمن فردًا ينتقي من بين عدد من المعروضين.
وقد جعلت أعراف الشعوب وتقاليدها الرجل هو البادئ صراحة في عملية التودد إلى المرأة التي تنتهي بالزواج، لكن لا ينفي هذا دور المرأة في تطوير العلاقة، فهي ليست سلبية دائمًا كما يُظن. فقد لا تأخذ المرأة بزمام المبادرة لتقول: "أريد هذا الرجل"، لكنها تتمتع بحق الاعتراض على من يتقدم للزواج منها، ولها حق رفضه إذا لم يحظَ بقبولها وينل رضاها.
وتتولد في كل مجتمع مجموعة من الترتيبات المعينة التي من خلالها تُنظَّم عملية اختيار الزوجة، فهناك قواعد دينية، وقيم ومعايير أخلاقية، وعادات وتقاليد متوارثة تتداخل معًا لترسم أسلوب اختيار الزوجة وكيفية القيام بذلك.
الزواج: هو عقد رسمي يتعهد فيه الطرفان بالقبول بالحياة الأسرية التي يعيش في ظلها الإنسان ضمن خط معين ومعروف، ويتم هذا العقد برضا الطرفين ورغبتهما وعلى أساس من الحرية الكاملة. وفي ظله تنعقد بينهما روابط التقارب، ولا يتم هذا العقد إلا بعبارات وألفاظ معينة تسمى (عقد الزواج). (1)
فلسفة الزواج في الإسلام:
إن فلسفة الزواج في الإسلام وحكمته قائمة على السكن بكل ما تحمله الكلمة من معنى: السكن الروحي والاطمئنان القلبي، ووسيلة تحقيق هذه الفلسفة والنهاية العظيمة هي المودة والرحمة المتبادلة. فالسكن هو فلسفة الزواج وحكمته، والمودة والرحمة وسيلتاه. وإذا انتفت المودة، وتبددت الرحمة، وتناقص الحب، تحطم السكن وتلاشى، وبدأ النفور والكراهية، وحلّ الحقد والرغبة بالانتقام أحيانًا.
وأعلى مستويات الحب هو العشق، ولعل القرآن عبّر عنه بكلمة (مودة)، وأدنى مستوياته هو (الرحمة). فإن لم يكن عشق بين الزوجين، فالمطلوب أدنى المستويات، وهو الرحمة الإنسانية. فإن اضمحل العشق بسبب بعض الطباع السيئة واضمحلت الرحمة، تعرض السكن للانهيار، واستحالت الحياة الزوجية جحيمًا يفكر كل طرف فيه بالفرار منه بأية وسيلة، وربما اللجوء إلى وسائل غير شرعية أيضًا. وهنا تنتفي الحكمة من الزواج، ويفقد أعظم بناء في الإسلام، وهو الزواج. (2)
أهداف الزواج:
الحصول على الاستقرار:
إن نمو الإنسان ووصوله إلى مرحلة البلوغ يتسبب في ظهور تغيرات متعددة تطاله جسميًا وروحيًا وفكريًا، تشكّل بمجموعها نداء الزواج. وفي هذه المرحلة ينبغي على الإنسان أن يستجيب إلى هذا النداء الطبيعي، فإن التغافل عنه أو إهماله سيؤدي إلى بروز اضطرابات نفسية عنيفة لا يمكن أن تهدأ إلا بعد العثور على إنسان يشاركه حياته، وعندها سيشعر بالهدوء والسلام. إذن، أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة من الاستقرار النفسي والبدني والفكري والأخلاقي، وفي ظل هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكّنهما من النمو الشامل.
التكامل:
ينتاب الفتى والفتاة عند وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة، حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول. ويؤثر الزواج تأثيرًا بالغ الأهمية في السلوك، وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال، حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل، بعد أن يسعى كل طرف بإخلاص وحنان إلى عيش حياة أسرية سعيدة.
الحفاظ على الدين:
ما أكثر أولئك الذين دفعتهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم، ولذا فإن الزواج يجنب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة. وقد ورد في الحديث الشريف: "من تزوج فقد أحرز نصف دينه". والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب، بل يوفر له جوًا من الطمأنينة يمكنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه، إذ إن إشباع الغرائز بشكل معقول يخلف حالة من الاستقرار النفسي، التي تُعد من ضروريات الحياة. (3)
صفات وقواعد مهمة عند اختيار الشريك:
التدين والأخلاق
معرفة أسرة الشريكين
الجانب الاقتصادي
التوافق العمري
الجمال والوسامة
(تمت صياغتها سابقًا بشكل مفصل ومناسب)
نظريات الاختيار:
نظرية التجاور المكاني
نظرية القيم
نظرية التجانس
نظرية التبادل.
الطريق نحو ديمومة الحياة وتحقيق الأمن العائلي:
لتحقيق الحياة الزوجية المستقرة، هناك مجموعة من الأسس:
الأب والأم
قيادة الرجل
المرأة مسكن
إظهار المودة
التعاون
التفاهم
السعي نحو الاتحاد
رعاية الحقوق.
اضافةتعليق
التعليقات