• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مشاعر على ورق

هدى المفرجي / الأحد 30 تموز 2017 / علاقات زوجية / 3156
شارك الموضوع :

كان محض شعور ممتزج بقوة خفية تُكبّل خطاه، تشده نحو خيال لاحدود له، اندفع الهواء ممزوجا بخيوط الدخان الناعمة فوق مجموعة الاوراق المبعثرة الا

كان محض شعور ممتزج بقوة خفية تُكبّل خطاه، تشده نحو خيال لاحدود له، اندفع الهواء ممزوجا بخيوط الدخان الناعمة فوق مجموعة الاوراق المبعثرة الا ان اتصالها بأطراف السجائر المتوهجة لم ينقطع، كان يجلس بظهر مقوس محني الى الاسفل وجبهته مليئة بالعرق لكن قلمه لايتوقف عن نثر المفردات، وفوضى الكتب تملأ المكان تحت وطأة اشعة شمس الظهيرة الصادرة من نافذة الغرفة وتكدست عند قدميه ضوضاء الحروف وبقايا ماتمزق من الاوراق..

تردد في اللاشعور صوت احس انه يطير في اعماقه بلا اجنحة فقط ليكتسب بعض هدوء الذات، ولكن صوت زوجته يقطع سلسلة الافكار وتطرق مسامعه كلماتها المعتادة: (كفاك كذبا على الناس وعلى نفسك نحن بحاجة للخبز وليس للحروف). 

ليرد عليها بديباجة كل يوم: (يامجنونة هذه الحروف هي الثقافة لكن ما ادراكِ انت وانت لاتفقهين سوى ماهو الغداء وما العشاء، الحروف تغذي العقل).

لتتقدم نحوه بخطوات غاضبة من المطبخ وبحاجبين مرتفعين ويدين تطوقان الخصر وهزة جسد دلالة على عدم الرضا من قوله، لتردف قائلة: (اتنعتني بالمجنونة او انك تقصد بأني لست مثقفة، يارجل انا انظر اعمق منك، انا انظر الى مستقبل اطفالي اما انت جل ما تنظر اليه هو كيف تطور حروفك التي اضحت في جرائد ومجلات لافائدة منها، تغير الوقت، تطلع للأفضل واياك ونعتي حتى لو بنظرة توحي اني لست مثقفة، فالثقافة يازوجي ليست بكثرة الكتب ولابقوة القلم، انظر جيدا، صوتي الذي يزعجك ذات يوم ستفقه فائدته).

رفع رأسه نحوها قائلا: (فقط لو تكرميني بصمتك وسأكون من الشاكرين فقد قطعتِ سلسلة افكاري يا مزعجة).

ابتسمت ابتسامة ثغر جانبية ونطقت: (لافائدة، من المستحيل ان تصغي لحقيقة قولي امام خيال حروفك التي جرفتك نحو اللاشعور وغزلك الذي نثرته على تلك التي تارةً اشعر انها حقيقة وتارة اظن انها شبح يشخص امامك لتسرد تفاصيله وانت تبخل علي حتى بكلمة،كللت كل بداياتك وكل اشعارك ب(احبك)، اظن اني لن اسمعها، فإن كانت للنساء شريكات لازواجهن فأنا شريكتي مكتبتك، لكنك لم تعدل بيننا ابدا!).

فرمقها بنظرة غاضبة وانتفض من مكانه ليزفر بوجهها: (كفاكِ هراءاً، قد سئمت منك ومن كلامك المتواصل، حقا ما قيل ان النساء ان صمتن فالحروف ماقبل الصمت تعادل نصف الكلام).

واخذ كتاب من على الطاولة واتجه نحو الباب وهو يردد كلمات السأم من زوجته، ليتني وياليتني، ثم نطق: (ليأخذ الله روحي لأتخلص من ضجيجك).

واغلق الباب بقوة لتعود هي ادراجها مابين المطبخ وواجبات الاطفال ثم تنظيف المكان من الاوراق، وتجلس امام تلك المكتبة وتحدثها: (اتعلمين، في بعض الاحيان اغار منكِ واتمنى لو اكون مثلك، فقط لأرى تلك الابتسامة التي تعلو شفاه زوجي والفرحة التي تكلل وجهه حين يمتثل امامك، فنحن عائلته لانراها كثيرا بجانبنا كما انتِ، رغم انه قيل ان الشاعر والكاتب ذو احساس مرهف لكن اخطأوا الظن، الاحساس لكم فقط)، ثم استراحت على الاريكة مقابل المكتبة لتغفو بحزن شديد .

ليلفي الليل ويحتضن كل شيء ثم يعود زوجها يطرق الباب دون جدوى ولايفتح احد، طرق مرارا دون رد، دوت مسامعه صوت طفلته تبكي، اختض خوفا لصراخ الطفلة ليهم بكسر الباب ويسرع نحو الداخل ليجد الطفلة قبيل قدمي امها تبكي دون اي رد فعل من الام وهي مغمضة العينين، كلّمها، صرخ بوجهها، صفعها، ايضا لاجدوى، فأدرك انها لم تعد هنا،جلس ارضا بجانب طفلته ليشاركها البكاء دون شعور وكأنه اخ لأبنته وقد فقد امه ..

بعد مرور ثلاثة ايام عاد بجسد نحيل من العزاء وبوجه شاحب واصفرار حزين يملأ جبهته بينما كانت عيناه في محجريهما كمصباحين شارفا على الانطفاء، ليجلس امام المكتبة وينظر لها يهمّ نحوها متأملا ان تصرخ به زوجته كالعادة وتطلب منه الجلوس معهم بدل المكتبة، يبعثر الاوراق، (هل ياترى ستصرخ لأنها تعبت التنظيف خلفي)، يمزق الاوراق بشكل هستيري ولاجدوى، ليجلس واضعا رأسه بين قدميه، (ماذا لو كانت هنا، حقا الصمت مؤلم والوحدة موحشة، ليبدأ كل شيء يتلاشى نحو مكتبتي والخطوات تموت من كل شيء،اصبحت لاشيء بعدك، ليتني لو).. لكن  لن ينفع فعل التمني فهو ذاته فعل ماض ناقص لم ولن يكتمل ابدا ..

لكن بعد فوات الاوان لن نستطيع اعادة اي شيء لمكانه، العائلة، الزوجة، حتى الاطفال ان كبروا على الاهمال لن نستطيع اعادتهم كما كانوا لانهم سيصابون بالجفاء.

اما الزوجة فهي بالذات يجب ان يكون لها اكبر وقت لأنها اساس العائلة وكل ماتتلقاه من دعم من قبل الزوج سيضفي لمسة خاصة واضحة على الاطفال . 

قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، (سورة الروم، الآية:21).

 

إن الأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة، هذا هو التخطيط الإلهي، هذا هو الوضع الطبيعي، هذه هي الصحة النفسية بين الزوجين، فلو أن بين الزوجين مشاحنة أو بغضاء أو جفاء، سيؤثر ذلك  سلبا على الاطفال والمنزل، وهذا بحد ذاته حالة مرضية تقتضي المعالجة..

 

المرأة
الرجل
الحياة الزوجية
قصة
الحزن
الكتابة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    لماذا يسرق الأطفال؟!

    النشر : الأثنين 17 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    رغبات الأبناء.. حرج للآباء

    النشر : الأربعاء 19 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    مامدى فعالية التقشير الكيميائي للبشرة؟

    النشر : الأربعاء 01 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    ثقافة الحياة الزوجية.. لقاح ضد المشاكل

    النشر : الخميس 21 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    سكرات الفقد

    النشر : الثلاثاء 28 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    صغيرةٌ رحلت إلى عالم الخلد والبقاء

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 993 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 9 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة