• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تيرنر والهمجي.. رقاد القيم في أحضان المدنية

زينب الاسدي / الأحد 27 آيار 2018 / تطوير / 2699
شارك الموضوع :

تمضي الحضارة متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع ف

تمضي الحضارة  متغطرسة ‘ترفع أنفها‘ ويعلو جبينها الإستنكار كلما ذكر أمامها لفظ (الهمج)‘ وهي لا تفوت الفرصة لتملي إنجازاتها وتطورها السريع في قائمة طويلة جعلت منها لفافة تضرب بها ناصية الهمجية‘ تلك الصيغة النكرة التي لو استعضناها ب (البدائية) لكانت أدل على مدلولها.

لم تتقافز البشرية فوق نهر التحضر إلا عندما وضع الإنسان البدائي مسالك العبور على هذا اليم، ويا له من أمر صعب، إذ لم يضع حجراً ولا مدراً إلا بعد مصارعة متغيرات الطبيعة، ووحشية الكواسر، وأهوال الأدغال لينتقل مرحلة بعد مرحلة يسجل بصمات قد تبدو متواضعة إلا أنها كانت العصب المغذي للمدنية والحضارة.

لكن الغريب الملفت أن النزعة الإنسانية التي كانت لديه بالفطرة، سجلت طغياناً يضارع حماسه

 وانبثاقه وظلاً وقاه تشعشعات الزمن المر في كثير من الأحيان.

فمثلاً:

"(كانت حالة تقسيم الطعام عند البدائيين دارجة مع من لا يملك منه شيئاً) كما كان المألوف كذلك للمسافرين أن يقفوا عند أي دار يشاؤون في طريقهم بغية الإستراحة وتناول الطعام، بل من الإعتيادي جداً أن تستعين الجماعات التي ينزل بها القحط بجيرانها، ولو جلس الإنسان في الغابة ليأكل وجبته توقع منه الناس أن ينادي لمن أراد مشاطرته.

يوثق ويل ديورانت في (قصة الحضارة) هذه الحالة فيقول:

لما قص (تيرنر) على رجل من (ساموا) قصة فقير في لندن سأله الهمجي في  دهشة: "وكيف ذلك؟ أليس هناك طعام؟! أليس له أصدقاء؟ أليس في المكان بيت للسكنى؟ أين إذاً نشأ هذا الفقير؟ أليس لأصدقائه منازل؟".

وقد لاحظ الرحالة البيض أثناء رحلاتهم في إفريقيا أن (الرجل الأسود) إذا ما قدمت له هدية من طعام وغيره فإنه يقسمها بين ذويه فوراً؛ وإذا ما أعطى المسافر بدلة لأحد هؤلاء السود، فسرعان ما يرى الموهوب يلبس من الهبة جزءاً، ثم يرى صديقاً له يلبس القبعة مثلاً، وصديقاً آخر يرتدي السترة.

لم تكن للملكية معنى عند الإسكيمو كذلك، فكان الصائد يوزع صيده على أهل القرية جميعاً.

كتب مبشر ديني يقول: (إن ما يثير الدهشة العميقة أن تراهم يعاملون بعضهم بعضاً برقة

ومجاملة قل أن تراهما عند أكثر الأمم تحضراً؛ وذلك بغير شك يرجع إلى أن لفظي (ملكي) و(ملكك) اللتين قال عنهما القديس كريسوستم Chrysostom إنهما تخمدان في قلوبنا شعلة الإحسان وتشعلان نار الجشع؛ لا يعرفهما هؤلاء  (الهمج) ويقول شاهد آخر: (لقد رأيتهم يقتسمون الصيد ولا يوجد من يعارض طريقة التقسيم كأن يقول أنه غير عادل، إن الواحد منهم ليؤثر أن يرقد في معدته الخاوية على أن يتهم بأنه أبى أن يعين المحتاج.. إنهم يعدون أنفسهم أبناء أسرة واحدة كبيرة)".

لا يعارض أحد التحضر فهي الحالة الطبيعية للبشر التي سار عليها لعقود، وسجل فيها الإنجازات الصناعية والطبية والتكنلوجية العملاقة، ولكن المرفوض أن تتحول إلى سيل تجرف معها بذور الفطرة السليمة لترمي بها في مستنقع النفايات النووية وتحكم بالإعدام على كل تلك القيم السامية التي مارسها البشر في مساحة التاريخ الرحبة وتعتبرها قواعد همجية أكل الدهر عليها وشرب.

يخطئ من يظن أن امتطاء الدبابات وتسيير المدافع والتلاعب القذر في الأسهم الإقتصادية العالمية التي تجر عنق العالم بحبل طويل نحو مستنقعات الفقر والفناء هي ضرب من الحضارة بل هو تخلف صارخ يجعلنا نذرف الدموع بغزارة على الهمجية السالفة.. 

الانسان
المجتمع
التفكير
القيم
المبادئ
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    عبقرية العقل وثلاثية التعلم

    النشر : السبت 27 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    انفوغرافيك: حصاد جمعية المودة والازدهار خلال 2017

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يساعد عقلك الباطن على الشفاء من خلال الإيمان؟

    النشر : السبت 10 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تصوير الصدر بالأشعة السينية: ما حدود التصوير الإشعاعي للمريض؟

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    هذه شخصيتي.. شماعة سلوكيات المجتمع المؤذية

    النشر : الأربعاء 14 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    يوميات مواطن تعبان..

    النشر : الأحد 01 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 470 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 369 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1000 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 12 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 12 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 12 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة