• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفتنه العمياء

فاطمة الرميثي / الثلاثاء 04 تموز 2017 / تطوير / 2957
شارك الموضوع :

الكثير منا تجتذبه مغريات الدنيا ويتعلق بها فيصيبه جراء هذا التعلق الكثير من الأمراض منها طول الأمل واتباع الهوى والغرور وعدم التفكير في دار

الكثير منا تجتذبه مغريات الدنيا ويتعلق بها فيصيبه جراء هذا التعلق الكثير من الأمراض منها طول الأمل واتباع الهوى والغرور وعدم التفكير في داره الثانية التي هي دار الخلود وبدل أن يسعى لبنائها يسعى لخرابها أو إنه لا يهتم ببنائها كما يهتم بداره في الدنيا.

إن من المعلوم لدينا ان كل إنسان في دار الدنيا يحرص على ان يكون في بيته هذه الأمور وهي الإضاءة الكافية للبيت فهل فكر بظلمة القبر!، وكذلك يفكر في دار الدنيا في الفراش أو السرير الجيد والمريح فهل فكر فيما سيفترشه جسده في قبره، كما إن الكثير من يسعى لجمع وسائل الأنس والراحة فهل هيأ مثلها لدار الاخرة كلا... وكيف وقلبه متعلق فقط بحبيبته الدنيا فهوى يعشقها ولا يرى غيرها، لكن هل أفصحت له ذات يوم عن حبها له ربما تكون تزينت له لكن ألا يعترف أنها طرق إغواء تستخدمها لتجتذبه ثم بعدها تقتله كما قتلت الذين من قبله ثم وبكل استهزاء ترقص على جثته  التي أصبحت ملك للقبر.

 نعم هذه هي الدنيا التي وصفها أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له يحذر بها من فتنة الدنيا ويصفها بالظل الزائل  حيث قال...... «أَلا إِنَّ الدُّنْيا دارٌ لا يُسْلَمُ مِنْها، إِلاَّ فِيها وَلا يُنْجَى بِشَيْء كانَ لَها ابْتُلِيَ النّاسُ بِها فِتْنَةً، فَما أَخَذُوهُ مِنْها لَها أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا، عَلَيْهِ وَما أَخَذُوهُ مِنْها لِغَيْرِها قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقامُوا فِيهِ; فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيْءِ الظِّلِّ، بَيْنا تَراهُ سابِغاً حَتَّى قَلَصَ، وَزائِداً حَتَّى نَقَصَ».

ولما كانت زخارف الدنيا وزينتها تدعوا إلى المبالغة في التعلق بها; الأمر الذي يفضي إلى مقارفة الذنوب والمعاصي والانحراف عن الصراط المستقيم والسقوط في هاوية الضلال فانّ القادة الربانيين من أنبياء ورسل وأئمة لا ينفكون عن تحذير أتباعهم منها، وهذا ما نلمسه بوضوح في معظم كلام الإمام عليه السلام في نهج البلاغة الذي أورد التحذير تلو التحذير على لسان خطبه ورسائله وقصار كلماته.

وهذه الخطبة هي نموذج من هذا التحذير الذي ضمنه الإمام (عليه السلام) في ستة اُمور مهمة، فقد استهل ذلك قائلاً: «ألا وإنّ الدّنيا دار لا يسلم منها إلاّ فيها»، وذلك لأنّ من أهم أسباب السلامة هو كسب الفضائل الأخلاقية والتحلي بالقيم والمثل المعنوية وعبودية اللّه وطاعته، والتي لا تتسنى إلاّ في هذه الدنيا، وليس للإنسان من فرصة سوى في هذا العالم دون العوالم الاُخرى، ومن هنا قال الإمام (عليه السلام) لا تنال السلامة من الدنيا إلاّ فيها. ثم قال(عليه السلام):

«ولا ينجى بشيء كان لها»، أي إن كانت الدنيا هي دافع نشاطات الإنسان وغاية أعماله وأفعاله وحتى إتيانه بالعبادات إذا كان ينطوي على هدف دنيوي ويشوبه الرياء والسمعة فإنّها لن تكن سببا لنجاته، بل ستفضى إلى هلاكه وشقائه.

ثم أشار في الأمر الثالث إلى كونها ميدان امتحان فقال عليه السلام: «ابتلي النّاس بها فتنةً»; فالدنيا مليئة بالنعم إلى جانب المشاكل والمصائب; فالنعمة وسيلة للامتحان، كما المصيبة امتحان من نوع آخر. فهل تطغي النعمة الإنسان أم تشده إلى اللّه، وهل يؤدي شكر النعم عملاً، فضلاً عن شكرها لساناً؟

وهل يستشعر قلبه اليأس حين المصيبة ويشكو ربه، أم يصبر عند المصاب ويشكر؟ فالإنسان يعيش الامتحان في هذين الأمرين كل يوم طيلة حياته في الدنيا، وهذا قانون خالد انبثق منذ خلق آدم (عليه السلام) وسيستمر إلى يوم القيامة، فقد قال عز من قائل في القرآن الكريم بهذا الشأن: بسم الله الرحمن الرحيم (أَحـَسِبَ النّاسُ أَنْ يُـتْرَكُوا أَنْ يَـقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُـفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِـهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذِبِينَ).

ثم قال الإمام (عليه السلام) في الأمر الرابع: «فما أخذوه منها لها أخرجوا منه وحوسبوا عليه». ثم واصل عليه السلام كلامه قائلاً: «وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه، وأقاموا فيه» والعبارة إشارة إلى النظريتين المعروفتين في نهج البلاغة، النظرة إلى الدنيا كوسيلة والاُخرى كغاية; فان كانت إمكانات هذه الدنيا والأموال والثروات والنعم والمقام والجاه وسيلة لنيل السعادة والحياة الاخروية الهنيئة فليس هناك أفضل منها، وإن كانت صنماً يسجد له الإنسان فليس هناك أسوأ منها.

 فالنظرة الاولى تسوق الإنسان إلى الورع والتقى والطهر والعفاف بينما تدعوه النظرة الثانية إلى الحرص والطمع والظلم والذلة والهوان. والنظرة الاولى تحيل النعم الدنيوية الفانية إلى نعم اُخروية باقية، في حين تكون النظرة الثانية سبباً لزوال النعم وبقاء التبعات. ومن هنا تتضح علية مدح الدنيا في أغلب الآيات والروايات، إلى جانب ذمها في البعض الآخر. فلعل البعض يفسر ذلك بالتناقض للوهلة الاولى، بينما كل واحدة منها صحيحة في مكانها وكأنّ الواحدة منها مكملة للأخرى، فالمدح يرتبط بالدنيا الوسيلة، والذم بالدنيا الهدف والغاية. وأخيراً يكشف الأمام(عليه السلام) اللثام عن حقيقة الدنيا ليشبهها بفيء الظل الذي يمر سريعاً فقال: «فإنّها عند ذوي العقول كفيء الظّلّ، بينما تراه سابغاً حتّى قلص، وزائداً حتّى نقص».

والظل معناه المطلق ظل الأشياء قبل الزوال أو بعده، ويطلق أحياناً على ما قبل الظُهر خاصة الذي تزيله الشمس تدريجياً، أما «في» فهي تعني الظل بعد الزوال (لأن مفهوم هذه المفردة يتضمن الرجوع والعودة) الذي يتسع كلما اقتربت الشمس من أفق المغرب ويزول إثر غروب الشمس وحلول الظلمة. وكأنّ الإمام (عليه السلام) أشار إلى حقيقة مهمة وهي أن أصحاب الدنيا يجمعون الأموال والثروات كل يوم بحيث تزداد كلما اقترب عمرهم من نهايته، إلاّ أنّها تزول وتنعدم من الوجود بغروب شمس العمر، وتنتهي كل هذه الثروات بحلول ظلمة الموت.

والآن هل اتعظت يا أخي القارئ، خذ العبرة ولا تأخذ الغفلة فطريق السفر طويل وموحش بدون رفقة حميمة.

الدنيا
الموت
الانسان
العمل
الاخلاق
الامام علي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة ثبات

    النشر : الأحد 06 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الجهنمية.. الشجرة المُبهجة

    النشر : الثلاثاء 10 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    عصا موسى.. نبات عصري يزور البيوت العراقية

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    من أخلاق التقدم: المنظومات الأخلاقية الثلاث وفق منظور المقدس الشيرازي

    النشر : الخميس 23 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 6 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 6 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 6 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة