• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هل نضّيّع ذواتنا الحقيقية في وهم الافتراض؟

مريم حسين العبودي / الأحد 13 آذار 2022 / اعلام / 1886
شارك الموضوع :

إن افتراضية مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد وصفاً مجانساً للدور الذي تلعبه هذه المواقع في الحياة الخاصة

الواقع الافتراضيّ/ الواقع التّقريبي: محاكاة يولِّدها الحاسوب لمناظر ثلاثيّة الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكِّن النَّاظر الذي يستخدم جهازًا إلكترونيًّا خاصًّا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدو فعليّة.(المعجم الوسيط).

إن افتراضية مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد وصفاً مجانساً للدور الذي تلعبه هذه المواقع في الحياة الخاصة للفرد والعامة للعائلة والمجتمع. فوصف هذه المواقع بأنها افتراضية ووهمية لا يمت للواقع بصلة، ربما كان يتناسب مع سنوات سابقة كانت هذه المنصات تشكّل عالماً منفصلاً عن الواقع، عالمٌ يدخل إليه الفرد ويخرج منه وهو محافظٌ على أبعاده الشخصية والنفسية ولا يأخذ من هذا العالم الإلكتروني أي شيء لينقله معه للوجود الواقعي، كان هنالك حدٌ فاصل بين العالمين، وشتّان ما بينهما.

هذه المواقع التي توسم بالافتراضية تُمارس عمليات متواصلة ومُبطنة لتغيير الواقع وتبديل الكثير من ملامحه باستمرار، تبديلٌ لا شعوريّ، خفيّ، يندسُ بشكلٍ غير سافر ولكنه يفتت اشدَ الأسس صلادةً ومتانة، ينخرها دون صوت ولكن دويّ سقوطها يكون صارخاً فيما بعد.

وليس الواقع المعنيّ هنا هو الواقع السياسي والاجتماعي فحسب وإنما واقع الفرد ذاته، شخصيته وصفاته وتأثيره الوجوديّ كمخلوقٍ ذا رسالة موكلٌ بإيصالها أثناء سنيّ حياته على هذه الأرض. لقد باتت هذه الوسائل الوهمية تحدد أخلاقيات تعاملنا، وتصوغ أدبيات حديثنا وتعيد تشكيل ذائقتنا الفردية حسب ذائقة الجماهير حيث يمكنك أن تجد مقاطعاً أو مواقع تنال ملايين المشاهدات وأنت من أشد المستهجنين لها فقط لأن جموعاً بشرية غيرك قد سحقت الفئة الأقل، ومن هذا المنطلق يُرى كيف أن هذه المنصات تبرمج وتُعيد صياغة ثقافات كاملة فقط لأن العدد الأكبر من البشر قد استسلم لها وجعلها تُسيّطر عليه.

هنالك دائماً فرصة سانحة لمصارحة النفس، ومحطات للتوقف والخلوة بها أمام مرآة الصراحة والتجرّد الذاتي من أغلفة الهيمنة الإلكترونية. توقف، شاهد ملامح روحك كم تغيّرت منذ أول لحظات ولوجك هذا العالم الوهميّ، ثم صارح نفسك:

-      كيف تغيّر أسلوبك في انتقاد الآخر ونهيّه عن المنكر أو نصحه للخير؟

-      هل بقي لمراعاة مشاعر الآخرين اعتبار في حساباتك وأنت تُشبع بهم جوع أناك المتكبّرة؟

-      كم محملًا حسنًا تحملهم عليه قبل أن تُعمِل فيهم سوء ظنك؟

-      كم شاركتَ من المواضيع والأفكار لمجرد كثرة الإعجابات المتدفقة عليها؟

-      إلى أي حد باتت عبارات الثناء والمديح والمجاملات رخيصة ومستهلكة لكثرة استعمالها؟

-      إلى أي حد أصبحنا نعيش للآخرين بدل أن نعيش لهدف وجودنا المقدس؟

-      هل لا زلنا نتقبل ذاتنا كما هي ونعيش واقعنا بكل مسؤولية أم اعتدنا الهروب خلف أوهام الفلاتر؟

 -      هل صيّرتنا الصفحات وسائط لنقل الإشاعات؟

-      كم فقدنا من مهارات التعامل بسبب إدمان منصات التواصل الوهمي؟

-      إلى أي حد أمسى التقدير الإلكتروني مؤثرًا في ترك وتبني القرارات المصيرية في حياتنا؟

-      إلى أي حد أصبح الأشخاص الملقبين بالــ (influencer) و (blogger) يُشعروننا بفقرنا المادي بما يشاركونه من تفاصيل حياتهم المترعة بالثراء والدعايات والمثاليات الوهمية؟

-      هل يروي التواجد في هذا الوسط الافتراضي نواة الوئام والإيمان في نفوسنا أم يفاقم فيها أمراض الجحود والفِرقة وآفاتها؟!

-      كم ساعة من المحبة والمودة بين أفراد العائلة يسرقها منشور هنا أو مقطعٌ مرئي هناك؟ كم من أوقات حياتنا تنقضي في عالمٍ لا يقظة فيه؟!

لا تنتهي التساؤلات، والإجابات عندنا، والأمر في يدنا. ولا يعني هذا أن نعتكف ولا نشارك في مواكبة الجانب الإلكتروني من الحياة، الجانب الذي بات جزءاً لا يتجزأ من أيامنا في كل مكان نذهب إليه. لا يمكن الفصل التام بين العالم الواقعي والافتراضي، إذ أن هذه المنصات تُعد وسائل ضرورية لنشر رسائلنا الوجودية وأفكارنا النافعة بشكل سريع، لكن دون السماح لها بتحويلنا إلى أدوات طيّعة تُحركنا خيوطها كيفما تشاء، تُحيلنا إلى مخلوقات لا تعرف إلا الاستهلاك والاعتياد والتصفح الأعمى دون نفعٍ يُرتجى، عملية تناولٌ مستمر دون أن يهدف إلى شيء ودون أن ينتجُ عنه ثمر.

فليسأل كلٌ منا نفسه، لماذا نستخدم هذه المنصات؟ للتسلية فقط أم للفائدة؟ إن كان الأمر ينحصر على التسلية فحسب فأنت تقضي وقتاً مطولاً أمام الشاشة تطلب التسلية وأنت مكتئب، فيتحول الأمر أن يُتسلى بك وتصبح أداة لتحقيق التطور الذي تحتاجه هذه البرامج! يحتاج الأمر إلى التفكّر، وتحسين جودة المحتوى المُتابع ومعرفة كم من الوقت نقضيه أمام هذه الشاشات، فالمُبتغى هو أن تكون كائناً منتفِعاً ومُنتَفعاً منه، كائنٌ يحافظ على عقله يقِظاً، يرجّه متى ما اوشك على السقوط في الغفلة.

الانسان
وسائل التواصل الاجتماعي
صحة نفسية
السلوك
الانترنت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    المرأة والارث بين الغياب والحضور

    النشر : الثلاثاء 07 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مذكرات شهيد حي.. أنس بن الحارث الكاهلي

    النشر : الخميس 01 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف ننقذ البشرية من الضلال؟

    النشر : الأربعاء 08 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    اكرام زائري الحسين.. بركات للدنيا وحسنات للآخرة

    النشر : الخميس 15 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    هل نحن نناقش حقا؟

    النشر : الأربعاء 30 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    السيدة زينب.. ثورة مبدأ واستنهاض ضمير

    النشر : الأحد 28 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 330 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1100 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1033 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1027 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 2 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 2 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 2 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة