• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زينب الصبر.. شعاع النصر

اسراء الفتلاوي / الجمعة 14 تشرين الاول 2016 / علاقات زوجية / 2824
شارك الموضوع :

سُجنت بتقاليد مجتمعها المعقدّة وحُكم عليها بالموت وهي على قيد الحياة، واسدلوا الستائر على شمس حياتها ليعمّ الظلام الدامس أيامها، اغلقوا نو

سُجنت بتقاليد مجتمعها المعقدّة وحُكم عليها بالموت وهي على قيد الحياة، واسدلوا الستائر على شمس حياتها ليعمّ الظلام الدامس أيامها، اغلقوا نوافذ غرفتها بإحكام، كي لايتسنى لها التحليق في عالم الأحلام الوردية وارغموها ان تدع لعبة طالما غفت بين ذراعيها الصغيرتين، وان تنسى البوح للقمر في الليالي المشعّة بالنور، لتقف مستسلمة لقدرها عند نافذة الصمت وتخط آلامها بدموع حارقة وغصّة الم لا يفهمها إلا من فقد حريته وحبس بين جدران خرافات التقاليد.

صغر الكون بعينها عندما تقرر مصيرها بالارتباط من رجل يقارب سن والدها ويفوقها بالكثير من العمر، لم يأبه احد لمستقبلها لان والدها كان يقول الزواج في الصغر للبنت حفظ لها وصيانة لأنوثتها، لكنه لم يلتفت الى برائتها فقد اعمى الطمع عيني والدها وغطّت القساوة قلبه، حين قام بإرغامها على ترك دراستها الابتدائية وتشييعها الى ذلك الرجل المسنّ لتقطن معه في سجن الحياة.

هنا وجدت نفسها امام مسؤولية لم تخطر على بالها قط.. لكنها ليست ضعيفة لتجلس مكتوفة الايدي ازاء ماحصل لمستقبلها، فكانت ذكية ومحبة للعلم رغم الظلام الذي عاشت فيه الا انها ظلّت تطرق الأبواب التي تبعث النور، أخذت تقرأ الكتب وتستمع الى المحاضرات الدينية التي تركت بنفسها أثراً كبيراً، وجعلت منها امرأة يصعب هزيمتها لانها قد اتّخذت من مولاتها زينب الكبرى قدوةً لها، تلك السيدة التي اتجهت حياتها صوب الحزن وهي ذات الخمس أعوام وتحمّلت العقلية زينب (عليها السلام) وصبرت على ماتعرضت له من احداث الدهر ومصائب من استشهاد أمها وابيها وأخويها عليهم السلام اجمعين.

فكانت صابرة محتسبة مفوّضة امرها لله تعالى راضية بقضائه وتدبيره قائمة بما القى على كاهلها من مراعاة للأيتام ومراقبة الصغار من اولاد اخوتها واهل بيتها رابطة الجأش بإيمانها الثابت وعقيدتها الراسخة، وشجاعتها التي حيّرت جيوش الكفر حين وقفت على جسد اخيها الشهيد المظلوم الامام الحسين (عليها السلام) وهو مقطّع الأوصال في كربلاء يوم الطف، فقالت: (اللهم تقبل منا هذا القربان ).

 وقد رأت من المصائب والنوائب ما ان نزلت على الجبال الراسيات لانفطرت واندكّت جوانبها، لكنها صمدت بوجه الزمان وصبرت حتى عجز الصبر من صبرها، وهكذا فكّرت في مواقف السيدة زينب وصبرها ثم قالت لنفسها: ان كانت زينب امرأة وتحمّلت ما لايتحمله احد من الحزن واستطاعت ان تبرهن ان الظلم لن يدوم وان المرأة تستطيع ان تخلد اسمها أيضاً.

فمن أنا أمام حزنها وصبرها وما قيمة حزني وظلمي لاستسلم لظروفي وأكنْ امرأة مملوكة ضعيفة، بعدها اقبل شهر محرم الحرام أخذت تخرج الى المجالس لترتوي من عذب العلوم المحمدية وزاد ذلك من صلابتها لتقف امام ظلمها لتعجزه وتكسره بصبرها وعزيمتها، بعدها أخبرت زوجها برغبتها بمواصلة دراستها، لم يعارض فكرتها على العكس بل شجعها وأبدى لها استعداده لمساعدتها، هنا عادت البسمة تشق طريق حياتها فتسلّقت اولى سلالم النجاح بتفوقها في الدراسة الابتدائية.

طرأت بعض التغيرات في حياتها فقد أصبحت امّاً لولد واحد وابنتين لكن لم يؤثر ذلك على حياتها قط ولم يشكل لها عائق بل زاد من عزمها وارادتها على مواصلة مسيرتها الدراسية، هنا تسلّقت سلّم نجاحها الثاني بتفوقها في الدراسة الثانوية أيضاً.

أصبحت تحصد المزيد من النجاحات في حياتها لانها قد عزمت على ان تعيد لنفسها ذلك النور الذي سُرق منها في طفولتها وغادرها، أبهرت الجميع بنجاحها وإصرارها على الوصول الى القمة بصبرها.

جعلت زوجها فخوراً بها فمساندته لها وتشجيعه لها على مواصلة دراستها جعلت منها انسانة قوية وازدادت ثقتها بنفسها الامر الذي جعلها تقفز للتحليق في سماء النجاح وتنهي جميع مراحل دراستها لتحط في كلية القانون لتصبح محامية مدافعة عن حقوق المرأة ولتكون وبجدارة سيدة المجمتع وصاحبة القرار، ونجحت في ان لاتجعل لأي عائق يقف في طريقها ويحول بينها وبين نجاحها في حياتها وتستطيع بذلك ان ترسم خطوط مستقبلها بيدها وتزيّنه بالورود لتسير في طريق النجاح.

اصبح هدفها الوصول الى القمة، بينما هي تكمل مسيرتها المكللة بالنجاحات الساحقة اولادها أيضاً واصلوا دراستهم واستطاعوا ان يحصدوا النجاح بتفوق مستمدين القوة من ملهمتهم التي استطاعت ان تثبت ان الظلم للمرأة يصنع منها امرأة أقوى يصعب كسرها، لم تتوقف عن احراز المزيد من النجاح فقد اقدمت على دراسة الماجستير في الحقوق لتصبح ناشطة في حقوق المرأة، وفي جانب دراستها وتفوقها في العلوم الأكاديمية درست العلوم الاسلامية لتصبح رمزاً للنساء الناجحات ولتصبح قصتها درساً للنساء المضطهدات والمظلومات ليستمدوا قوتهم من مولاتهم زينب الصبر (عليها السلام)، وليحوّلوا ظلمهم الى قوة ودافع لتغيير واقعهم وان يصبحوا سيدات فعالات في المجتمع.

المرأة
السيدة زينب
النجاح
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    الحسين سفينة النجاة للجميع وليس لفئة معينة

    النشر : الثلاثاء 26 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اليوم العالمي لتجنيد الأطفال: يوم اليد الحمراء

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في الاتحاد قوة

    النشر : الأربعاء 23 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    درّة الصدف: شهيدة على طريق العشق!

    النشر : الأثنين 06 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يؤثر السهر سلبا على نشاط الدماغ؟

    النشر : الخميس 21 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ملتقى المودة للحوار يناقش: المبادئ.. وتزاحم القيود حولها

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 28 دقيقة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 32 دقيقة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 36 دقيقة
    بوصلة النور
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة