• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من أسس التحرك البشري: الهدف

سارة المياحي / الثلاثاء 21 كانون الثاني 2025 / تطوير / 794
شارك الموضوع :

إن أي اخلال بهذا المبدأ، يُصبح مؤشراً إلى سل الشخصية من نطاق سويتها، وتعريضها إلى المرض

الشخصية السوية - في التصور الاسلامي - هي التي تتعامل من حيث مجمل سلوكها مع الله فحسب، أي أنها تتحرك من خلال كونها موظفاً في مؤسسة رسمية، يلتزم بتنفيذ مقرّراتها. وهذا يعني أن العمل ينحصر لـ الله، بحيث لا تشرك معه أية قوى أخرى، سواء أكانت عائدة إلى الذات، أم إلى الآخرين أم إلى مختلف قوى الوجود .

إن أي اخلال بهذا المبدأ، يُصبح مؤشراً إلى سل الشخصية من نطاق سويتها، وتعريضها إلى المرض بقدر حجم الإخلال الذي تصدر عنه من هنا ندرك أهمية هذا التوظيف، من خلال مبدأ عام تطالب التوصيات الاسلامية به وهو :

النية أو الهدف

إن النية تشكل أساساً عاماً لأي تحرك بشري، بصفتها تعبيراً عن العمل من أجل الله، ويكفينا أن نقرأ توصيات من نحو: [الأعمال بالنيات] و [لا عمل إلا بنية] ولو أن عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة وأدخل فيه رضا أحد من الناس، كان مشركاً، أقول، يكفينا أن نقرأ أمثلة هذه التوصيات، لندرك موقعها من خط الاستواء لدى الشخصية. فالعمل، لا قيمة له، بل يترتب عليه أثراً سلبياً أخروياً إذا استهدف الشخص منه - ولو في نطاق صغير - إرضاء أحد من المخلوقين. والسبب في ذلك عائد إلى أن ادخال رضا غير الله يعني: فسح ذاتياً، بدلاً من أن نتحرك موضوعياً في العمل المجال لأن نتحرك أي أننا سنتعامل بقدر النفع الذي نكسبه لذواتنا وليس بقدر ما يتطلبه العمل من أهمية.

وقد سبق أن أوضحنا - في مواقع سابقة من هذه الدراسة - أن المتعة التي يسعى كل منا إلى تحقيقها تتمثل في نمطين: أحدهما ذاتي والآخر موضوعي، وإلى أن الأول يعني: الاشباع الطليق من كل قيد، الاشباع المقيد بمبادىء خاصة، وإلى أن الأول مؤشر إلى (المرض)، والآخر مؤشر إلى (السوية) في السلوك. والآن حين نعود إلى الآخر يعني أننا سمحنا لأنفسنا باشباع عابر هو: المتعة التي نحققها من خلال التقدير الاجتماعي الذي ننشده من هذه النية، ونمزج معها رضا غير الله،

الشخص أو ذاك ممن توخينا إبراز العمل أمامه، وهذا هو قمة التمركز حول الذات فيما يعد عرضاً مرضياً كما هو واضح أن أهمية النية الموضوعية تتمثل في كونها تساهم بشكل فعال في تجسيد مبادىء الصحة النفسية، لأن عدم وجودها أو مجرد إبرازها بقدر ما تجر نفعاً بالنسبة إلى الآخرين، يدع الشخصية نهباً للصراع. وتحضرني في هذا المجال توصية لأحد علماء الشخصية المحدثين، وهو: (اليورت) - عبر تحديده للشخصية السوية وافتراقها عن الشخصية المرضية - إن (الأهداف) الطويلة أو الاستمرارية هي التي تحدد دلالة الشخصية وتميز الآدمي من الحيوان، والراشد من الطفل، والصحيح من السقيم.

بيد أن هذا التحديد يبقى (وهذا هو شأن كل تصوّر أرضي منفصل عن السماء) مفتقراً إلى الفاعلية التي ينطوي عليها بحث الشخص عن «أهداف» استمرارية فالشخص المنعزل عن السماء وعن معرفة الوظيفة المحددة له، يضطر إلى أن ينسج له (أهدافاً) بشكل أو بآخر حتى يضفي (معنى) على دلالة الحياة وإلا فسيبقى نهباً لصراع لا حدود له، ولذلك سيضع بعض الحد لهذا الصراع حينما يرسم له (أهدافاً) دنيوية عابرة، في حين أن وعيه أساساً بـ (وظيفة) خاصة هي الخلافة في الأرض، ووصلها بكل مستوياتها بـ (النية) من أجل الله، سيردم أساساً أية امكانية للصراع، ويجعله مطمئناً آمناً، محققاً للتوازن الداخلي بأبعد مدى يمكن تصوره في هذا الصدد.

إذن التعامل مع (الله) من خلال مفهوم (النية)، يحقق أول مبادىء السواء في السلوك، وبدونه لا يمكن أن يتحقق السواء إلا في نطاق محدود أشار إليه الباحث الأرضي المذكور .

مقتبس من كتاب دراسات في علم النفس الإسلامي، د. محمود البستاني


الايمان
النجاح
صحة نفسية
السلوك
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    مهارة التفويض: كيف نمارسها بأفضل صورة؟

    النشر : الثلاثاء 22 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الخلوة.. علاج الروح

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    النشر : السبت 10 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    لعبة مريم.. الوجه الاخر للحوت الازرق

    النشر : الخميس 24 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    استطلاع رأي: متى يتحقق حلم المحاضر المجاني بالتعيين؟

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    بديل السكر شائع الاستخدام ولكن مخاطره كبيرة!

    النشر : الخميس 20 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 450 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1164 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 8 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 8 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 8 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة